-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لايعرف عنه شيئا.. الجزائري الذي اسرته اسرائيل

الشروق أونلاين
  • 1545
  • 0
لايعرف عنه شيئا..  الجزائري الذي اسرته اسرائيل

من‮ ‬هو‮ ‬الجزائري‮ ‬الذي‮ ‬تختطفه‮ ‬إسرائيل؟‮ ‬ولماذا؟‮ ‬ما‮ ‬اسمه؟و‮ ‬أين‮ ‬عائلته؟‮.. ‬أسئلة‮ ‬كثيرة‮ ‬في‮ ‬موضوع‮ ‬شائك،‮ ‬تابعته‮ ‬‭”‬الشروق‮ ‬اليومي‮” ‬من‮ ‬بيروت‮.‬شبّوب‮ ‬بوطالب
حمل برنامج “ما وراء الحدث” الذي بثّته الجزيرة نهاية الأسبوع مفاجأة من العيار الثقيل للجزائريّين، حيث جرت الإشارة إلى وجود “أسير جزائري” لدى إسرائيل، وقد وضع اسمه ضمن المطلب العريض الذي رفعه “حزب الله” بخصوص “الإفراج عن كافة الرعايا العرب والمسلمين” المحتجزين‮ ‬في‮ ‬السجون‮ ‬الإسرائيلية‮.‬

الأمر‮ ‬كان‮ ‬مفاجئا،‮ ‬لأنّها‮ ‬المرّة‮ ‬الأولى‮ ‬التي‮ ‬نعلم‮ ‬بها‮ ‬بوجود‮ ‬هذا‮ “‬اللغز‮” ‬لدى‮ ‬إسرائيل،‮ ‬وعليه‮ ‬فقد‮ ‬أجرينا‮ ‬العشرات‮ ‬من‮ ‬الاتصالات‮ ‬والتنقلات‮ ‬للحصول‮ ‬على‮ ‬أي‮ ‬معلومات‮ ‬بشأن‮ ‬‭”‬أسيرنا‮”.‬

انطلقنا من تلفزيون “المنار” الناطق باسم “حزب الله” وكان اتصالنا الأوّل بالسيد فرحات مدير الإعلام بالقناة، والذي قال بأنه “لا يتوفر على أي معلومة بهذا الصدد”، ونصحنا بالاتصال بالسيد عفيف أحمد، مدير العلاقات العامة بالقناة ففعلنا، لكن جواب هذا الأخير كان أن “مثل هذه الأمور بعيدة عنّا، ولا يتاح لنا البحث فيها، ما يمكننا نشره هو ما يصلنا، ولم يصلنا أي شيء حول هذه النقطة”، وللإفلات من التراتبية الإدارية فقد اتّصلنا بالأستاذ عبد القادر قصير، القيادي بحزب الله وأخو المدير العام لقناة “المنار”، طالبين تدخّله أو تدخّل أخيه الأكبر، ورغم القصف فإن مدير عام قناة “المنار” قد حاول إجراء بعض الاتصالات لمساعدتنا للحصول على أي معلومة، لكنه أخفق، وأمام استغرابنا للإخفاق، فقد شرح لنا أخوه الأمر على نحو بسيط، قائلا أن “الفصل كلّي بين ما هو سياسي وما هو عسكري داخل حزب الله، برغم‮ ‬وجود‮ ‬ذات‮ ‬الهدف‮ ‬لديهما‮ ‬معا،‮ ‬وعليه‮ ‬فإن‮ ‬ما‮ ‬يعطى‮ ‬من‮ ‬معلومات‮ ‬عسكرية‮ ‬للجناح‮ ‬السياسي‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬يكون‮ ‬ضروريا‮ ‬وكفى‮.. ‬وبالنسبة‮ ‬لهذه‮ ‬المعلومة‮ ‬فإنها‮ ‬لم‮ ‬تعط‮ ‬بعد‮”.‬

