-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لولا الصهاينة ما تذكرنا الأقصى

الشروق أونلاين
  • 2362
  • 0
لولا الصهاينة ما تذكرنا الأقصى

نكاد ننسى أن لنا أقصى أسرى إليه خاتم الأنبياء من المسجد الحرام سجينا بين أيدي الصهاينة، لولا اقتحامه بين الفينة والأخرى وتدنيسه بأقدام الإسرائيليين، تماما كما نكاد ننسى أن لنا عراق يدخل عامه السابع في قبضة الاحتلال الأمريكي لولا هذه التفجيرات الدامية التي تذكرنا لهنيهة أن بلد الرافدين كان لنا وصار لغيرنا.

  • قد تكون إسرائيل وهي لا تدري الوحيدة التي تقدم للأقصى بعض نفحات الحب بتذكير أهله الذين ما عادت تنفعهم الذكرى، فهي الوحيدة التي تضرب في غزة فتذكرنا بأراضينا المحتلة، ولولا همجيتها وتعنترها ما ذكرنا فلسطين نهائيا، ولولاها ما عادت إيران وتركيا إلى صنع المقاومة الغير عربية لهذا الغول الذي يضربنا كيفما شاء وحيثما شاء.. وهي بالتأكيد الوحيدة التي تجعلنا نذرف الدموع حبا لمسجد أقصى كان أولى القبلتين وصار آخرها بالنسبة لأمة لا تتذكر أشياءها ومقدساتها الضائعة بين أيدي العدو، إلا عندما يتلذذ هذا العدو في ممارسة ساديته التي لا يبدو لها نهاية، ونتلذذ نحن بمازوشيتنا التي لا يبدو لها أيضا نهاية.. والغريب أنه في كل مناسبة إجرامية تتكرر ذات الأسطوانات المملة، من حديث إعلامي وسياسي وشعبوي عن ضرورة نهضة العرب وتحركهم واتحاد المسلمين لاسترجاع هيبتهم، والأغرب أن الكل يأمر ويطالب وكأنه غير معني بما يحدث في الأقصى وفي فلسطين عموما، ويتهم غيره بالتواطؤ والانبطاح ويعلق الهزائم المتكررة والصمت الرهيب على مشجب الحكام رغم أن التاريخ يشهد أن النصرلا يتحقق إلا بالشعوب، لأنهم العدد والعدة في كل الأحداث المصيرية.. ولسنا ندري لماذا القوى الدينية والسياسية الفلسطينية تطالب العرب بتحمل مسؤولياتها ولماذا العرب يطلبون من المقدسيين الصبر والدفاع عن المسجد ولماذا يتكرر الخطاب في كل مرة بذات الترانيم رغم أن إسرائيل أكدت دائما أنها لا تقول في المناسبات الحاسمة وإنما تفعل فقط.
  • الاقتحام النجس للأقصى الشريف ليس الأول ولن يكون الأخير والصمت العربي الإسلامي أيضا ليس الأول وليس الأخير فقد تعرض الأقصى للهدم والحرق والتدنيس على مدار الستين عاما من الاحتلال ولم يجد من ينجده سوى الكلام »العنتري« الذي يلقيه الساسة والأئمة والمحللون وحتى عامة الشعب في قضية أبانت أن الفعل وحده من يحقق النصر فيها كما حدث في غزة وخاصة في جنوب لبنان.
  • صراحة لولا الصهاينة ما تذكرنا أن لنا أقصى ولنا غزة ولنا فلسطين.. فهي التي تحاصر وتقتل أبناء جنين فنتعلم من خلالها أن لنا بلدة محتلة تدعى جنين، وهي التي تذبح في دير ياسين وصبرا وشاتيلا فتعلمنا أسماء هاته المخيمات، وهي التي تدوس الأقصى فنتذكر أن لنا مسرى الأنبياء، حتى الأئمة الغارقون في فتاوي الرضاعة وتحريم بوكيمون وتوم وجيري لا يذكرون الأقصى المسجون، إلا عندما تذكّرهم إسرائيل وحتى قادة العرب لا يجتمعون ولا ينددون إلا عندما تحاول إسرائيل إبادة الإنسان الفلسطيني نهائيا..
  • منذ أشهر ذكّرتنا إسرائيل بأن لنا غزة وفلسطين فكانت الصحافة تكتب والتلفزيونات تصوّر الأبرياء وهم في النعوش والجماهير تتظاهر.. ولأن إسرائيل قررت أن تدخل في استراحة محارب نسينا غزة وفلسطين رغم أن الوضع هو نفسه.  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!