-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم أن واشنطن لم تتقدم على باريس في دعم المخزن

لماذا لم تنجرّ فرنسا إلى الموقف الأمريكي بشأن قضية الصحراء؟

محمد مسلم
  • 33783
  • 21
لماذا لم تنجرّ فرنسا إلى الموقف الأمريكي بشأن قضية الصحراء؟
أرشيف

على الرغم من الخلافات التي تشهدها علاقاتها مع الجزائر في الأشهر الأخيرة، إلا أن فرنسا لم تنجرف إلى الموقف الأمريكي الفاضح، الداعم للطرح المغربي في قضية الصحراء الغربية، حيث حافظت باريس على مسافة معينة من القضية الصحراوية، وإن كانت مواقفها قريبة دوما من الطرح المغربي.

كل ما صدر عن الطرف الفرنسي منذ تغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أعلن فيها اعترافه بالسيادة المزعومة لنظام المخزن على الأراضي الصحراوية المحتلة، لا يتعدى ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، والتي أكدت أن بلادها “تؤيد حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من الطرفين”، موقف متأخر كثيرا عن موقف واشنطن التي لم تكن يوما داعما للمغرب في هذه القضية بهذا المستوى على وجه الخصوص.

المواقف الفرنسية ومنذ اندلاع النزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو في سبعينيات القرن الماضي، كانت قريبة دوما من المخزن، ويكتنفها الكثير من النفاق المبطن بتصريحات دبلوماسية ناعمة، ومع ذلك لم تتجرأ هذه المرة على الانجرار نحو دعم مفضوح للرباط، لا سيما أن الظرف الدولي والإقليمي يبدو مناسبا. فلماذا يا ترى؟

ما أقدم عليه الرئيس الأمريكي والذي قوبل باحتفاء منقطع النظير في الجارة الغربية والمحاور التي تدعمها، إلا أن ذلك يبقى محدود الفائدة بالنظر لكون هذا القرار وقعه رئيس لم يتبق له سوى شهر في البيت الأبيض، وكذا نظرا للردود الفورية التي واجهت “تغريدة ترامب”، والتي بدأتها الأمم المتحدة بالتأكيد على أن الموقف الأمريكي لا يغير في المعادلة شيئا، طالما أن القضية بين أيدي هذه الهيئة، وقد زاد الموقف الروسي الرافض والمنتقد لخطوة ترامب، من خيبة ساسة المخزن، الذين حاولوا إيهام الرأي العام المغربي بأن المسألة حسمت منذ الخميس الماضي.

كل هذه المعطيات تجعل موقفا فرنسيا (على اعتبار أن باريس عضو دائم في مجلس الأمن الدولي)، مشابها لموقف ترامب من القضية الصحراوية، أكثر من ضرورة بالنسبة لساسة الرباط ولإعلام المخزن، حتى يتسنى لهم المواصلة في مسار التطبيل لحلم طي صفحة القضية الصحراوية التي عمرت لأكثر من أربعة عقود. لكن شيئا من ذلك لم يحدث.

يدرك ساسة فرنسا أن العلاقات مع الجزائر تحكمها خطوط حمراء، وأن تجاوز هذه الخطوط يمكن أن يؤدي إلى القطيعة التي تخشاها باريس، ولذلك توقف موقفها عن تصريح دبلوماسي تعترف من خلاله بأن “نزاع الصحراء الغربية طال أمده”، وهي العبارة التي لم تقدم ولم تؤخر في التطورات التي تشهده هذه القضية، بل إن هناك من المراقبين من يعتبرون الموقف الفرنسي خذلانا لنظام المخزن، لأن فرنسا ظلت وعلى مدار عقود المدافع عن الموقف المغربي في اجتماعات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما عرقلة الذهاب إلى تنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي.

ويعتقد مراقبون أن إقدام فرنسا على الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، من شأنه أن يؤدي إلى نهاية المصالح الفرنسية في الجزائر، والتي ضاعت منها الكثير خلال العامين الأخيرين، لصالح منافسين وخصوم، مثل الصين وتركيا وإيطاليا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • wahrani

    فرنسا هي من تريد أن تحكم في المنطقة و لا تؤيد الطرح الأمريكي على الصحراء الغربية

  • علي امبارك

    السلام عليكم ورحمة الله وتحية لمنبر الشروق ومن خلاله لكل الجزائر حكومة وشعبا.
    ما اريد ان اشير اليه هو اننا لاننتظر من المحتل يتعقل قبل ان يستخدم كل بحوزته ولا اظن فرنسا ستتاخر عن ركب العدوان على المنطقة وخصوصا اذا تعلق الامر بمطالب نظام الاحتلال المغربي فرنسا هذه سبق لها ان تدخلت باسطولها الجوي ضد مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي للدفاع عن نظام مخطار داداه لمنعه من الانهيار والسقوط وهذا مالم يتحقق لها، فرنسا لها اهداف عدوانية ستكون في مقدمة اولوياتها وستحاول منع اي تغيير بما لديها من قوة .

  • يوسف

    فرنسا لن تساند المغرب في القضية الصحراوية

  • wahhab

    لو وجد الوزير لودريون فرص لذلك لفعل اكثر مما فعل ترامب .

