-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا فشلت خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج؟

لماذا فشلت خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج؟

فشلت خطة التحرك الإعلامي العربي الخارجي التي رسمت خارطتها الجامعة العربية، لتجعل من إيجابيات استطلاع اتجاهات الرأي العام برنامجا تأسيسيا يمكن الاستفادة من نتائجه في تطوير محتوى الخطاب الإعلامي العربي الموجه إلى الرأي العام العالمي وتحديد أولويات العمل في الارتقاء بمكانة الإنسان العربي في الخارطة الكونية المعاصرة.

الدول العربية تباطأت عن دفع حصص مساهماتها في تنفيذ خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، واكتفت دولٌ عربية قليلة من بينها الجزائر بدفع التزاماتها المالية التي يجب أن تصل إلى 24 مليون دولار هي القيمة النهائية لتكاليف المشروع العربي المُلغى.

نص خطة التحرك الإعلامي العربي الخارجي التي أقرَّها وزراء الإعلام العرب عام 2006 وعجز عن تنفيذها.. رأت أن أيّ خطة إعلامية لا تشمل عملا جديا على الشاشات الإليكترونية لن يكتب لها تحقيق أهدافها الأخرى، الولايات المتحدة تخصص لهذا الغرض 248 مليون دولار سنويا وقررت زيادتها منذ عام 2006 إلى 500 مليون دولار.. ويتطلب التحرك المؤثر على هذه الساحة توفر القدرة على إنجاز ثلاث مهام رئيسية:

* الرصد، على مدار الساعة، لما ينشر على الشبكة العالمية للمعلومات (إنترنت) من مواد، وخاصة المواد غير ذات المصدر، وتحديد المواقع التي تبث دعايات معادية للعرب.

* تحديد ما يستلزم الرد وإعداد الردود عبر شبكة من المعلقين والكتاب والإعلاميين العرب، والمنحدرين من أصول عربية.

* النشر السريع عبر شبكة من المواقع الأجنبية والعربية.

وهذا ما جعلنا في تصميم برامج هذه الخطة نشدد على أهمية أن تشمل إقامة مرصدين على أسس احترافية ومهنية عالمية، أحدهما في الولايات المتحدة والآخر في أوروبا.

الكادر الإعلامي المهاجر

الأمانة العامة لجامعة الدول العربية جعلت من الخبرة الإعلامية العربية أحد أهم أدواتها التنفيذية في خطة الإعلام العربي الخارجي، وفي ضوء الخبرة التراكمية للعمل الإعلامي العربي المشترك وما يستفاد منها أن المجهود الإعلامي الذي تضطلع به أجهزة وهيئات محلية أسرع تأثيرا من المجهود المنقول، بما فيه المنقول فضائيا، فقد روعي في معظم برامج هذه الخطة الاعتماد على هيئات محلية أو إشراكها في الترتيبات التنفيذية.. وتنطبق هذه الملاحظة حتى على الإعلام الأمريكي.

تنقسم برامج الخطة إلى قسمين، الأول البرامج التأسيسية والثاني البرامج المرتبطة.. وتشمل البرامج التأسيسية استطلاع اتجاهات الرأي العام وإنشاء مرصدين إعلاميين؛ وتشجيع الاستثمار العربي في مشروعات إعلامية في الخارج، والتعاون بين منظمات عربية وأجنبية في تنظيم فعاليات إعلامية، وإطلاق المنتدى الإعلامي العربي المتنقل. أما البرامج المرتبطة فتشمل النشر الصحفي، وإنتاج الأفلام الوثائقية، وترجمة كتب عربية ذات ردود إعلامية.. فمثل هذه البرامج سوف يعتمد تنفيذها على نتائج استطلاع الرأي العام وإجراء المسح الإعلامي.

التأثير العربي في عواصم القرار 

خطة الإعلام العربي الخارجي تسعى عبر تنفيذ استراتيجيتها نحو الوصول إلى مراكز القرار السياسي في عواصم العالم:

أن يستند المجهود الإعلامي العربي على قراءة واقعية لاتجاهات الرأي العام وتوزيعها، ونظرا لأنه لا تتوفر الآن دراسة منهجية متكاملة محدثة عن الخريطة الواقعية لاتجاهات الرأي العام إزاء الصورة العربية ومكوناتها في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا، يصبح من الضروري أن تكون الخطوة الأولى في تنفيذ الخطة الجديدة هي تكليف إحدى مؤسسات العلاقات العامة والإعلام الأمريكية، من بين المؤسسات التي لها فروع أوروبية، لإجراء مسح سريع لاتجاهات الرأي العام في أوساط الشرائح المؤثرة في صناعة القرار السياسي، ثم في باقي الشرائح.. إلى جانب إجراء اتصالات مع برلمانيين وجماعات الضغط السياسي ومع مسؤولي التخطيط السياسي والبرامجي في الشبكات الإعلامية المؤثرة مع أهمية التركيز على ترتيب لقاءات للشخصيات السياسية والإعلامية العربية في مهامها الواردة بالبرنامج.

