-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لن يعقّدنا المخزنُ بإيران

حسين لقرع
  • 2688
  • 1
لن يعقّدنا المخزنُ بإيران

يبدو أنّ الرفض الشعبي الواسع الذي أبداه الشعبُ المغربيُّ الأصيل لانبطاح المخزن للكيان الصهيوني في ديسمبر 2020، والخروج في مظاهرات منتظمة تنديدا بهذا الاستسلام المهين للاحتلال، قد عقّد المخزن، لاسيما وأنّ المبررات التي ساقها طيلة السنتين الماضيتين لتبرير خيانة القضية الفلسطينية، وفي مقدّمتها تغريدة ترامب حول الصحراء الغربية، لم تُقنع المغاربة، ولابدّ من تقديم مبرّرات جديدة تليّن موقفهم أو تثير هلعهم وتدفعهم إلى الاصطفاف وراء “أمير المؤمنين” في تحالفه العسكري والأمني مع الصهاينة.

آخرُ هذه التبريرات ما قدّمه المسمّى حبّوب الشرقاوي، مسؤول بالمديرية العامّة لمراقبة التراب الوطني، في حوار له مع قناة “إي 24 نيوز” الصهيونية، إذ اتّهم الجزائر بتمكين عناصر البولزاريو من الحصول على تدريبٍ عسكري من حزب الله منذ سنة 2017 إلى الآن، وأكثر من ذلك، اقتناء طائرات مسيَّرة إيرانية، وهي في الواقع تهمة غير جديدة وردّدها مرارًا العديدُ من المسؤولين المغاربة، ولكنّهم جميعا عجزوا عن تقديم دليل دامغ واحد يؤكّد صحّتها، وبذلك تبقى مجرّد تلفيقات ترمي إلى تأليب الولايات المتحدة على الجزائر، وكذا إشعار المواطنين المغاربة بأنّ هناك “خطرا إيرانيا” يهدِّدهم انطلاقا من الحدود الجزائرية، ومن ثمّة دفعهم إلى الالتفاف حول المخزن، وقبول التطبيع وتكثيف التعاون العسكري والاستخباراتي مع الاحتلال لصدّ هذا “الخطر”، وبذلك يقتفي المغربُ أثر الإمارات والبحرين اللتين وقّعتا بدورهما “اتفاقات إبراهام” مع الاحتلال في أواخر 2020، بذريعة صدّ “الخطر الإيراني”، وبهذا الصدد يشنّ الذبابُ الالكتروني المخزني العفن حملة متواصلة لإقناع المغاربة بأن إيران والجزائر هما “العدوّ” الأول لبلادهم، في حين أضحت “إسرائيل” “صديقا” جديدا و”حليفا” سيُفيد المغربَ في شتى المجالات وفي مقدّمتها الاقتصاد والأمن!

في جميع الأحوال، لن يعقّدنا المخزن بـ”تُهمة” التعاون مع إيران، فهي دولة مسلمة وإن اختلفت عنّا في المذهب، وإذا فرضنا جدلاً بأن هناك تعاونًا بين البلدين في مجالات عديدة، ومنها العسكرية، فليس فيه ما يضير، الجزائر دولة مستقلّة ومن حقّها أن تتعاون مع أيّ دولة لتحقيق أمنها، وحماية حدودها، لكنّها لا تتعاون مع “دولة” الاحتلال غير الشرعية التي أقامها الغربُ بقوّة السلاح في فلسطين، ولا تستقوي بها على شقيقٍ عربيٍّ ومسلم، فذلك سلوكٌ وضيعٌ حقير تأباه جزائرُ الثورة.. من ينبغي أن يخجل ويتوارى من القوم من سوء فعله، هو الذي فتح أبواب بلاده على مصراعيها للكيان العنصري المجرم ليعبث بها وبأمن المنطقة، حتى بات المغاربة يتظاهرون باستمرار ويندِّدون بهذه “الصَّهْيَنة الشاملة” للمملكة، في وقتٍ يتعرّض فيه الأشقاءُ الفلسطينيون لمذابح من هؤلاء الفاشيين ويدعو وزيرٌ عنصريٌّ متطرف إلى حرق قريةٍ فلسطينية وإزالتها من الخريطة، من دون أن يحرّك ذلك شعرة واحدة في رأس “رئيس لجنة القدس”.

المغرب عقد صفقاتٍ عديدة مع الكيان الصهيوني لتوريد مسيّرات ذات مهام عديدة، تجسّسية وانتحارية، منها 150 طائرة مسيّرة من نوع “واندر- بي” و”ثاندر- بي” في سبتمبر الماضي، وهو يبني مصنعا للمسيّرات في منطقة بن سلميان شمال الدار البيضاء بالتعاون مع هذا الكيان، ثم يأتي الآن ليتّهم الجزائر بتهديد أمنه بالمسيّرات الإيرانية المزعومة لتخويف شعبه وتبرير إيغاله في الانبطاح والصَّهْينة، علما أنّ الجزائر قد قرّرت في 5 نوفمبر 2022، فتح مدرسةٍ عليا لتيكنولوجيا الطائرات المسيَّرة بمدينة “سيدي عبد الله” في سبتمبر المقبل، وهي خطوة كبيرة باتجاه اكتساب هذه التيكنولوجيا المتقدّمة، على غرار ما فعلته دولٌ عديدة استعانت بها لربح حروبٍ بالغة الأهمية، وما دام العدوُّ الصهيوني قد اقترب من حدودنا، وقد يغري المخزنَ بأن يشنّ علينا حربًا يقف في خطوطها الخلفية، بهدف توجيه ضربة قاصمة لجيشنا الذي أضحى يُقلقه باحتلاله المرتبة الـ26 عالميًّا، فليس أمام البلاد إلا رفع أقصى درجات التأهّب والجاهزية لصدّ هذا الخطر الداهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مواطن

    لا يتحالف مع الكيان الصهيوني الذي يقتل شعب مسلم شقيق إلا الجبان الذليل الوضيع .. المخزن رائحته صارت نتنة في كل مكان حتى أنه وصل لرشوة أعضاء البرلمان الأوروبي والتجسس على ماكرون ورئيس حكومة اسبانيا ببرامج تجسس صهيونية.. نهاية هذه الدولة المارقة باتت وششيكة .. وجزائر الثورة كبيرة بزاف عليهم .. الجزائر دولة مبادئ وليس دولة صعاليك ويمكنها هدم المروك وتغيير حكامها في أسبوع واحد