كان هنالك احتمال آخر، هو أن يكون “الأسير” قد قاوم مع الفلسطينيّين وأسر خلال معارك بيروت، وعليه فقد حاولنا الاتصال مع أحد قيادي حركة فتح، ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنّنا اكتشفنا بأن أرقام هواتفهم قد تغيّرت، جرّبنا الاتصال بالسيد أسامة حمدان ممثّل حركة‮ “‬حماس‮” ‬بلبنان،‮ ‬فكان‮ ‬هاتفه‮ ‬النقال‮ ‬خارج‮ ‬نطاق‮ ‬التغطية،‮ ‬أمّا‮ ‬هاتفه‮ ‬الثابت‮ ‬فكان‮ ‬يرنّ‮ ‬ولا‮ ‬من‮ ‬مجيب‮!‬

بعد كل هذه الاتصالات، بقي لنا التفكير بإمكانية تواجد المعلومة لدى أحد العاملين بالجهاز الإعلامي لـ”حزب الله” أو لدى زملائنا بقناة “الجزيرة”، وعليه فقد اتّصلنا بالسيد حسين رحّال أحد مسؤولي الجهاز الإعلامي للحزب، لكن الرجل قال “لحدّ الساعة ليس لدي أي معلومة”، سألناه باستغراب عن كيفية تبريره لعدم حيازته أي معلومة، فكان ردّه “الحزب لحدّ الآن لم يشكّل أي قائمة بالذين يطالب بإطلاق سراحهم، فهذه العملية لن تحدث قبل إقرار مبدأ التفاوض أوّلا، ناهيك عن كون الجناح العسكري للحزب لم يضع مثل هذه المعلومات ضمن نطاق ما يصرّح‮ ‬به،‮ ‬حتّى‮ ‬للعاملين‮ ‬بجهازه‮ ‬الإعلامي‮”.‬

اتّصلنا بعدها بمكتب قناة “الجزيرة” وطلبنا الحديث إلى الأستاذ غسّان بن جدّو، الذي قال بأن خبر وجود جزائري ضمن أسرى إسرائيل “قد جرى تداوله فعلا، لكن لا أحد يعرف أي تفصيلات في الموضوع، طلبنا منه الاتّصال بأصدقائه ضمن قيادة حزب الله، فكان ردّه أنه سيفعل”.
vأمام كلّ هذا التعقيد للقضية، استشرنا أحد العسكريّين السابقين في الجيش اللبناني، فقال أن “الجيش لم يحز إطلاقًا أي معلومات بخصوص جزائري مأسور لدى إسرائيل”، ثم رجّح بصفته الشخصية أحد سيناريوهين للموضوع: “إمّا أن يكون الجزائري قد دخل إلى لبنان أيّام تواجد منظّمة‮ ‬التحرير‮ ‬الفلسطينية‮ ‬ببيروت،‮ ‬وربّما‮ ‬أسر‮ ‬في‮ ‬إحدى‮ ‬المعارك‮ ‬مع‮ ‬الإسرائيليّين،‮ ‬أو‮ ‬أنّه‮ ‬أحد‮ ‬المتأثّرين‮ ‬بإيديولوجية‮ ‬حزب‮ ‬الله،‮ ‬وقد‮ ‬جرى‮ ‬أسره‮ ‬خلال‮ ‬معارك‮ ‬التحرير‮”.‬

وإلى غاية اللحظة، يظل “الجزائري الأسير” لدى إسرائيل لغزا مفتوحا لم يجرِ حله بعد، وربّما تكشف الأيّام المقبلة معلوماتٍ إضافية بشأنه، ولعل التعقيد الكبير الذي يكتنف عملية البحث عنه مما يؤشّر إلى أنّه واحد من بين “جنود” المقاومة وليس “القادة”، وهو السبب المعقول لعدم توفّر معلومات كافية عنه، وتأخّر ظهور اسمه إلى غاية اللحظة، وإذا كان “حزب الله” حريصا على الإشارة إلى تواجد جزائري ضمن قائمة “أسراه”، فإن الأمر يحمل الكثير من الرمزية تجاه الجزائريّين المعروف عنهم وقوفهم إلى جانب القضايا العادلة، وخاصة قضية فلسطين ولبنان‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!