-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الدراما التونسية كمال التواتي لمجلة الشروق العربي

لتونس والجزائر كفاءات بإمكانها إنتاج أعمال مشتركة من أجل شد المشاهد العربي

طارق معوش
  • 2416
  • 1
لتونس والجزائر كفاءات بإمكانها إنتاج أعمال مشتركة من أجل شد المشاهد العربي
تصوير: مراد بورورو

أكد الممثل التونسي، كمال التواتي، في حوار مع “الشروق العربي”، حبه للجزائر وشعبها، وقال بأن تضامن الشعب الجزائري مع شقيقه التونسي في ما أصابه مؤخرا من تهديدات دولية وبعض أعداء الوطنية، أثلج صدور التونسيين. وكشف التواتي، في هذا الحوار، على هامش تصوير مسلسله نوبة 2، عن نجاح التجربة المشتركة بين الممثلين التونسيين والجزائريين، في سلسلة “نسيبتي العزيزة”، كما يكشف عن مشاريعه الدرامية لرمضان..

بعد الانتشار والنجاح الواسع الذي حققه مسلسل “نسيبتي العزيزة”، بعد عدة أجزاء.. ما الرسالة التي ترى أن هذه السلسلة قدمتها للجمهور؟

أولا، العمل مشترك بين ممثلين من الجزائر وتونس، وهذا في حد ذاته تجسيد للامتداد الجغرافي والتاريخي، الذي يجمعنا. فحلمنا كان دائما أن يتجسد هذا الانفتاح بين ممثلي المغرب العربي الكبير. هذا، بالإضافة إلى أن العمل يمرر رسائل وقيم ما بعد الثورة.

وكأنك تعترف بأن بعض المشاهد في “نسيبتي لعزيزة” كانت رسائل سياسية ضاربة؟

نعم، رغم أننا لم نحاول الركوب على الثورة، التي شاركنا فيها جميعنا. كل ما أردناه، هو إظهار نتائج الثورة، وانتقاد النتائج السلبية التي خلفتها، حتى نبني مجتمعا مدنيا جديدا، ونبعث بصيصا من الأمل في الشعب، وهذه رسالة الفنان.

كيف يمكن برأيك الدفع لمواصلة الأعمال الفنية المشتركة بين الجزائر وتونس؟

فعلا، أتمنى أن يتواصل الفعل الثقافي والإعلامي المشترك بين تونس والجزائر، خاصة أن الدراما أصبحت مجال حقل اقتصادي، تدر عملة بعد تصدير الأعمال الدرامية، ولتونس والجزائر كفاءات بإمكانها إنتاج أعمال مشتركة من أجل شد المشاهد العربي، بدل استيراد الدراما. وأؤكد على إمكانياتنا المشتركة في التمثيل والإخراج، وما على الفنانين أو الإعلاميين إلا العمل وتشجيع المبادرة.

هل تعتقد أن هذا أحد الأسباب التي جعلت الدراما في المغرب العربي عاجزة عن المنافسة بالمقارنة مع نظيرتها في الخليج والمشرق؟

الدراما في المغرب العربي لا تنال اهتماما كبيرا من الدولة، رغم أن فيها استثمارا كبيرا، وهي تخدم السياحة، مثل ما يحدث الآن في تركيا ومصر، اللتين سبقتانا بأشواط كبيرة في هذا المجال. وفي الخليج، هناك أموال طائلة تنفق على الفن.
لكن، في المقابل، نجد العديد من القنوات في المغرب العربي تشتري مسلسلات بأثمان باهظة، وكان المفروض بها أن توجه تلك الأموال إلى الإنتاج المحلي. فالجزائر مثلا، فيها كفاءات كبيرة، وما لاحظته، أن شبابها طموح، متعطش إلى الثقافة والفن، وهذا شيء إيجابي.

أمنيتي أن أمثل إلى جانب عثمان عريوات

في رأيك.. ماذا ينقص الدراما التونسية لكي تغزو الشاشات العربية؟

هناك أزمة نصوص وأزمة أموال، لطالما كان مطلبنا أن يكون هناك إنتاج على طول السنة، وليس فقط في شهر رمضان، ولكن لا يوجد تمويل ولا يوجد استثمار في الفن، لأنه لا يحقق الربح المطلوب، وبعد الثورة، قلّت كثيرا الأعمال الدرامية.

