لولا التزوير الانتخابي لما كانت لك الفرصة لتمن على الشيخ نحناح
إن ادعاء أحمد أويحيى بأن سبب وجود حركة مجتمع السلم في التحالف هو تقديرا للشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، سبة كبيرة للشيخ نفسه ولكل الإطارات والمناضلين الذين عملوا معه في فترة النار والدمار التي مرت بها الجزائر، وكأن أحمد أويحيى يريد أن يقول بأنه يتصدق علينا “في خاطر” الشيخ محفوظ فليكن في علم السيد أحمد أويحيى ما يلي:
-
حينما تذكرته بدل المن عليه وهو في قبره.1 ـ الشيخ محفوظ نحناح ليس في حاجة للصدقة سواء في حياته أو بعد مماته فهو أحق بالجزائر لأنه سمح لأجلها من حقه، ولم يستفد منها ولم يأكل من ريوعها وذهب بريء ذمة لم تتلطخ يداه بدماء ولا بطنه بحرام فهو الذي وقف وقفة الرجال حينما كانت الدار تحترق، فحينما ترشح في سنة 1995 فعل ذلك من أجل الوطن ولو لا التزوير لكان هو رئيس الجمهورية ولولا منعه من الترشح سنة 1999 لكان هو مرة أخرى رئيسا للجمهورية، وحينما صفح عمن زوّروا عليه فعل ذلك من أجل الجزائر حتى لا يصب على النار زيتا. فالأجدر بك سيد أحمد أويحيى أن تقدم الاعتذار للشيخ
-
2 ـ إنك باختصارك تضحيات حركة مجتمع السلم في شخص الشيخ محفوظ نحناح تجحد ما قدمه أتباعه وأنصاره والسائرون على دربه الذين صبروا على مبادئهم ومنهجهم فقتل منهم أكثر من 400 شخص بسبب انتمائهم ضمن آلاف الجزائريين الذين قتلوا في سنوات المحنة كالشيخ بوسليماني ولحسن بن سعدالله وعمر خنوش وحمود حمبلي وجرح منهم المئات ومنهم رئيس الحركة أبو جرة سلطاني الذي اخترقت بطنه خمس رصاصات في الوقت الذي كنت فيه السيد الوزير الأول محاطا بحرسك لا يفارقونك.
-
3 ـ إنك حينما تمن علينا بوجودنا في التحالف لست أدري باسم من أو باسم ماذا تتكلم، هل تتكلم باسمك الشخصي وكأنك وحدك تملك ناصية الجزائر وأن مؤسسات الدولة ملك محصور لك لا يحق للجزائريين أن يكونوا فيها إلا ما تمن به يمناك عليهم، أم أنك تتكلم باسم حزبك الذي لم يكن موجودا في زمن المحنة حينما كانت حركة مجتمع السلم وحدها من بين أحزاب التحالف تقارع من أجل استقرار مؤسسات الدولة التي أنت الآن متربع على أحد عروشها.
-
4 ـ إنك تعلم السيد أحمد أويحيى بأنه لو كانت موازين القوة السياسية في البلد تخضع لإرادة المواطنين ما كان الحال كما هو عليه الآن وما كانت لك الفرصة لتمن على غيرك فأنت أعلم الناس بالتزوير الانتخابي الذي وقع في الانتخابات التشريعية والانتخابات المحلية سنة 1997 التي أثبتتها لجنة التحقيق البرلمانية، أنت أعلم الناس بأن مسار التزوير الذي وقع في الجزائر منذ بداية الانفتاح هو الذي جعل الناخبين الراغبين في التغيير يقلعون عن التعبير عن آرائهم عن طريق الصندوق ويوفر لمن يخافون من الديمقراطية هذا الأمان الكاذب.
-
5 ـ السيد أحمد أويحي إن وجودنا في التحالف أملاه علينا في الفترة السابقة واجبنا الوطني لكي نساعد على إنقاذ البلد لكي نستطيع بعد ذلك أن نصلحه ونغيره حينما تتاح الفرصة لكي يكون ناميا متطورا وشامخا، أما نحن كحركة سياسية فلم نجن منه إلا المتاعب، وهو ليس قدرا محتوما، فأيّ مَنِّ هذا الذي تمن به علينا. نحن أولى أن نمن عليك لو لم يكن المن معرة لا يليق أن نتورط فيه، نحن بوجودنا في التحالف وفرنا لك الفرصة لتستفيد من استقرار مؤسسات الدولة لمصلحتك ومصلحة حزبك ولو لا شعورك بهذه المصلحة لعملت منذ زمن طويل على إبعادنا.
-
6 ـ إن فرصة الإصلاح والتغيير قد آن أوانها السيد أحمد أويحيى ولا يمكن لأحد أن يقف في وجهها مهما كانت الأشكال والأنماط التي تأتي بها، فمن يعتقد بأن الجزائريين سيصبرون مدى الدهر وهم يرون الانتخابات في دول شقيقة يصبح لها معنى، ومكافحة الفساد تصبح حقيقة، وحرية التعبير والتنظيم ينعم بها الجميع خاطئ، سيعصف به التغيير ذاته.