-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليتهم جميعا عنتر!

قادة بن عمار
  • 5043
  • 5
ليتهم جميعا عنتر!

البعض يلوم عنتر يحيى لأنه قرر اعتزال اللعب دوليا مع الفريق الوطني مفسحا المجال للشباب، رغم أن الخطوة ايجابية جدا، وقد كان لزاما أن تحرّك شيئا ما في نفوس وضمائر بقية الديناصورات، ليس في الكرة وحسب، وإنما في جميع المجالات الأخرى من أجل التفكير بحزم الأمتعة والمغادرة، بعدما ملّ الشعب من تكرار الوجوه ذاتها، وسئم من نفس الخطابات وإعادتها… وبات الشجر والحجر والبشر يرددون بصوت واحد في البلاد: ملّينا.. أخطونا؟!

بعض القيادات السياسية في البلاد، أقل شجاعة من عنتر يحيى، بدليل أنها تمارس السلطة منذ سنوات طويلة ولم تعتزل، فشلت بدلا من المرة، عشرات المرات، لكنها لم تعتزل، سرّحت العمال وأغلقت الشركات وجوّعت الشعب، وأحبطت الشباب ولم تعتزل.. بل يكاد بعضها أن يحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال، ولم يعتزل، عاش مع أجدادنا حقبة الاستعمار وولايته، ثم الحزب الواحد وإخفاقاته، وبعدها التعددية ومساوئها، وسكن في قلب الأحداث منذ زمن الثورة الزراعية وحتى عهد الفايسبوك والعولمة، بل وساهم في كل تلك الإخفاقات والعثرات، لكنه لم يفكر أبدا في التغيير .

أصلا كلمة “تغيير” لا وجود لها في قاموس هؤلاء، بل إنهم يلوكونها بشكل كاريكاتوري على التلفزيون وأمام الصحافة والرأي العام، من أجل القول إنهم ديمقراطيون، ومدركون لأهمية التداول على السلطة، وعندما يختلون إلى شياطينهم، يكفرون بكل قيم الحرية والتغيير والديمقراطية..

أحد المسؤولين السياسيين الكبار في منظمة جماهيرية، من زمن الحزب الواحد، قال لأحد مقربيه: يا أخي والله هذا الشعب طيب جدا، وخصوصا فئة الشباب، فما زلنا نكرّر عليهم منذ سنوات، فكرة تسليم المشعل للأجيال الجديدة، وضرورة تولية الشباب زمام المسؤولية، حتى نستفيد من حماستهم مع خبرة الشيوخ، وهم يصفقون مصدقين ومهللين ومكبرين، حتى سئم المشعل من هؤلاء وانطفأ وما زالوا يصفقون؟!

أحد الشباب الذي ضحك على مناضلي الأفلان منذ سنوات، قائلا إنه يمثلهم، تحوّل منذ فترة قصيرة، وبترخيص من الداخلية، إلى ديناصور، وأقام لنفسه حزبا، وظهر على شاشة إحدى القنوات الخاصة، ليحاكم تاريخ “سيّده في النضال الحقيقي” عبد الحميد مهري، حين قال بأن ما وقع لهذا الأخير لم يكن انقلابا علميا ولا مؤامرة بل مجرد ممارسة للديمقراطية وزيادة الحريات الحزبية؟!

على من يضحك هؤلاء؟ حتى طليقة القرضاوي خرجت علينا بتصريح غريب وعجيب، لتقول إنها لا تحترم الشكل التقليدي للنضال الحزبي والمتمثل في بطاقات ومؤتمرات واجتماعات… وهو شيء طبيعي، طالما أنها تحب نضال الصالونات والسقوط بالباراشوت السياسي على البرلمانات، دون أدنى احترام للشباب الباحثين عن التغيير الحقيقي وليس تغيير الواجهة الذي تورطت فيه أسماء بن قادة لتنقذ رأس بلخادم؟!

ربما يجب على كل فتاة جزائرية طموحة لأن تساهم في تسيير شؤون البلاد أن تبحث لها عن شيخ خليجي هرم للزواج به، ثم تطلّقه وتنتفع بعلاقاته، ليقذف بها نحو القمة بشرط أن يكون الشيخ مشهورا ويحبه الإعلام وتلوك أخباره الصحف والفضائيات.. أو على طريقة الشاب الديناصور الذي يتحدث عن المستقبل، وهو يطعن في ماضيه الحزبي، متحرشا بمناضلين كبار على غرار مهري، لكن لا غرابة، طالما أنه طوى صفحة النضال الحقيقي وفضل ترشيح لخضر بلومي؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • بدون اسم

    جميل

  • جزائري صلريح

    ونبقى نتعلم من عنتر..........
    تعلموا يا وزرائنا ليس عيب يا بن بوزيد ان تعترف انك لم تقدر ان تصلح التعليم بل كل ما فعلته انك ذهبت به من السيء الى الاسوء

  • h

    والله مقال رائع ليت مسؤولينا الراسخون في الحكم يفعلون ما فعل عنتر

  • jamel

    J'aime

  • hocine tornado

    فعلا صدقت كلشس كدب في كدب لا مشعل يمدوهنا لا هم يحزنونا فقط قبور بيضاء تتحرك.......لا تتعجب في الثلوج دوما في قمم الجبال الفاهم يفهم