لئن شكرتم لأزيدنّكم!
يراهن بشار الأسد على مفعول الزمن والذاكرة القصيرة من أجل أن ينسي شعبه وبقية البشر على سطح هذا الكوكب، بشاعة الجرائم التي ارتكبها طيلة الأشهر السبعة الأخيرة، على غرار ما فعله والده قبل سنوات، حين أباد مدينة بأكملها، ثم استقبلته جمهوريات وممالك بالبساط الأحمر، واحتضنته منظمات دولية على أنه الرئيس المحترم والقومي العروبي التقدمي؟!
- الأسد الإبن يراهن على البقاء في السلطة حتى الموت مثل والده، وقد يورِّثها لابنه بعد عمر طويل، وقد قالها صراحة، حين أكد في حواره الأخير، أن الشعب السوري سيشكره بعد انتهاء هذه الغمة، ويثني على حكمته، ويُصفق طويلا لحسن تصرفه؟!
- السوريون سيشكرون رئيسهم الأسد، على قتلهم، هذا إن بقوا أحياء أصلا، سيشكرونه على القتل بحرا وبرا وجوا، وسيُكرّمون شبّيحته وعصاباته بالنياشين والأوسمة، وقد يمدِّدون له الحكم دون انتخابات، ويطالبونه بالتراجع عن الإصلاحات التي لم تجلب لهم إلا وجع الرأس ومزيدا من القلق والأرق وغياب الاستقرار، وقد يزيدونه بعد الشكر اعتذارا على أنهم شكّوا فيه يوما، وصدّقوا الجزيرة المضلِّلة، وقنوات التبجيل الإعلامي والفبركة، ولا نعلم بعدها إن كان الأسد وعصابته سيقبلون الاعتذار ويوافقون على الشكر، أم لا، رغم أنّ الخوف الحقيقي يتمثل في إمكانية لجوء تلك العصبة الحاكمة بعدها، لتطبيق الآية القرآنية التي تقول ”لئن شكرتم لأزيدنكم”، فيذيقونهم حينها مزيدا من صنوف التعذيب والتقتيل والتدمير؟
- هناك في الجهة الموالية لنظام الأسد الإجرامي، وكتائبه الإعلامية، من يصف الجيش بأنه حامي الديار، فهل الحماية تعني فيما تعنيه القتل بالزوارق البحرية والقصف بالطائرات وحصار المدن بالمدفعيات والدبابات؟!
- سقطت أكذوبة أن إسرائيل هي العدو الوحيد، وتبين أن الشعوب فقط من تقتص من العدو الصهيوني، حتى ولو بإسقاط العلم من قلب السفارة في العمارة، وذلك أضعف الإيمان على غرار ما فعله المصريون الشرفاء.
- الأنظمة التي صدّقنا طويلا بأنها خط الدفاع الأول في مواجهة الصهيونية، ومحور الصمود والتصدي، ومحامي الأمة في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية، تبين أنها مجرد أنظمة عميلة، خائنة، سرعان ما تستفيد من صمت الجميع حين تباشر القتل العبثي ضد شعوبها، وتتلذذ بممارسة التصفية، بل ويقوم الرئيس المستبد بتحريض رجاله فيها على نزع الأعضاء التناسلية للمتظاهرين، فهل نحن بصدد نازية جديدة، وسادية يمارسها النظام القومي العروبي ”سابقا”..؟!