-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تذبحوا بلماضي

ياسين معلومي
  • 1300
  • 0
لا تذبحوا بلماضي

لا أحد كان يتوقع أن المنتخب الجزائري الذي توِّج سنة 2019 بكأس إفريقيا للأمم سيُقصى من الدور الأول من هذه المنافسة التي تتواصل بالكاميرون. رفقاء القائد محرز خيبوا آمال الجمهور الجزائري الذي كان ينتظر أن يذهب المنتخب إلى أدوار متقدّمة، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بحقيقة الميدان التي كشفت أن التشكيلة الوطنية بعيدة كل البعد عن مستواها الحقيقي الذي تراجع بشكل ملفت للانتباه، وينذر بمستقبل غامض إذا لم تتدارك الكتيبة الجزائرية وتصلح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون والطاقم الفني قبل شهرين من اللقاء الفاصل المؤهِّل إلى نهائيات كأس العالم المقررة نهاية السنة بقطر.

لغة كرة القدم لا تعترف إلا بالفوز والخسارة، وكم من منتخبات حصلت على كؤوس وبطولات، وأفرحت شعوبها، لكنها تعثرت وخرجت من الأدوار الأولى. في النسخة الحالية، التاريخ أعاد نفسه، فالكل يتذكر تتويج الخضر بكأس إفريقيا 1990، لكنهم خرجوا في الدور الأول في نسخة 1992، وبخسارة مذلة أمام المنتخب الإيفواري، والمنتخب الفرنسي الذي فاز بكأس العالم 1998 بترسانة من اللاعبين يتقدمهم زين الدين زيدان خسر سنة 2002 أمام المنتخب السنيغالي وخرج من المنافسة من دورها الأول، وحتى المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم 2014 بالبرازيل، خرج أمام دهشة الجميع من الدور الأول في مونديال روسيا سنة 2018، والأمثلة عديدة لا تُعدّ ولا تُحصى.

إقصاء المنتخب الجزائري من الدور الأول من المنافسة القارية قال عنه المدرب الوطني جمال بلماضي قبل مغادرته الكاميرون، إنه لم يكن يظن لحظة واحدة أن المنتخب الجزائري سيُقصى في الدور الأول، معتبرا أن رفقاء محرز لا يستحقون البقاء بالنظر إلى ما قدّموه في المباريات، مضيفا أن “الجميع يعمل من أجل تشريف الجزائر، هناك أمورٌ عديدة لم تكن في صالحنا، وسنعمل على تحليل كل النقاط، وسنخرج بالحلول اللازمة في الأيام القادمة”، مضيفا “خروجنا المبكر إخفاقٌ كبير، لكن سنعمل وسنرفع رؤوسنا، وسنؤكد أننا لم نمت، وليست هذه النتائج التي توقفنا.. هناك عدة أمور يجب إعادة النظر فيها”.

تصريحات بلماضي وجدت تعاطفا كبيرا لدى الجزائريين وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن الإقصاء من أي منافسة ليس نهاية العالم، بل هو تحفيزٌ للظهور بقوة في المنافسات القادمة، خاصة اللقاء الفاصل الذي سيُلعب شهر مارس القادم من أجل التواجد في مونديال قطر، مطالبين اللاعبين باستراحة محارب لاسترجاع الأنفاس ومراجعة كل الأخطاء التي حدثت في الكاميرون ودراستها بطريقة جيدة مع كل المختصين، بغية تجسيد انطلاقة جيدة، خاصة وأن الجماهير الجزائرية لازالت تدعم المنتخب الذي أفرح الجزائريين سنة 2019 بتتويج قاري، وفي 2021 بتتويج عربي، في انتظار التواجد في مونديال قطر وتحقيق نتائج مشرّفة هناك.

بلماضي الذي استلم المنتخب في ظروف صعبة تمكّن وبنجاح من السير به إلى برِّ الأمان، ولا يحق لأي كان أن “يذبح” هذا التقني الذي يلقى إجماعا كبيرا من كل الجزائريين، وهذا رغم إخفاق منتخبهم أمام سيراليون وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار، وهو ما يؤكد أنه ليست هناك منتخباتٌ صغيرة وكبيرة في إفريقيا، كما سيعود إلى مستواه المعهود وبتضافر جهود الجميع، وعلى الكل تدعيمه ليبقى في القمة، وكم هو صعبٌ البقاء فيها مطوّلا، وتلك الأيام نداولها بين الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!