مرصدٌ إعلامي عربي 

وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية تتجه في خطتها الإعلامية إلى إحياء التعاون بين منظمات المجتمع المدني العربية ونظيراتها الأجنبية  لتنفيذ برامج التعريف بالفكر العربي والثقافة العربية، فقررت التواصل مع منظمات المجتمع المدني العربية لاستثمار علاقاتها مع المنظمات المناظرة في الغرب ولإطلاق فعاليات وبرامج مشتركة للتعريف بالفكر العربي والثقافة العربية.. ومن هذه المنظمات المنتدى السياسي العالمي منتدى جورباتشوف وبرنامج مبادرة كلينتون والمركز الدولي للسلام في طليطلة… كما قررت إطلاق مرصد إعلامي عربي بإحدى المدن الكبرى بالولايات المتحدة، خارج المظلة الرسمية العربية، ويمارس مهامه على أسس مهنية واحترافية. ويمكن تشجيع إحدى المنظمات الأمريكية من أصول عربية على تبني إطلاق هذا المشروع وفق القوانين المحلية، مع اختيار شكل قانوني وملائم لدعمه إلى حين بلوغه القدرة على التسيير المالي الذاتي.. وإطلاق مرصد إعلامي مماثل في أوروبا، وتفضل الأمانة العامة أن تكون العاصمة الفرنسية باريس مقرا لهذا المرصد لأسباب سياسية وجغرافية وثقافية. ويمكن إطلاق هذا المرصد بالتعاون بين هيئة عربية وهيئة أو جهة بحثية محلية… وإنشاء بيت عربي في موسكو ليعمل كمركز إعلامي وثقافي، وليصل بنشاطه كذلك إلى منطقة رابطة الدول المستقلة.

“فشل تنفيذ هذه الخطة بسبب عدم توفير ميزانيتها المقررة دفع الأمانة العامة لجامعة العربية إلى التفكير باستحداث قناة عربية تبث باللغات الأجنبية موجهة إلى الرأي العام العالمي كمشروع بديل تستثمر فيه أموال الدول التي التزمت بدفع مساهمتها ومن بينها الجزائر، لكن حتى هذا المشروع لم يُنجَز.”

وكان من المقرر أن تطلق برنامج ترجمة إلى اللغات الأجنبية لكتب عربية تتناول واقع الإنسان العربي وحضارته وفكره، وتشرح الموقف العربي من القضايا العالمية.. والاتجاه نحو اختيار كتاب عربي واحد في كل من الموضوعات: الهوية العربية والإسهام الحضاري للعرب، شرح المواقف العربية في الإصلاح السياسي والتحديث المجتمعي ونبذ الإرهاب ومكافحته.

وتترجم الكتب المختارة إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية والروسية.

منتدى إعلامي عربي متنقل 

وتضمنت الخطة فتح أبواب التواصل مع الإعلاميين من أصل عربي، العاملين في وسائل الإعلام الدولية خاصة في الساحتين الأمريكية والأوروبية، من أجل المساهمة في تنفيذ هذه الخطة، وتشجيع المستثمرين من أصل عربي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على إقامة مشاريع إعلامية داخل أمريكا وأوروبا، وتشجيع المستثمرين العرب على تنفيذ مشاريع إعلامية دولية.. وتنظيم منتدى إعلامي عربي متنقل في العواصم والمدن الكبرى من العالم يهدف إلى عرض وإيضاح الرؤى العربية تجاه القضايا العربية والعالمية والتعريف بالهوية والثقافة العربيتين في الخارج من خلال الاتصال المباشر وإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات واللقاءات مع الشخصيات المؤثرة إعلاميا وفكريا.. وستتولى ورشة عمل إعلامية تأسيس المنتدى المتنقل من خلال دعوة عشرة إعلاميين أجانب من: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا واثنين من الولايات المتحدة الأمريكية مع عشرة إعلاميين عرب بارزين للمشاركة في ورشة عمل بمقر الجامعة تمهيدا لإطلاق مثل هذا المنتدى على نطاق أوسع في عواصم أوروبية ومدن أمريكية.. ويهدف هذا المنتدى إلى إطلاع الإعلاميين الأجانب على الموقف العربي في المحاور الخمسة الرئيسية والتعرف المباشر على مرئياتهم  بشأن الخطاب الإعلامي العربي في الخارج.

بيوت عربية في عواصم العالم

وتعمل خطة التحرك الإعلامي على تشجيع التجمعات والمنظمات العربية في إنشاء “بيوت عربية” في العواصم والمدن الأمريكية والأوروبية الكبرى التي تتركز فيها جاليات عربية، وذلك استثمارا لهذه البيوت كمنابر لنشر الثقافة العربية والتعريف بأوجه الحضارة العربية وإقامة الأمسيات والندوات والأسابيع الإعلامية.

وفشل تنفيذ هذه الخطة بسبب عدم توفير ميزانيتها المقررة دفع الأمانة العامة للجامعة العربية إلى التفكير باستحداث قناة عربية تبث باللغات الأجنبية موجهة إلى الرأي العام العالمي كمشروع بديل تستثمر فيه أموال الدول التي التزمت بدفع مساهمتها ومن بينها الجزائر، لكن حتى هذا المشروع لم يُنجَز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    ان الإعلام الناطق بالحرف العربي موجود،إلا أن الغايات متفرقة ، لان المصالح كذلك.، لهذ لا يمكن توحيد الصف العربي ، إلا إذا اصطفوا جميعا وراء قوة قاهرة واحدة وموحدة، عندها تتوحد الرءى ،الفكر ، الهدف،،،،

  • ب . أبوحفص

    بما أنه كان لي الشرف أن ساهمت في مناقشاتها ضمن وفد خبراء الاعلام العربي ... قد بدا لي أنك بذلت مجهودا معتبرا للاقتراب من وثائق الجامعة ..أسباب الفشل الذي أراه مردّه لغياب بلورة الرسالة الاعلامية العربية وقد تعددت الرسالات وتناقضت فيما بينها.. فهل هي في خط التوجيه المصري أو الخليجي..؟ وتبقى الحقيقة هي أن الاعلام الذي تتقاذفه أزمات الوطن العربي وتدور رحاها دخل أروقة الجامعة العربية هو إعلام صوري متناقض فقدً مصداقيته.إذن لا وجود لما يسمى باعلام عربي ...تحياتي