-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا إفراط ولا تفريط!

حفيظ دراجي
  • 27633
  • 6
لا إفراط ولا تفريط!

لا إفراط في التفاؤل والطموح ولا تفريط في إمكانياتنا وقدراتنا على صنع الحدث، هو شعارنا في كأس العالم المقبلة كمناصرين ولاعبين وإعلاميين وطاقم فني وإداري، وهي رسالتنا للجميع بعد الذي شاهدناه وسمعناه في سويسرا وإيرلندا، والذي قرأناه في صحافتنا هذه الأيام…

وبعد المباراة التحضيرية التي لعبناها أمام إيرلندا وخسرناها بثلاثية، واكتشفنا فيها العناصر الجديدة للنخبة الوطنية، في اختبار كان من أحسن وأصعب الاختبارات التي سنستفيد منها كلنا، وتفيد لاعبينا وطاقمنا الفني في المونديال، وتقودنا إلى الاعتدال والوسطية في التفاؤل والتشاؤم، وفي الإفراط في الطموح والتفريط في حظوظنا..

الإفراط يهددنا عندما نشاهد ونسمع جماهيرنا داخل الوطن وخارجه وهي تعتقد بأننا وصلنا، وتطالب بتحقيق النتائج الطيبة، وتضغط على اللاعبين والطاقم الفني، وتعيش على أمل وحلم التأهل إلى الدور الثاني، وتتوقع فوز منتخبنا بكأس العالم مما ينعكس سلبا على تركيز لاعبينا مع اقتراب الموعد.

إفراط الجماهير في التعبير عن فرحتها واقترابها من لاعبينا ليل نهار وفي كل مكان يفقدهم تركيزهم وتوازنهم ويزيد من الضغط عليهم مع اقتراب الموعد، كما أن إفراط المتعاملين الاقتصاديين وتنافسهم على استغلال وتوظيف صورة اللاعبين في الإشهار لشركاتهم ومنتجاتهم في هذا الظرف بالذات هو أخطر وأكبر التأثيرات المعنوية على اللاعبين لأن العملية تمس البعض منهم فقط ..

ما تعيشه الجزائر ويعيشه الجزائريون هذه الأيام من إفراط في التفاؤل قد نجد تفسيرا له في الحرقة والحسرة التي لازمتنا لسنوات طوال، وفي معاناتنا من أجل التأهل، ورغبتنا في إثبات الذات، ونجد تفسيره في قلة خبرتنا كلنا في التعامل مع مثل هذه الظروف، ولكن هذا لا يمنعنا من التوقف لحظة من الزمن لأجل التمعن والتقييم وتصحيح الأمور، واتخاذ ما يلزم حتى لاتتحول النعمة إلى نقمة.   

أما ما يعيشه الكثير من اللاعبين خاصة منهم الجدد الذين لم يتعودوا على مثل هذه الشعبية والنجومية، وافتقادهم للخبرة والتجربة في التعامل مع مثل هذه المواقف، ورغبتهم الشديدة في التألق، كلها عوامل تزيد العبء عليهم، خاصة وأنهم صاروا مضطرين للإفراط في إطلاق تصريحات متفائلة لتلبية رغبات جمهور وإعلام لم يتعودان بدورهما على مواقف وظروف كالتي يعيشانها منذ نوفمبر2009 .    

الإفراط في التفاؤل نقرأه في تصريحات بعض اللاعبين الذين انساقوا وراء مشاعرهم ووراء مطالب الجماهير، وراحوا يتكلمون ويلفتون الأنظار بتصريحاتهم دون وعي بصعوبة المهمة، وبظروفهم الصحية الصعبة من خلال الإصابات التي يعانون منها، ودون تقدير لقوة المنافسين الذين سنلعب معهم وخصوصية المباريات التي سنلعبها.    

الإفراط نقرأه في بعض الكتابات الصحفية التي تجاوزت المعقول في تحاليلها وتوقعاتها وتفاؤلها، ووضعت اللاعبين في حرج، وجعلت المدرب الوطني يبكي مجددا من شدة الضغوطات المفروضة عليه وليس فقط بسبب مراد مغني، وصار السبق الصحفي غاية صحافتنا على حساب الصدق والمهنية والمصلحة الوطنية. 

أما التفريط في حظوظنا وقدراتنا فنقرأه في بعض صحفنا وعلى لسان محللينا ولاعبينا السابقين وبعض مدربينا الذين لا نلومهم لأنهم لم يعايشوا المجموعة عن قرب ولا يدركون حجم الإمكانيات التي وفرت للاعبين، وقدرتهم على رفع التحديات، وكذا حجم العمل والتضحيات التي يقدمونها، وقدرتهم على التأقلم بسرعة مع كل الظروف.  

التفريط في حظوظنا نقرأه في دموع المدرب الوطني رابح سعدان الذي غلبته مشاعره وخوفه من الفشل، رغم ثقة الاتحاد والجماهير، وتجاوب اللاعبين معه، ورغم الظروف الفريدة من نوعها التي يعمل فيها وأكدها للصحافيين عديد المرات.

التفريط في حظوظنا قرأناه أيضا في تعامل بعض الإعلاميين والمتتبعين مع قرار الاستغناء عن خدمات مراد مغني لأسباب صحية والذي صوره البعض بأن المنتخب من دون مغني لا يساوي شيئا، وبأن التشكيلة الوطنية ترتكز على لاعب واحد.

