-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لهذه الاعتبارات قامت روسيا بـ”عمليتها الخاصة” في أوكرانيا

بقلم: زبير بوزرزور
  • 1267
  • 0
لهذه الاعتبارات قامت روسيا بـ”عمليتها الخاصة” في أوكرانيا

بعد عرض مبدأ مونرو، في مناسبةٍ سابقة، كاعتبار سياسي وتاريخي لتبرير التدخل الروسي في عمليته الخاصة في شرق أوكرانيا، نذكر فيما يلي أهم الاعتبارات القانونية والسياسية التي نراها سببا لهذه العملية.

1- الاعتداء على دستور البلاد: في 22 فبراير 2014، وقّع الرئيس الأوكراني آنذاك فيكتور يانوكوفيتش وزعماء المعارضة، بوساطة ممثلي الاتحاد الأوروبي وروسيا، اتفاقية بشأن “تسوية الأزمة السياسية في أوكرانيا.” في اليوم نفسه، تعهد الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما للرئيس بوتين بالمساهمة في تنفيذ الاتفاقية الموقعة في كييف. في الوقت نفسه، أبلغ يانوكوفيتش بوتين، بنيته مغادرة كييف لحضور مؤتمر خاركوف، لثقته بالوثيقة الموقعة مع المعارضة، بضمانة وزراء خارجية الدول الأوروبية. بمجرد مغادرة يانوكوفيتش كييف، خلافاً لنصيحة بوتين، تَم الاستيلاء على إدارته ومبنى الحكومة بقوة السلاح، وخلافا للدستور الأوكراني، والذي ينص: “لا يمكن إنهاء سلطات الرئيس إلا عند استقالته أو عدم قدرته على أداء واجباته لأسباب صحية، أو عزله من منصبه عن طريق المساءلة أو الوفاة.”

2- التجاوزات السياسية للحكومة الأوكرانية بعد ثورة 2014 مثل تصويت البرلمان الأوكراني الذي ألغى الوضع الرسمي للغة الروسية وتعريض السكان ذوي العرق الروسي لخطر محدق.

3- نيّة أوكرانيا امتلاك السلاح النووي، من أسباب الصراع بين روسيا وأوكرانيا؛ فقبيل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلن الرئيس زيلينسكي اعتزام أوكرانيا تصنيع سلاحها النووي.

4- وضعية إقليم دونباس الخاصة، واستياء روسيا من قمع أوكرانيا للسكان الناطقين باللغة الروسية، وهم الأغلبية هناك. هذا بالإضافة إلى استمرار أوكرانيا، بقصف الإقليم واستهداف المدنيين فيه، وعدم التزامها باتفاقات مينسك. دليل ذلك التهديد المستمر من القائد للقطاع الأيمن إيجور موسيشوك وهو يميني متطرِّف.

5- أكدت روسيا كثيرا أن الثورة في كييف منحت النازيين الجدد بقيادة فرقة “أزوف” الفرصة لاجتياح شرق أوكرانيا، وطرد سكانها الذين يتحدثون اللغة الروسية. وذلك من الأسباب الإستراتيجية للتدخل العسكري الروسي. ويؤكد الرئيس بوتين: “ببساطة لم يُمنَح لنا أي خيار آخر للدفاع عن روسيا وشعبنا غير الخيار الذي يجب أن نلجأ إليه اليوم”. لقد طلبت جمهوريتا دونباس الشعبية من روسيا المساعدة. وبموجب الفصل 7، المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة اتخذت قراراً بإجراء عملية عسكرية خاصة”.

6- ومن أهم الأخطاء القانونية والسياسية أن أوكرانيا أقرت في فبراير 2019 تعديلات دستورية تؤكد التمسك “بسياسة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”، رغم اختلاف الآراء حيال ذلك في الشارع الأوكراني. فالتعديل الدستوري لم يتم عبر القنوات القانونية.

7- ومن الدوافع القوية التي فرضت العملية الخاصة حسب DW أن الناتو قام باستعدادات لوجستية في دوله الأعضاء في أوروبا الشرقية، وقام أيضاً بإعداد المطارات للتعزيز السريع للقوات. وفي كلمة ألقاها أمام مسؤولي السياسة الخارجية في موسكو، أشار الرئيس الروسي إلى أن تحليق قاذفات حلف الناتو الإستراتيجية على بعد 20 كيلومترا من حدود بلاده يتجاوز كل الحدود المسموحة. وأضاف أن الغرب يتعامل بـ”سطحية كبيرة” مع تحذيرات روسيا بشأن تجاوز “الخطوط الحمر”، واتهم المعسكر الغربي بتأجيج النزاع في أوكرانيا عبر إجراء مناورات البحر الأسود وإرسال القاذفات الإستراتيجية.

8- لعلّ من أسوأ الخطوات التي قامت بها أوكرانيا، وهو ما يُؤذي الروح الروسية في الصميم “طلب البعض في أوكرانيا بحظر كنيسة موسكو”. ومؤخرا عُرضت مسودة تشريع على البرلمان الأوكراني كانت، لو أُقِرّت، ستحظر رسميا على الكنيسة الأرثوذكسية القيام بأي نشاط في أوكرانيا وتسمح بمصادرة ممتلكاتها. وفي موسكو، رد رجال الدين بالقول إن ذلك يثبت أن “العملية العسكرية الخاصة” التي قام بها بوتين مبررة.

حلفاء أوكرانيا الغربيون لم يبذلوا أي جهد لتفادي حصول الحرب أو مَنع الظروف التي قد تُشعل فَتيلها، بالمُقابل رَأينا سَعيهم في تَأجِيجِها بِمُختلف الأسلحة الفتاكة التي أمدوها للجيش الأوكراني! عِلما أن هذه الحرب كان من الممكن تَفاديها، لو تصرَّف الغرب مع روسيا بمسؤولية وأخذ تهديداتها بجدية.

وفي خاتمة هذه السطور نؤكد أن حلفاء أوكرانيا الغربيين لم نلتمس منهم أي جهد يُبذل لتفادي حصول الحرب أو مَنع الظروف التي قد تُشعل فَتيلها، بالمُقابل رَأينا سَعيهم في تَأجِيجِها بِمُختلف الأسلحة الفتاكة التي أمدوها للجيش الأوكراني! عِلما أن هذه الحرب كان من الممكن تَفاديها، لو تصرَّف الغرب مع روسيا بمسؤولية وأخذ تهديداتها بجدية، وعمل على عدم إثارة الدب الروسي واستفزازه، بالاقتراب من حدوده والاستيلاء على الجوار السياسي المُهمّ بالنسبة لأمنه القومي؛ لأن الغرب يَعلم جَيدا أن أوكرانيا هي الأهم في منطقة نفوذه، بعدها يتجرأ الكثير منهم على إهانة موسكو وهو أفضل مَن يَعرف شَراسة الدب الروسي وسُهولة إثارته. لكن تبعات ذلك للأسف لم يتحملها إلا الشعب الأوكراني الأعزل البريء، الذي لم يُحسن تَوجيه بَوصلته. والشعب الجزائري يقف معه ويُؤازره وسيقف معه للخروج من أزمته وتصحيح توجيه بَوصلته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!