الرأي

ليفي‮.. ‬الزائر المزعج

رشيد ولد بوسيافة
  • 2240
  • 5

الزيارة الغريبة التي‮ ‬قام بها اليهودي‮ ‬برنار هنري‮ ‬ليفي‮ ‬إلى تونس وما تردد عن اجتماعه بعدد من الناشطين الجزائريين‮ ‬يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول هذا الزائر المزعج الذي‮ ‬لم تطأ قدمه بلدا إلا اشتعل فتنا وحروبا وانقسامات‮.. ‬كيف لا وهو الذي‮ ‬مر على العراق وأسس جماعة التوحيد والجهاد المتطرفة التي‮ ‬أشعلت الحرب الطائفية بين السنة والشيعة؟

كما مر ليفي‮ ‬على ليبيا،‮ ‬وكان المنظر الأول للثورة على الاستبداد،‮ ‬فحول هذا البلد الذي‮ ‬يزخر بالخيرات إلى بؤرة للنزاعات والحروب بين الجماعات المسلحة‮. ‬كما ظهر هذا الزائر المزعج كذلك في‮ ‬أوكرانيا،‮ ‬البلد الأوروبي‮ ‬الهادئ،‮ ‬وأشعل فيه ثورة ضد الرئيس فيكتور‮ ‬يانوكوفيتش وأسقطه،‮ ‬ثم خطب في‮ ‬ساحة الميدان أمام الجماهير متحدثا عن مجد أوروبا الذي‮ ‬يُبنى على خراب أوكرانيا‮.‬

برنار ليفي‮ ‬مرّ‮ ‬على سوريا وظل‮ ‬يدعو إلى التدخل الأجنبي‮ ‬بالقوة في‮ ‬هذا البلد،‮ ‬ولا تكاد تخلو ثورة في‮ ‬بلد ما أو فتنة بين طائفتين من طيفه،‮ ‬بل إنه في‮ ‬كثير من المرات هو المحرك الرئيسي‮ ‬عبر تحركاته الميدانية ولقاءاته مع الناشطين والفاعلين،‮ ‬وهو ما جاء للقيام به في‮ ‬تونس حيث التقى ناشطين محسوبين على أقليات لتحريكها مستقبلا‮.‬

فقد حاول إشعال ثورة في‮ ‬إيران احتجاجا على انتخابات جوان‮ ‬2009،‮ ‬كما دعا مرارا إلى التدخل الدولي‮ ‬في‮ ‬دارفور ضد نظام البشير‮. ‬وقد عرف عن هذا الفيلسوف العنيف مقولة‮ “‬لا تغيير من دون استخدام قوة السلاح‮”. ‬وهو تماما ما تم تطبيقه ميدانيا في‮ ‬ليبيا،‮ ‬سواعده في‮ ‬ذلك علاقاته الوثيقة جدا مع عدد من الشخصيات الليبية‮.‬

برنار ليفي‮ ‬الذي‮ ‬لا تتشرف الجزائر بأنه ولد فيها،‮ ‬يقف دائما في‮ ‬الجهة المعادية لقضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية،‮ ‬فقد وقع على عريضة رفقة‮ ‬11‮ ‬مثقفا بينهم الإيراني‮ ‬الملحد سلمان رشدي‮ ‬ضد الاحتجاجات الشعبية في‮ ‬العالم الإسلامي‮ ‬على إثر نشر الصحف الدانمركية للرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم ووصف الاحتجاجات بالشمولية الجديدة‮. ‬كما‮ ‬يقول ليفي‮ ‬عن الحجاب إنه دعوة من المرأة إلى الرجل لاغتصابها‮.‬

والعيب ليس في‮ ‬هذا اليهودي‮ ‬المتعصب بل في‮ ‬بعض العرب والمسلمين الذين لا‮ ‬يجدون حرجا في‮ ‬الاجتماع به،‮ ‬وهو الذي‮ ‬لا‮ ‬يخفي‮ ‬حبه لإسرائيل وكرهه للعرب،‮ ‬حيث‮ ‬يقول بالحرف عن الجيش الإسرائيلي‮ ‬الذي‮ ‬يرتكب المجازر تلو الأخرى في‮ ‬حق أطفال‮ ‬غزة وشيوخها‮: “‬لم أر في‮ ‬حياتي‮ ‬جيشاً‮ ‬ديموقراطياً‮ ‬كالجيش الإسرائيلي‮ ‬الذي‮ ‬يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية‮”!! ‬

مقالات ذات صلة