… لا سقوط للفرنسيّة بالابتدائي!

ستشرع وزارة التربية الوطنية في تدريس مادة اللغة الانجليزية بالطور الابتدائي كأول تجربة، بدءا من الموسم الدراسي المقبل، إلى جانب مادة اللغة الفرنسية من دون إلغاء، على أن تتم مراجعة آليات تدريس اللغات الأجنبية مستقبلا، بالمقابل استقبلت كل مديرية تربية أزيد 1288 ملف ترشح للراغبين في الاستفادة من التوظيف المؤقت كأساتذة متعاقدين للإنجليزية.

تفعيل معايير التوظيف على أساس الشهادة لانتقاء المترشحين

أفادت مصادر مؤكدة لـ”الشروق” أن مصالح مديريات التربية للولايات المختصة، قد شرعت فعليا في تجسيد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون القاضي بالانطلاق في تدريس مادة اللغة الانجليزية بدءا من السنة الدراسية المقبلة في جانبه الخاص بالتأطير البيداغوجي، إذ استقبلت كل مديرية تربية على حدا في ظرف يومين فقط ما بين 565 و1288 ملف ترشح لخريجي الجامعات في تخصصي الانجليزية والترجمة من وإلى الانجليزية والراغبين في الاستفادة من “التوظيف المؤقت” لمدة سنة قابلة للتجديد كأساتذة متعاقدين.

ويبقى العدد مرشحا للارتفاع في الأيام القادمة، على اعتبار أن الوزارة الوصية لم تضبط آجالا للإيداع وتركتها مفتوحة، الأمر الذي سيساعد على تغطية كافة الأقسام التربوية الموزعة وطنيا، ليصل إجمالي الملفات المودعة وطنيا إلى قرابة 48 ألف ملف.

وبخصوص آليات التوظيف وكيفيات انتقاء أساتذة الاختصاص، أضافت مصادرنا بأن مديريات التربية التي استقبلت كما هائلا من ملفات الترشح، ستلجأ إلى تفعيل المنشور رقم 07 مؤرخ في 28/04/2011، المتعلق بمعايير الانتقاء في المسابقات على أساس الشهادة للتوظيف في رتب الوظيفة العمومية، إذ سيتم انتقاءهم على ضوء جملة من المعايير أبرزها الخبرة المهنية المكتسبة كأساتذة متعاقدين على سبيل المثال وتاريخ الحصول على الشهادة الجامعية “أقدمية المؤهل العلمي” وكذا مسار الدراسة أو التكوين على أساس المعدل العام للمسار الدراسي أو التكوين المتوج بالمؤهل أو الشهادة.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، يستفيد كل مترشح من سبع نقاط كاملة، في حال إذا تحصل على معدل يساوي أو يفوق 16 من 20، وذلك بغية إحداث التوازن بين العرض والطلب، على اعتبار أن الملفات المودعة إلى حد الساعة، يمكنها أن تغطي كافة المناصب المالية المفتوحة بأقسام السنة ثالثة ابتدائي والموزعة عبر 20 مدرسة ابتدائية ويتبقى منها الكثير.

ولأجل إنجاح مشروع إدراج مادة الانجليزية بالتعليم الابتدائي في كافة جوانبه تفاديا للاصطدام بأية عراقيل، أكدت ذات المصادر بأن مديري التربية للولايات سيبادرون باتخاذ جملة من الإجراءات المستعجلة، من خلال الاستنجاد بمفتشي التعليم المتوسط تخصص مادة الانجليزية، لتأطير ومرافقة وتكوين أساتذة مادة الانجليزية تكوينا بيداغوجيا تحضيريا حول التشريع المدرسي والإعلام الآلي وتقنيات تسيير القسم التربوي، قبل التحاقهم بمناصب عملهم الجديدة وكذا أثناء الخدمة.

وفي نفس السياق، أوضحت المصادر ذاتها بأن مادة اللغة الانجليزية، سيتم تدريسها لتلاميذ السنة ثالثة ابتدائي بحجم ساعي لن يتجاوز ساعة في الأسبوع كمرحلة أولى، إلى جانب مادة اللغة الفرنسية دون إلغائها.

وردّا على تخوف الأولياء من الضغط على أبنائهم بلغتين أجنبيتين في مستوى مبكر، وكذلك تحذيرات خبراء اللسانيات من التأثير السلبي على مكاسبهم اللغوية، أكدت مصادرنا مراجعة مستقبلا آليات وكيفيات وشروط تدريس اللغات الأجنبية بالطور الابتدائي الذي يعد قاعديا للمستوين الدراسيين المتوسط والثانوي، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تهدف للتخفيف من البرامج الدراسية التي أثقلت كاهل الأستاذة والتلاميذ على حد سواء.