-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق عمال النظافة وتقف على مظاهر غريبة

لحوم ومشروبات فاخرة تُرمى في المزابل

سيد أحمد فلاحي
  • 7933
  • 0
لحوم ومشروبات فاخرة تُرمى في المزابل

قد لا يصدق الكثير من الناس، أن هناك وجبات غذائية جاهزة ترمى في المزابل خاصة مع أيام الشهر المبارك، ليس في وهران فقط، بل كل ولايات الوطن، وقد سمحت لنا خرجة ميدانية ليلية مع بعض عمال النظافة بحي كوسيدار، بالوقوف على مشاهد تبكي القلب قبل العين، أبطالها صائمون مبذرون يتفننون في تبذير نِعم الخالق، في وقت تعاني الكثير من العائلات المعوزة من صعوبة الحصول على وجبة إفطار، نظرا لتدني مستوى المعيشة، وقد جعلتنا هذه الخرجة نقف عن كثب على تصرفات غير مسؤولة لا يقبلها دين ولا عقل، بل تشوّه وتفسد صيام المرء لما لها من مضار.

البداية كانت مع حي كوسيدار، وهو حي نشيط تتواجد به عشرات العمارات والأبراج العالية، غير بعيد عن محطة ترامواي، لنسجل أولى الملاحظات المتعلقة برمي وجبات بعضها لا يزال يحافظ على هيئته، مثل مرق برقوق بقطع من اللحم، وحتى علب ياغورت وقارورات خاصة بالمشروبات الغازية غير مكتملة، والشاربات بقوة وبكل أنواعه، وهو ما يبعث انطباعا أن صاحب تلك المشتريات، لم يكن يهمه سوى اقتناء تلك الملذات وجمعها على طاولة الإفطار مثل ديكور زينة، دون أن يجاهد نفسه على محاربة الجشع والتبذير، كونهما من مكروهات الصيام.

من هناك مباشرة دخلنا حي عدل 1063 مسكن، من الوهلة الأولى سيشد انتباهك قدم حاويات النفايات وحالتها الكارثية، حيث لم يبق فيها سوى الاسم، لأنها صارت غير نافعة بل تزيد من صعوبة عمل عمال النظافة، بالنظر إلى تكسرها والتشققات الكبيرة التي تظهر على أغلبها، وقد استفسرنا عن المشكل، ليرد أحد حراس عمارات “عدل”، أن الأمر يتعلق بتماطل الوكالة الجهوية “عدل” في توزيع على الأحياء حاويات جديدة، فالقديمة لم يتم استبدالها منذ سنوات خلت، ما أدى إلى تدهورها.

بالقرب من حي 1063 مسكن وصلنا حي 260 مسكن، هناك كانت الصدمة قوية، خاصة عندما لاحظنا بأم أعيننا قطع خبز من كل الأشكال والأنواع، خبز مطلوع، خبز بالسانوج وحتى الخبز الحلو المعروف بالبريوش، كل تلك الأنواع مرمية على قارعة الطريق، من دون حتى أن يتم استهلاك ولو جزء منها من طرف أصحابها، ما يطرح التساؤل عن سبب شرائها وتحمل طوابير طويلة من أجل الظفر بقطعة وبسعر لا ينزل عن 50 دينارا، وفي الأخير يكون مآلها المزبلة، كما أشار مرافقونا إلى خطر آخر لا يقل أهمية عن سابقه والمتعلق بالأواني المكسرة التي يتم رميها بكثرة في شهر رمضان، والغريب أن قطع الفناجين الحادة والصحون صارت ترمى مع القمامة، ما ينتهي بالكثير من حوادث يتعرض لها عمال النظافة، إذا ما حاولوا حمل الأكياس وهي معاناة أخرى تضاف لعمال يقضون كل السهرة الرمضانية في تنظيف الأحياء ورفع المخلفات بأجور جد متواضعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!