-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكدت أن الفرنسيين لم يتخلصوا من عقد الماضي

“لوموند”: تصريحات ماكرون خطيرة.. وخيبة أمل كبيرة

محمد مسلم
  • 6914
  • 0
“لوموند”: تصريحات ماكرون خطيرة.. وخيبة أمل كبيرة
أرشيف

عادت الصحافة الفرنسية ومنها يومية “لوموند” إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، واصفة إياها بـ”القاسية وغير المعتادة”، فضلا عن كونها مدروسة بعناية من أجل تحقيق أغراض معينة، فيما بدا إشارة إلى الحملة الانتخابية المحمومة التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمواجهة منافسيه في السباق إلى قصر الإيليزي المنتظر على بعد نحو سبعة أشهر.

وذهبت يومية “لوموند” المعروفة بثقلها في الساحة الإعلامية الفرنسية، إلى توصيف ما صدر عن ماكرون بخصوص الجزائر، بـ”القضية الخطيرة”، التي ستلقي من دون شك، بظلالها على مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية المتأزمة أصلا.

وكان الرئيس الفرنسي قد وظف خطابا معاديا ضد الجزائر في لقائه مع مجموعة من الشبان من أصول جزائرية ومزدوجي الجنسية في قصر الإيليزي الخميس المنصرم، عندما شكك في وجود أمة جزائرية، وهو الخطاب الذي لم يصدر حتى عن أعتى الرؤساء الفرنسيين، على غرار الرئيس الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، الذي وصف الجزائر بـ”الدولة الفتية”، وفرنسا بـ”الدولة التاريخية”، خلال زيارته للجزائر في سبعينيات القرن الماضي.

وقدّرت “لوموند” بأن اختيار مثل هذه الكلمات والعبارات، يمثل بالفعل نقطة تحول رئيسية في خطاب الرئيس الفرنسي، على اعتبار أن إيمانويل ماكرون راهن حتى الآن بلا هوادة، تضيف الصحيفة، على تميز علاقته الشخصية مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، لإحراز تقدم بخصوص موضوع “المصالحة بين ذاكرتي” الجزائر وفرنسا.

وتعتقد الصحيفة ذاتها أن ما صدر عن نزيل قصر الإيليزي، يعبر عن خيبة أمله، بعد أن عمل منذ توليه السلطة قبل أزيد من أربع سنوات، من أجل “مصالحة الذاكرة” مع الجزائر، غير أن خطوته تلك، لم تلق الترحيب المتوقع من الجانب الجزائري، وهو الأمر الذي يعتبر فشلا ديبلوماسيا لرئيس ينوي خوض سباق الرئاسيات الفرنسية المقبلة.

وقالت “لوموند” إن المجتمع الفرنسي لا يزال لم يتخلص بعد جيلين من نهاية “حرب الجزائر” في الأدبيات الفرنسية، والثورة التحريرية في الأدبيات التاريخية للجزائر، من عُقد الماضي، وكتبت في افتتاحيتها: “مع اقتراب الذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية، حان الوقت، لقول الحقيقة لبعضنا البعض، كل الحقيقة، حتى تلك التي يصعب التعبير عنها أو سماعها. وينطبق هذا المطلب على المجتمع الفرنسي الذي لا يزال يعاني بعد جيلين من الكلمات غير المعلنة والصمت وسوء الفهم”.

وترى الصحيفة الفرنسية أن فشل المصالحة بين الذاكرتين الجزائرية والفرنسية، في إشارة إلى مشروع المؤرخ بنجامان ستورا المكلف من ماكرون، أدى إلى استمرار “الجراح والمعاناة التي سببتها الحرب الجزائرية في التفاقم”.

ولفتت الجريدة إلى أن وضع الفرنسيين من أصل شمال إفريقي يبقى عن قصد أو بغير قصد، يتسم بتمثيلات ورثت عن سنوات 1954-1962 التي تم خلالها إرسال ما لا يقل عن 1.5 مليون جندي فرنسي للحفاظ على النظام الاستعماري في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!