  • كمال

    من يعرف تاريخ المخابرات الفرنسية في افريقيا،يستطيع استنتاج ان الفخ الذي احيك للجزائر في الكركرات من صنع هذه المخابرات،وكل التسلسل في الاوضاع هو خطة ممنهجة من صنع فرنسا ردا على رغبة الجزائر في الابتعاد عنها

  • شخص

    المخزن البائس أصبح كالكرة بين هذا و ذاك، يتلاعب بها الكبير و الصغير و هي للأسف مسلوبة الإرادة تطيش هنا و هناك تحت قيادة أمير المدمنين.

  • hakim

    الولايات المتحدة هي التي خلقت المشكلة وبدلاً من شجبها تتحدث عن فرنسا

  • BELARBI.M.A

    في حال إندلاع حرب بين الجزائر و المغرب،لا سمح لها،مُخطيء من يعتقد أنها ستكون حربا سريعة يحسم فيها طرف الحرب لصالحه ضد الطرف الآخر،لوبيات السلاح في أمريكا ستدعم المغرب،بينما لوبيات السلاح في روسيا ستدعم الجزائر و هكذا لن تنتهي الحرب،و الشعبين الجزائري و المغربي هم من سيدفعان لثمن،تماما مثلما حصل في اليمن.

  • مسلم بن عقيل

    الذل يالطيف مقابل تغريدة يحتفلون وباعو ذمتهم وشرفهم
    ماذا سيقولون لمحمد الدرة
    و المرحوم احمد ياسين والرنتيسي و ابو عمار
    والشهداء الذين قضو في 48 و 67 و 73 و في حروب غزة و لبنان وغيرها ستلنهو الاجيال وتلعنهم دماء كل شهيد سال دمه نصرة للاقصى والاسلام

  • احمد بن بلا

    ما ز لتم لا تعلمون من فرنسا و مصلحتها في المنطقة فرنسا لا تريد سلاما و لا استقرار للشعب الجزائر ي او المغربي او اللببي فرنسا تريد تفرقة الشعوب و الاصطياد في الماء العكر قال الله تعالى و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا

  • Motatabi3

    في العلاقات الدولية وعالم السياسة بشكل عام، يجب ألا تغيب لغة المصالح، وألا تطغي العواطف والمشاعر، لاسيما حين تلوح المصالح وتظهر في الأفق لطرف ما، فعليه أن يبادر بحصادها، طالما أنه لن يتسبب في خسارة موقف آخر أو يتضارب معه، أو التأثير سلباً في قضية أخرى تحظى بأولوية لديه وضمن اهتمامات قيادته وشعبه، وهذا ما حدث تماماً بالنسبة للقرار السيادي المغربي، فقد حصلت الدبلوماسية المغربية على انتصار ومكسب حيوي من دون أن تغير أو تُبدل موقفها الخاص بدعم ومساندة القضية والشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة

  • ثمورث

    لا ندري على أي مصالح فرنسية تتحدثون في الجزائر بعدما تقلصت صادرات فرنسا نحو الجزائر الى 5 ملايير دولار من مجموع صادرات فرنسا التي تبلغ 555 مليار دولار ( احصاءات 2019 ) وهي نفسها صادرات فرنسا نحو المغرب أي 5 ملايير دولار وأقل قليلا نحو تونس حوالي 3.7 مليار دولار في وقت استثمارات فرنسا تراجعت بشكل كبير لصالح الصين وتوركيا أما ارداتها من الجزائر فلا تتجاوز 3 ملايير دولار ( محروقات ) اذا استثنينا طبعا تصدير الجزائر لأبنائها وخاصة عبر قوارب الموت نحو هذا البلد

  • قويدر

    اجيال من الشعبين المغربي و الجزائري حرمت من التعارف ببنهما و. تظافر الجهود بينها لنهظة شاملة لبلديهما بسبب من خلق جبهة البوليواريو. و يساندها

    تريد الجزائر فتح بوابة على المحبط الاطلسي عبر العبون و الداخلة فعليها ان تتصل بالمغرب حبيا و يشتركا في مشروع لبناء اكبر مرآب. مغربي -جزائري

  • محمد

    ستسمعون الخبر قريبا ولن يقف الاعتراف عند فرنسا

  • صحراوي

    مجرد تساؤل.
    ما هي أمنيتي !!!؟؟؟
    أمنيتي الوحيدة في هذه الدنيا قبل أن أموت أن تتصرف فرنسا تصرفا يجعل أي نظام جزائري يقطع علاقتنا نهائيا معها إلى يوم الدين حتى أحمل هذه البشرى معي إلى الشهداء.

  • Outmait

    قريبااستعدو لهدا الامر تبحتون عن النحل

  • DJAMEL

    هل اليهود أخطرعلى الجزائر أم فرنسا التي أبادت أكثر من 5 ملايين جزائري نقطة إلى السطر

  • علوان

    وانا اتحداكم من الان وتقول ان فرنسا ستمشي على نهج ترامب والايام بيننا

  • الماحي

    ذالك موقف ترانب المهزوم المنسحب وليس الموقف الامريكي ---الموقف الامريكي سيحدده بيدن.

  • موح

    واش دخلنا فيهم

  • بودين

    كل ما ارعرف واقراء انكم تكرهون فرنسا الاستعمارية ؟اليس كذلك