-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا فرق بين الأغنياء والفقراء في البطولة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 1126
  • 0
لا فرق بين الأغنياء والفقراء في البطولة الجزائرية

بتتويجه بكأس الجزائر أمام شباب بلوزداد، يكون فريق أولمبي الشلف قد أعطى درسا لكل الأندية الجزائرية، مفاده أن الأموال لا تكفي وحدها لتحقيق النتائج وإسعاد الجماهير، فتشكيلة عمراني التي تُوِّجت بكأس الجزائر لا تتعدى كتلة الأجرة الشهرية لكل الطاقم (مليار و700 مليون سنتيم)، وأغلى لاعب لا ينال سوى 100 مليون سنتيم فقط مقارنة بالأندية الأخرى الغنيّة، لذلك يصنَّف الفريق الشلفي ضمن الفرق الفقيرة، مثله مثل عديد الأندية الأخرى على غرار مقرة وبسكرة ووفاق سطيف وشلغوم العيد وأمل الأربعاء ومولودية البيض واتحاد بسكرة واتحاد خنشلة.
لاعبو جمعية الشلف لم يحصلوا على أموالهم لمدة تتجاوز نصف سنة، ولا يبيتون في أحسن الفنادق، ولا يملكون أدنى إمكانات التمرُّن والمنافسة، إلى درجة أنهم يقترضون الأموال من أجل دفع حقوق الانخراط للمشاركة في المنافسة قبل بداية كل موسم، أو إقامة تربُّصات ولعب لقاءات ودية، لكنهم في آخر الموسم يحصلون على مراتب مقبولة عموما مقارنة بالفرق الغنية، وتمكّن من الفوز والتتويج على فريق يملك إمكانات كبيرة وتدير أمورَه شركة تضمن له كل المتطلبات وفي وقتها المحدد، لكنه فشل في تحقيق الأهداف المرجوة، والبداية بالإقصاء من ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية، إذ كان المسيّرون والأنصار يحلمون بتتويج قاري فشل في تحقيقه المدرِّب التونسي نبيل الكوكي الذي لم يستطع أن يسير بالفريق إلى تجسيد الأهداف المسطرة، وهذا رغم الإمكانات المتوفرة لديه سواء من حيث التعداد الذي يعدُّ الأحسن في البطولة الوطنية، زد على ذلك الفشل في الحصول على كأس الجزائر وبمردود هزيل أمام فريق يملك فقط إرادة فولاذية ولاعبين محفّزين كرويًّا لا يريدون سوى الفوز والتتويج للعب منافسة قارية الموسم القادم.
أحد العارفين بمشاكل الكرة الجزائرية أكد أنّ الأندية الجزائرية التي تسيّرها شركاتٌ وطنية غالبا ما تدخل في مشاكل حتى قبل بداية الموسم الكروي، تجلب اللاعبين قبل المدرِّب مثلما حدث الموسم الماضي مع فريق مولودية الجزائر الذي جلب ترسانة من اللاعبين، واختار مدرِّبا بعيدا عن قارتنا فشل في مهمته ليغادر الفريق في أولى الجولات، ليتم تعويضه بمدرب ثان وثالث، فيصرف الملايير يمينا وشمالا من دون حسيب ولا رقيب، والمذهل أنّ مسيّري الفريق يبيعون الأوهام للأنصار.. أوهام تتحول عادة إلى عنف وسب وشتم وأمور بعيدة عن الكرة النظيفة أبطالها مسيِّرون فاشلون باقون في مناصبهم، لسبب واحد وهو ملء الجيوب على حساب مستقبل كرتنا.
وقبل نهاية الموسم الكروي الحالي بأربع جولات، لا تزال كرتنا تعيش مشاكل جمّة، فبعض الأندية التي تلعب من أجل البقاء تفكر في طرق غير رياضية من أجل تحقيق البقاء، وأخرى تريد منافسة إقليمية أو قارية وبنفس الطريقة، ويبقى الخاسر الأكبر هو الجمهور الرياضي الذي سئم من وعود هؤلاء المسيّرين الذين من الأجدر لهم حزم أمتعتهم والخروج من المحيط الرياضي.. فعلى وزارة الشباب والرياضة والاتحادية وكل الفاعلين إعادة النظر في تركيبة الجمعيات العامة للأندية خاصة التي تدّعي الاحتراف.. فكيف مثلا نجلب مدربا أجنبيا بالملايير وفي آخر المطاف لا يقدم شيئا لكرتنا؟ ما حققه المدرب عمراني أمام مدرب بلوزداد التونسي الكوكي قد يجعلنا نفكر ألف مرة قبل الاختيار واتخاذ أي قرار، والثقة في “بضاعتنا المحلية” من لاعبين ومدرِّبين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!