-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العلاقات تستعيد حركيتها قبل زيارة الرئيس تبون

لقاءات في الجزائر وباريس.. وفرنسا تطمع في استعادة الامتيازات

محمد مسلم
  • 2178
  • 0
لقاءات في الجزائر وباريس.. وفرنسا تطمع في استعادة الامتيازات

استقبال في الجزائر وآخر في باريس يجسدان استعادة العلاقات الجزائرية الفرنسية لحركيتها، بعد ما يقارب الشهرين من أزمة طارئة، بسبب تورط أطراف فرنسية في تهريب الناشطة السياسية، أميرة بوراوي، المطلوبة للعدالة الجزائرية، عبر التراب التونسي، وجاء هذا التطور بعد المكالمة التي أجراها الرئيس عبد المجيد تبون مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأسبوع المنصرم.

سفارة الجزائر بباريس، أعلنت الخميس، عن محادثات بباريس جمعت سفير الجزائر بفرنسا، سعيد موسي، بالأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، آن ماري ديسكوت، في لفتة تشير إلى استئناف الدبلوماسي الجزائري لمهامه في السفارة بعد خمسين يوما من الغياب.

وكان سعيد موسي قد استدعي إلى الجزائر بقرار من الرئيس عبد المجيد تبون، في الثامن من فيفري الفارط، وهو الاستدعاء الثاني من نوعه لهذا الدبلوماسي، الذي كان قد استدعي من منصبه كسفير في إسبانيا العام المنصرم، في أعقاب تغيير حكومة مدريد لموقفها من القضية الصحراوية، قبل أن يتم تحويل مهمته الدبلوماسية إلى فرنسا.

وقبل الكشف عن عودة السفير الجزائري إلى باريس بيومين، أعلنت شركة سوناطراك عن زيارة لمسؤولة “إنجي”، كاثرين ماك غريغور، إلى الجزائر، وقد استقبلت خلالها من قبل وزير الطاقة، محمد عرقاب، ومدير سوناطراك، توفيق حكار.

ومؤسسة “إنجي Engie” هي شركة فرنسية متعددة الجنسيات، تنشط في مجال الغاز وتوليد الطاقة الكهربائية وتوزيعهما في فرنسا.

وتعتبر ماك غريغور انطلاقا من المنصب الذي تتقلده، المسؤولة عن عقود توريد الغاز الجزائري نحو فرنسا، وبرز اسمها بشكل لافت خلال الزيارة التي قادت الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر شهر أوت من السنة الماضية، ثم زيارة ثانية لها في أكتوبر الماضي ضمن الوفد الوزاري الموسع الذي قادته رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت برون.

ورغم تأكيد ماكرون قبل يوم من زيارته إلى الجزائر بأن قضية الغاز لم تكن ضمن أجندته، بداعي أن الغاز يشكل 20 بالمائة من نسيج الطاقة في فرنسا، وأن الغاز الجزائري يعادل 8 بالمائة فقط من حاجيات بلاده، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، أوليفيي فيران، تحدث بعده عن رغبة باريس في الرفع من واردات الغاز الجزائري بنسبة خمسين بالمائة.

وتوقع الكثير من المتابعين لهذا الملف، أن يتم حسمه خلال زيارة رئيسة الحكومة الفرنسية قبل أشهر، غير أن المشروع بقي معلقا لأسباب مجهولة.

وتحدثت تقارير إعلامية فرنسية حينها، عن اتفاق شفهي بين الطرفين رغم رغبة الطرف الفرنسي في حسم الملف خلال زيارة الرئيس الفرنسي، فيما تحدثت الشركة الفرنسية عن إجراء مباحثات مع سوناطراك بشأن “عقود متوسطة وطويلة الأجل”.

ولم يتحدث بيان سوناطراك الأخير عن مسألة مضاعفة صادرات الغاز الجزائري إلى فرنسا، غير أنه أشار إلى أن مسؤولي سوناطراك و”إنجي” ناقشا خلال اجتماعهما العقود التي تربط الطرفين وناقشا سبل توطيد علاقتهما في المستقبل، كما ناقشا أيضا التهاب أسعار الطاقة في الأسواق العالمية وكذا التحديات التي تواجه هذا القطاع في العالم.

وأيا كان مصير مشروع الرفع من صادرات الغاز الجزائري إلى فرنسا بنسبة 50 بالمائة، فإن زيارة ماك غريغور إلى الجزائر، وعودة السفير الجزائري إلى باريس، تشكل انطلاقة جديدة للعلاقات الجزائرية الفرنسية، قبل نحو شهرين من الزيارة المرتقبة للرئيس تبون إلى باريس ردا على زيارة ماكرون السنة الماضية، والتي لم تحقق الكثير مما كان يأمله الجانب الفرنسي، الذي يبحث بكل السبل عن استعادة الزخم الاقتصادي المفقود، الذي كانت تتمتع به الشركات الفرنسية في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!