-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لصٌّ أشرف من المطبِّعين!

لصٌّ أشرف من المطبِّعين!

تتداول الفضائيات والمواقع العربية وحتى الأجنبية، هذه الأيام حادثة طريفة وقعت في بلد أوروبي، حين تعرّض شابان فلسطينيان لمحاولة سرقة من شابٍّ جزائري باستخدام سلاح أبيض، وعندما همَّ بانتزاع ما يملكانه من آلة تصويرٍ وأموال، لاحظ وجود علم فلسطين في سترة أحدهما، فأعاد لهما أغراضهما فورا واعتذر لهما ونصحهما بعدم التّجول ليلا في الأماكن الخالية حتى لا يكونا عرضة للسّرقة!

ومع تسجيل أنّ فعل السّرقة والاعتداء مُدانٌ ومرفوض شرعا وأخلاقا وقانونا في حق أيٍّ كان، لكن الحادثة تكشف طينة الإنسان الجزائري، وأن الظّروف الصّعبة التي يعاني منها الكثير ودفعت بآلاف الشباب إلى الهجرة السّرية نحو أوروبا ليجدوا أنفسهم في العراء ما يدفع بعضهم إلى السّرقة حتى لا يموت جوعا وبردا.. هذه الظّروف لا تغيّر طبيعة الإنسان الجزائري الشّريف الذي لا يغيّر مبادئه، ومنها نصرة المظلوم.

قبل سنوات دخل جزائريون في عراكٍ مع يهود في إحدى الحانات الفرنسية دفاعا عن فلسطين، وقد سجّلت مواقع التّواصل الاجتماعي الكثير من الحوادث المماثلة بالموازاة مع الحروب والأعمال العدوانية التي يشنّها الكيان الصهيوني على الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

قد يختلف الجزائريون فيما بينهم حول الكثير من القضايا، إلّا أنّ القضية الفلسطينية خط أحمر بالنّسبة لهم جميعا، وقد رأينا كيف اهتزت المدرّجات في تلك المباراة الودية بين الفريقين الجزائري والفلسطيني فرحا بالهدف الفلسطيني، كما تابعنا ما حدث في الحَراك المبارك حين كان العلم الفلسطيني يرفرف إلى جانب العلم الجزائري في إشارة إلى مكانة القضية الفلسطينية في قلوب الجزائريين.

ومن الواضح أن الصهاينة يعرفون هذه الحقيقة جيّدا، ويعرفون أنّ الموقف الرسمي الجزائري ينسجم تماما مع الموقف الشّعبي من القضية الفلسطينية، لذلك كثّف من استفزازاته خلال الأشهر الأخيرة، وأكبر استفزاز هو الزيارة المشؤومة لوزير الدفاع الصّهيوني إلى المغرب، وتوقيع اتفاقية للتعاون العسكري، وهو مستوى غير مسبوق في مسار التّطبيع الخياني.

ولا يمكن لهذا التّقارب الصّهيوني، وما يجري من تعاونٍ أمني وعسكري أن ينال من موقف الجزائريين الرّافض للتّطبيع والمتمسّك بالحقّ الفلسطيني، الذي يبقى مضرب المثل في العالم العربي أجمع، في وقت ترتفع أصواتٌ نشاز في الدول العربية المطبّعة تدّعي أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين فقط، عبر هاشتاق معروف “فلسطين ليست قضيتي”، وقد ساهم الإعلامُ المتخاذل في تمكين أصحاب هذه الموقف الخياني من اعتلاء المنابر ونشر الروح الانهزامية على أوسع نطاق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!