أفهم من كلامك أن نجاح مسلسل “نسيبتي العزيزة” يعود إلى قلة الإنتاجات الجيدة آنذاك في القنوات الأخرى، وبالتالي، انعدام منتج منافس؟

لا أريد أن أعلّق على الأعمال التي اشتغل فيها زملائي، وقدموا فيها مجهودا فيه إيجابيات وسلبيات. وعليه، ففي كل تجربة فنية هناك مجهود يجب احترامه والاعتراف به، لكي لا أظلم أي فنان. وأعتقد أن الجمهور هو من يحدد الصالح والطالح من الأعمال الفنية.

أمام كل التجاذبات السياسية التي يشهدها بلدكم، هل تعتقد أن تونس ستصل إلى برّ الأمان وتخرج من أزمتها الأمنية الحالية؟

أعتقد أن تونس لها أفضل مورد، وهو الشعب التونسي، لأنّ المواطن البسيط استعاد الإحساس بالمواطنة، كما ربحنا أمرا مهما جدا، وهو التعددية السياسية والفكرية، وهذا أمر يحسب لتونس، وعليه، أنا متفائل جدا بالمستقبل، وأعتبر كل ما يحدث سحابة صيف.

لديك نظرة عن الأعمال الجزائرية، فما هي الأسماء التي تتمنى التعامل معها؟

في الجزائر العديد من الفنانين المميزين، وهم أيضا أصدقائي، أمثال حكيم دكار، كمال بوعكاز، وغيرهم، وأمنيتي أن أمثل إلى جانب عثمان عريوات، لم ألتق به يوما، لكنني شاهدت أعماله، وهو قامة كبيرة، وجزائري مئة بالمئة، حيث صنع النجاح داخل وطنه، وأنا أعتبره من خيرة الفنانين العرب.

السينما التونسية ليست إباحية ولكنها ليست مقحمة أيضا

ألا تستهويك السّينما؟

ليس لدينا صناعة سينما في تونس، وهناك أزمة كبيرة في السّينما التونسيّة، ورغم أنّها معروفة عالميّا، فقد سقطت في دراما الصّورة والسّرد من خلال الصّورة، كما أنّ القطاع السينمائي يشكو من عدّة صعوبات، والدّولة لم تستثمر في هذا المجال، رغم أنّ من شأن القطاع الثقافي أن يسهم في انتعاش الاقتصاد، وبإمكاننا تصدير أعمالنا.. وأقول هذا من منطلق تجربتي واحتكاكي ببقية الفنّانين من مختلف بلدان العالم.

السينما التونسية ارتبطت كثيرا بالجرأة وبالطابوهات، هل يزعجك ذلك؟

السينما التونسية تأخذ المواضيع الحساسة والجريئة، وتطرحها بطريقة مختلفة، فيها نوع من التحرر، فهي ليست إباحية، ولكنها ليست مقحمة أيضا، وهذا هو المهم.. المخرجون التونسيون يتناولون هذه المواضيع بكل حرية، وأنا شخصيا لا يزعجني ذلك، لأنني ممثل، ويجب أن أقدم كل المواضيع وكل الأدوار.. هذه هي السينما في الأخير.

هل تختار أدوارك في الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية… أم تقبل كل ما يعرض عليك؟

بالنسبة إلى الأعمال التلفزيونية، قطعت أشواطا مهمة، الأمر الذي مكنني في السنوات القليلة الماضية من أن أناقش دوري وأخـتـاره. أما بـالنـسبـة إلى السينما، فالأمر مختلف حاليا… وإصراري على دور دون غيره يخضع لتجارب كثيرة ومتلاحقة.

مسلسل ”27 ” يصوّر بطولات الجيش الوطني في مكافحة بارونات التهريب

ماذا عن دورك في الجزء الثاني من مسلسل نوبة، الذي كان قفزة قوية للدراما التونسية بجزئه الأول؟

في الحقيقة، أعتبر نفسي في مهمة صعبة جدا، بمشاركتي في مسلسل “نوبة 2″، الذي أخذ نسبة نجاح عالية. وبهذا النجاح، الأكيد، أن الجمهور ينتظر المزيد والجديد والمثير أيضا، خاصة بعد النهاية الغامضة للجزء الأول.

