لن أطرق باب أحد أو أهاتفه ولا أستجدي أحدا ليُعترف بي
كشفت الشاعرة والروائية ربيعة جلطي أنّها تجهل تحديدا الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إقصائها من فعاليات المعرض الدولي للكتاب، ليس في طبعة السنة الجارية فقط بل لسنوات طويلة. وانتقدت “الشللية” التي تحكم قبضتها على الوضع حارمة باقي الكتاب الآخرين من المشاركة، لاسيما الوجوه المبدعة الشابة. وأكدّت جلطي أنّها لا تستجدي أحدا ليعترف بها وبكتاباتها.
استغربت الروائية ربيعة جلطي طريقة إقصائها من صالون الجزائر الدولي للكتاب، ليس لمرة واحدة وإنّما لمرات كثيرة، بحيث لم تشارك منذ سنوات طويلة، خلافا لتكريس وجوه وأسماء أدبية كلّ طبعة. وقالت عن مقاطعتها للمعرض، في تصريح لـ”الشروق”، على هامش توقيع روايتها الجديدة الموسومة بـ”حنين بالنعناع”، بجناح منشورات “الاختلاف”، إنّ المقاطعة جاءت بسبب الإقصاء والتجاهل المتكرر لها. وأوضحت أنّ السبب ليس شخصيا، فلو كان شخصيا لكان قرار المقاطعة ساريا منذ أزمنة، حسب تعبيرها. وأضافت: “أقصيت منذ سنوات عديدة والآن أريد ألا تظلّ هذه العادة على حالها”. وأردفت في معرض حديثها: “أردت القول إنّ عادة الإقصاء غير حضارية، لأنّ هذه الشللية متعبة جدا، وليست متعبة لي فقط بل متعبة كذلك للمثقفين”.
وبررت قولها بأنّ المثقفين الجزائريين لا يملكون فضاء يلتقون فيه غير المعرض الدولي للكتاب، فضلا عن قلتهم التي تسمح بدعوتهم جميعا، وبالتالي لماذا الإقصاء والتهميش لاسيما للوجوه الجديدة المبدعة في عالم الرواية والشعر. وعبرّت بهذا اللفظ: “حرام أن يستبعدوا”.
في السياق، تساءلت صاحبة “نادي الصنوبر” بأنّها طرحت بعض الاحتمالات تتعلق باستبعادها وعدم دعوتها إلى المشاركة، حيث يكمن الاحتمال الأولّ في كتابتها باللغة العربية بنوع من الحدّة والنقدية تجاه الواقع العربي والجزائري وتجاه العالم، وثانيا ربما لأنّها امرأة. وأكدّت بهذا الخصوص أنّها لا تقدر أن تدق باب إداري، كما لا تستطيع أن تتحدث إليه بالهاتف ولا تطلب ولا تستجدي أحدا. لذا فالمرأة تقول ربيعة جلطي:”لديها كرامة”. ووجهت رسالة مباشرة إلى من أقصاها قائلة: “أنا أكتب وإذا اعترفوا بما أكتبه ففيه خير، وإذا لم يعترفوا فهذا شيء آخر، ولا أستجدي لكي يعترفوا بي فهذا لن يحدث أبدا”.