الرأي

لك الله يا غزة!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 3781
  • 9

في الوقت الذي كان الجزائريون ومن ورائهم العرب جميعا يتابعون “ملحمة” الخضر مع الألمان في البرازيل، كان الطيران الإسرائيلي يدك غزة بثلاثين غارة عقابا للفلسطينيين وانتقاما منهم بعد العثور على جثث المستوطنين في الخليل، وهي غارات سبقتها تهديدات واضحة لحماس بأنها ستدفع الثمن.

وفي المقابل، لم نر رد فعل إزاء جرائم إسرائيل المتكررة في حق الفلسطينيين، بينما تداعى الإعلام العربي والغربي كله لتتبع أخبار المستوطنين الثلاثة منذ اختفائهم إلى غاية العثور على جثثهم، وتخلل ذلك حملات واسعة للتضامن مع هؤلاء تخطت حدود فلسطين لتترسخ مرة أخرى تلك الفجوة الواسعة بين قيمة الإنسان العربي الذي يموت منه الآلاف في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين، دون أن يكون لذلك أثر، وقيمة الإنسان الإسرائيلي والغربي، حيث تقوم الدنيا ولا تقعد بسبب اختفاء شخص واحد أو مقتله.

لعنة الله على “البهائم” البشرية التي تحكمنا في العالم العربي والتي غاصت بقيمة الإنسان العربي وكرامته إلى هذا الوادي السحيق، ولعنة الله على كل من حمل السلاح ووجهه إلى إخوانه العرب والمسلمين الآمنين، بينما ينعم الكيان الصهيوني بالأمن والسلام لدرجة يصل فيها اختفاء ثلاثة أشخاص ومقتلهم على يد مجهولين حدثا يهز العالم أجمع.

“النصرة” و”الجبهة” و”داعش” و”ماعش” و”فاحش”. .. جماعات مسلحة بأسماء غريبة وأفعال أغرب، تمارس القتل والتنكيل والصّلب والجلد في حق المسلمين في مخطط واضح لتفكيك ما تبقى من العالم العربي، وتقدم خدمة جليلة لإسرائيل بعد أن حولت هذه الجماعات الإرهابية المتواطئة مع الحكام، البلدان العربية التي تنشط فيها إلى قطع من جهنم لدرجة أصبح وضع الفلسطينيين على مأساويته أحسن بكثير من وضع السوريين والعراقيين والليبيين.

كيف لا تفعل إسرائيل ما فعلت وهي ترى كل ذلك الاقتتال والتفكك في البلدان العربية التي كانت إلى وقت قريب تشكل خطرا على أمن إسرائيل، وكيف لا تفتك إسرائيل بالفلسطينيين، وهي ترى وكلاءها يتصدون لشعوبهم بالقتل والقصف والسجن والتنكيل؟

ثم ما هذه الردة الشاملة في تعاطي الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية؟ ولماذا تراجعت عاطفة الجزائريين إزاء إخوانهم الفلسطينيين وهم الذين ناصروا محاربي الصحراء ورفعوا العلم الوطني في الأقصى ليس حبا لكرة القدم والمونديال، ولكن تعلقا وحبا للجزائر، ومتى تظل لعبة “الجلد المنفوخ” مخدرا ينسينا مآسينا في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها.

مقالات ذات صلة