ما الجديد في الجزء الثاني؟

كل ما أستطيع قوله، أن شخصية العمل، الملقبة بـ “حبيبة”، يتبين أنها حامل، بعد تعرضها للاغتصاب من طرف “برينقا”، الذي بدوره قتل “ماهر”، ومنها تنطلق أحداث الجزء الثاني.

ماذا عن مشاركة هند صبري؟

هند صبري ليست مشاركة في مسلسل نوبة، ولكن هي في فريق مسلسل “27”.

على ذكر مسلسل “27”، الذي انتهيت من تصويره، ماذا عن تفاصيل العمل؟

مسلسل ”27 ” أول عمل درامي يصوّر بطولات الجيش الوطني في مكافحة بارونات التهريب، سيناريو، قصة وحوار وإخراج يسري بوعصيدة. وتمتد أحداث المسلسل على طول 20 حلقة، مدة الواحدة 40 دقيقة، ويقدم 109 شخصية رئيسة، بالإضافة إلى 30 كومبارس، كما تم تصويره بين تونس والحمامات.

الكثير من يتساءل عن معنى “27”؟

عنوان “27”، هو اسم كتيبة عسكرية، نفذت العديد من العمليات النوعية في مواجهة الإرهاب، على غرار معز القديري، غانم الزرلي، أنور العياشي، هند صبري، نجيب بالقاضي، والعديد من الوجوه الجديدة.

ماذا عن الصحافة الفنية؟

أنا أحترم كل الأقلام المبدعة، التي تؤمن بأهمية دورها في الإضافة والإثراء والإصلاح والتقويم… إلا أنني أتألم عندما أقرأ مقالات قائمة على التجريح والشتم، من دون الحديث عن جوهر العمل الفني… لا بد من فرض رقابة خاصة على الأقلام الهدامة، ودعم الأقلام الجادة، فمرحبا بمن ينقد ليبني، ولو كان نقده قاسيا.

هل ظلمتك الصحافة الفنية؟

بالعكس، أنا محظوظ، والصحافة ساعدتني كثيرا، واهتمت بمسيرتي، وعرفت بي وبالأعمال التي أشارك فيها. وأعتقد أن الصحافة سند أساسي للفنان لكي يتطور.

كلمة أخيرة إلى محبيك من المشاهدين بالجزائر وإلى قراء الشروق العربي؟

من خلال منبركم الإعلامي، أعبر مجددا عن حبي للجزائر، التي أخجل عندما أزورها، لا لشيء إلا لكرم شعبها وشهامته، ولتاريخها الحافل بالبطولات.. وأحيي مرة أخرى مواقف الجزائريين، وتضامنهم مع الشعب التونسي، في ما يصيبه من محن.

كمال التواتي في سطور

كمال التواتي – من مواليد 22 فيفري 1952 – هو ممثل تونسي يعمل في المسرح والسينما. يعد من بين الأكثر شعبية في تونس. أدى دور أحد الأبطال الرئيسين في السلسلة التلفزيونية الرمضانية الأكثر رواجا “شوفلي حل”، مع الممثل الكوميدي سفيان الشعري وكوثر بالحاج ومنى نور الدين وغيرهم من مشاهير الممثلين.

من أعماله:

مسرحية الكريطة (العربة)  1974

مسرحية كلام الليل 1993

فيلم عصفور السطح  1991

فيلم صمت القصور  1994

سلسلة عند عزيز

سلسلة لوتيل (الفندق)

دار الخلاعة

سلسلة شوفلي حل

مسرحية احنا هكة (نحن هكذا)

مسلسل دار الوزير  2012

مسلسل نسيبتي العزيزة أجزاء 8.7.6.5 في دور عزّوز

مسلسل زنقة الباشا رمضان 2019

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • فقاقيري بوصبع لزرق

    لتونس والجزائر كفاءات بإمكانها إنتاج أعمال مشتركة من أجل شد المشاهد العربي،
    رحم الله عبدا عرف قدره ولزم حده