-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لقد‮ ‬خرّبتم‮ ‬المدرسة‮!‬

لقد‮ ‬خرّبتم‮ ‬المدرسة‮!‬

“كارثة حقيقية” هو الوصف الملائم للتقرير الذي انتهت إليه عملية تجميع آراء الأسرة التربوية، حول الإصلاحات التي نفذت في القطاع على مدار السنوات الماضية، والتي تفسّر بصدق تراجع المستوى العام للتلاميذ مقارنة بمستوى تلاميذ المدرسة الأساسية.

لقد أرادوا تحسين مستوى التلاميذ فكثّفوا البرامج وزادوا عدد الساعات الدراسية في الأسبوع، وأدخلوا طرائق جديدة في التدريس، يجهلها الأساتذة والمعلمون، وعلى رأسها المقاربة بالكفاءات، وقلّبوا الرموز المستخدمة في المواد العلمية من العربية إلى الفرنسية، وأصبح التلميذ‮ ‬يضطر‮ ‬إلى‮ ‬الكتابة‮ ‬من‮ ‬اليمين‮ ‬إلى‮ ‬اليسار‮ ‬ثم‮ ‬من‮ ‬اليسار‮ ‬إلى‮ ‬اليمين‮ ‬في‮ ‬نفس‮ ‬السطر‮!‬

وكانت أكبر نتيجة “للإفسادات” التي وصفت بالإصلاحات، تلك الظاهرة التي برزت مباشرة بعد تطبيقها، وهي الدروس الخصوصية التي انتشرت في كل المدن والقرى وحتى في الأرياف، وأصبحت تؤدي دور المدرسة، بل إن النّجاح في الامتحانات الرسمية لن يكون إلا بالتسجيل في صفوف الدروس‮ ‬الخصوصية‮ ‬التي‮ ‬تقدم‮ ‬في‮ ‬البيوت‮ ‬والدهاليز‮ ‬وحتى‮ ‬في‮ ‬الإسطبلات‮.‬

لقد كان الانتقاد الكبير الذي وجّه للإصلاحات عند انطلاقها أنها دخيلة على القطاع، ولم يشرك فيها أفراد الأسرة التربوية من أستاذ ومعلم وإداري ومستشار وولي تلميذ، وإنما تم تعيين لجنة تضم أساتذة وباحثين وحتى سياسيين، وبعضهم كانت له خلفيات إيديولوجية ظهرت في الإصلاحات‮ ‬التي‮ ‬حملت‮ ‬بعض‮ ‬الميولات‮ ‬الغريبة‮ ‬عن‮ ‬المجتمع‮ ‬الجزائري‮.‬

إن الخطوة التي قامت بها وزارة التربية، برميها للكرة لأفراد الأسرة التربوية الذين يبدو أنهم قاموا بتشخيص صادق لوضع المدرسة الجزائرية بعد تنفيذ الإصلاحات، فهل تواصل الوزارة على نفس النهج وتطبّق التّوصيات التي خرجوا بها؟ أم أنها ستستمر في سياسة تجاهل العنصر التربوي،‮ ‬وفرض‮ ‬إصلاحات‮ ‬غريبة‮ ‬ومرفوضة‮ ‬من‮ ‬الأسرة‮ ‬التربوية‮.‬

قبل عقدين من الزمن اقترح الوزير الأسبق علي بن محمد، إدخال الإنجليزية كمادة أجنبية أولى على أن تكون إختيارية بينها وبين الفرنسية، فقامت القيامة عليه ووصل الأمر بالتيار التغريبي في الجزائر إلى اللعب بأقدس امتحان وهو البكالوريا، وأسقط الوزير بفضيحة التسريب، ثم‮ ‬عاد‮ ‬هذا‮ ‬التيار‮ ‬مع‮ ‬الإصلاحات‮ ‬وأراد‮ ‬تعزيز‮ ‬مكانة‮ ‬اللغة‮ ‬الفرنسية‮ ‬في‮ ‬المدرسة،‮ ‬فنسفها‮ ‬كليا‮ ‬ونسف‮ ‬معها‮ ‬العملية‮ ‬التعليمية‮ ‬برمّتها‮.‬

نعم.. لقد خرّبوا المدرسة ورهنوا مستقبل 8 ملايين تلميذ من أبناء هذا الشعب المسكين، الذي لم يتمكن من توفير رغيف الخبز فما بالك إنفاق الملايين على تعليم أبنائه في المدارس الخاصة، كما يفعل الميسورون أو إرسالهم إلى الخارج كما يفعل أغلب المسؤولين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • chihab

    tous ont des fautes mais le premier fautif est le prof j'ai 19 ans je suis un étudiant mais j' ai étudier seulement 3 année le bac le bem et la sixième

  • عبد العلي

    تعودنا للأسف أن كلمة (لجنة) ترادف حبرا على ورق وتسو يفا ووأدا
    في الدهاليز لما يخدم هذا الشعب المتمسكن ولا أقول المسكين..
    ورحم الله العلامة الملهم ابن باديس حين صاح صيحته :
    واقلع جذور الخائنين ،،، فمنهم كل العطب !!

  • سليم

    السلام عليكم
    اشاطرك الراي٠ والله كلما راجعت مع ابنائي دروسهم الا وانفجرت غضبا مما اقراه ٠ حسبنا الله ونعم الوكيل

  • merghenis

    نعم.. لقد خرّبوا المدرسة - نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم.. لقد خرّبوا المدرسة -نعم..

  • اسحاق

    اكثر من 8 ملايين نخرجوا من اجل السرقة و الاغتصاب و القتل و اهانة المعلم و المدير .هو حال المدرسة الجزائرية وهو سبب فشل الاسرة و الدولة فى تربية هدا الطفل من الغرق فى بحر الاجرام وعدم الاحترام الغير.

  • هيثم

    أحسنت، إن مقاطعة الكيبك الناطقة بالفرنسية تحارب اللغة الانجليزية علنا في الصحف والاذاعة لان حكومة الكيبك تحافظ على هوية المواطن الكيبيكي، أما عندن يا صديقي فقد باعو الهوية بارخس الاثمان وفتحو أذرعهم لفافي تعبث كيفما تشاء، فلا تعجب ولا تتحسر فنحن مولعون بفافي وفافي ماهيش سايلة فينا.