التفريط في حظوظنا قد نقرأه أيضا في صحافتنا التي قد تتشاءم بعد الأداء أمام إيرلندا والخسارة بالثلاثية، التي كانت جد مفيدة وضرورية لنضع أرجلنا على الأرض، ويفهم اللاعبون معنى المستوى العالي واختلاف مباريات المونديال عن تصفيات المونديال، وتفهم الجماهير بأننا نملك من الخيارات الفنية والبشرية ما يجعلنا نلعب بشكل مغاير من مباراة لأخرى حسب المنافس، والمتوفر من اللاعبين الجاهزين.

التفريط في حظوظنا لمسناه من خلال تشاؤم البعض بخصوص الإصابات التي يعاني منها بعض لاعبينا رغم أنها عادية وطبيعية تعيش مثلها أغلب المنتخبات بعد موسم طويل وشاق ومتعب، وبوقرة وعنتر ومتمور وغيرهم سيكونون في الموعد دون شك.  

جماهيرنا من حقها أن تستمتع وتفرح وتتلذذ بتأهل منتخبنا، ولاعبونا من حقهم التفاؤل بمشاركة مشرفة، ولكن من واجبنا كإعلاميين أن نعدل في الميزان بين الإفراط والتفريط، وبين التفاؤل والتشاؤم، ومن واجبنا النظر إلى الأمور بعقولنا ومشاعرنا في أن الوقت. ومن واجب اللاعبين أن يلتزموا بالاعتدال وعدم تغليط الجماهير والانسياق وراء مشاعرهم، ومن واجب الجماهير أيضا أن تتفهم ظروف عناصرنا ومتطلبات التحضير الجيد التي تقتضي التركيز والابتعاد عن كل المؤثرات مهما كان مصدرها.

وعندما ننظر كلنا إلى الواقع كما هو دون ماكياج، ونتعامل معه بحكمة وصدق مع الذات ومع الغير، ونجتهد ونعمل أكثر مما نتكلم، عندها نحقق المعجزات..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • mohamed

    عندك الحق ياسي حفيض

  • فاطمة بنت الشاوية

    الله عليك يا حفيض كلامك كلوا صح وصح.ياناس هدا راهو منديال متتهونوش فيه لحاجة لى لا زم نديروها ندعيولهم ربى وفقهم.ومنضغطوش عليهم.انشاء الله نديرو حاجة فى المونديال.ونفرحوا الشعب والامة العربية قولوا امين.متقولوش فاقوا.انشر يا شروق حق الرد وحرية التعبير

  • ahmed

    li faut que mansouri qite léqipe national

  • عبد الغنى

    ماكنا لنفرط فى امانينا وتضامننا مع هدا المنتخب رغم الثلاثية الثانية على التوالى فى ايطار الوقوف على النقائص لاااااااااكن ان نرى كل المنتخبات تص حح اخطاءها الا نحن فهدا اكثر من الخطيييير فكل المنتخبات فازت على الاقل بلقاء واحد حتى بهدف واحد وحتى الفرق الغير مشاركة فى المنديال وخير دليل الامارات و السعوديةالتى اتعبت احد المرشحين لنيل كاس العالم واقصد اسبانيا وعلى عكس هؤلاء جميعا يطل علينا سعدان دون ان تغيب عن وجهه ملامح السعادة ويقول انامتفائل وجعل منا نكتة لاعدائنا من العرب والعجم فارد عليه واقول كان يجب عليك ان تعلمنا لنبدا النحاب على المنديال يوم بدات البكاء على مغنى

  • عبد الله

    يجب ان تبعثو نسخ من هدا المقال الى كل لاعب من الفريق الوطنى وخاصة المدرب

  • بدون اسم

    أضن أننا نسينا اليوم أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي وبالضبط قبل مباراة مصر بالبليدة كان هدفنا الوصول إلى نهائيات كأس أفريقيا بأنغولا ،لكن ما أقرأه اليوم من آراء لمحللين ومن أحكام القراء المسبق على الفريق يجعلني أحسب أن الفريق الوطني لم يكن مرشحا فقط للذهاب إلى كأس العالم -وإن قيل بعد كل رأي وتعليق عكس ذلك- بل هو أحد المرشحين لنيل هذه الكأس ، فقط لكي لا ننسى أن الوصول إلى كأس العالم هو في حد ذاته إنجاز ، أقول إنجازا لأن النواة الحقيقية التي نحسب عمر هذا الفريق على أساسها هي مباراة مصر في أم درمان يوم 18/11/2010 ولا يمكن لأي فريق في العالم عمرة الفعلي أقل من ستةأشهر أن ينتقد أو أن يرشح للذهاب بعيدا في كأس العالم ولعل ما يراه البعض ميزة في الفريق الجزائري ألا وهو أنه الممثل العربي الوحيد قد يكون غذا واحدا من أكبر الضغوطات على هذا الفريق الفتي لذا دعوا هذا الفريق يكبر ويعمل في صمت بعيدا كن كل هذه الضغوطات والتهويلات قبل وبعد كل مباراة واتركوا هذا الفريق يعمل في هدوء ولا داعي للتذكير دائما بملحمة خيخون ومباراتي مصر بأم درمان وكوتديفوار بأنغولا ، ولا ننسى أن هذا المنتخب مهما كانت نتائجه غدا سيبقى نفسه المنتخب الذي أخرج الجزائريين أكثر من مرة في أكثر من مناسبة وأكثر من يوم إلى الشوارع للتعبير عن فرحهم وللتعبير عن تضامنهم وحبهم لوطنهم ، هذا هو منتخبنا وفريقنا اليوم وغدا فإن وفقهم الله غذا فلهم كل الشكر والعرفان والامتنان وإن لم يوفقهم الله فلهم أيضا كل الشكر والعرفان والامتنان على كل ما قدموه لبلدنا الحبيب الجزائر