-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حالة "السوسبانس" في انتظار النتائج النهائية للانتخابات المحلية

ليلة ترقب بيضاء لنتائج الفرز.. ومرشحون يستبقون الاحتفال بالفوز

وهيبة سليماني
  • 553
  • 0
ليلة ترقب بيضاء لنتائج الفرز.. ومرشحون يستبقون الاحتفال بالفوز
أرشيف

قضى الكثير من المترشحين للانتخابات المحلية ومعهم بعض الجزائريين المهتمين بالانتخابات المحلية ليلة بيضاء على الأعصاب وهم يتابعون تطوّرات ومستجدات عملية الفرز عبر المراكز، فيما خاض آخرون حربا فيسبوكية على الخط، متفاخرين فيها بحصد اكبر عدد من الأصوات، ولإثارة الشكوك وإحداث نوع من “السوسبانس” لدى بعض الأحزاب…

التيجاني: تغير طبيعة المجتمع والعلاقات تجعل المرشح لا يتقبل الخسارة

ورغم موجة البرد التي عرفتها الجزائر، ليلة أول أمس، وتساقط الثلوج في بعض الولايات، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المترشحين ومناصريهم من الاحتفال إلى غاية الفجر والخروج في مواكب احتفالية، عقب النتائج الأولية التي رجحت الكفة لصالحهم في انتظار النتائج الرسمية النهائية.

ليلة أشبه باحتفالات رأس السنة!
وتابع جزائريون عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أخبار عمليات الفرز، بينما كان المرشحون في القوائم البلدية والولائية يتابعونها عن قرب ويستقصون النتائج الأولية للفرز.
وخرج الكثير من ممثلي الأحزاب وبعض المترشحين عبر بلديات وولايات الوطن في احتفالات مسبقة، متحدين حالة البرد، للتعبير عن فرحتهم، خاصة هؤلاء الذين حصدوا أعلى أصوات وكانت الزغاريد، والألعاب النارية، والمفرقعات، حتى منبهات السيارات، تعمّ شوارع بعض المدن.
ففي العاصمة، دامت الاحتفالات الصاخبة في بعض البلديات، إلى ساعات متأخرة من الليل، واحتفل المترشحون الأحرار في بعض المدن الجزائرية بتحقيق نسب مقبولة وأخرى تؤكد الفوز، حيث تمكنوا رغم عدم انتمائهم لأي حزب من كسب أصوات المنتخبين.

عبد اللوش: بعض الأحزاب عرفت كيف توظف “الفايسبوك” حتى بعد الفرز

ولم يقتصر الاحتفال بالفوز المؤقت في الانتخابات البلدية والولائية فقط على المرشحين أو المناضلين في الأحزاب السياسية التي يمثلها هؤلاء، بل امتدت إلى العائلات والجيران، الذين قضوا ليلة بيضاء يترقبون فيها منتخبهم الجديد.

.. ليلة أيضا للخيبة والحزن
وفي مقابل مظاهر الفرح والبهجة، أصيب الكثيرون بخيبة أمل، وصدمات نفسية، وحالة حزن شديد، خاصة عند بعض المترشحين الذين ربما سكنهم الغرور وكانوا متفائلين إلى حد بعيد بالفوز، لالتفاف الجمهور حولهم خلال حملاتهم الانتخابية، أو الذين تلقوا وعودا كاذبة من طرف أشخاص أوهموهم بالمساندة.
وفي بعض الولايات عبر التراب الوطني، احتج ممثلو بعض الأحزاب عن تجاوزات أكدوا أنّها تفقد العملية الانتخابية نزاهتها أو أنها سبب في تراجع عدد الأصوات التي قد تكون في صالحهم، وعبر هؤلاء عن سخطهم بإثارة البلبلة عبر مراكز الفرز.

الثقة الزائدة في الفوز تحول دون تقبل المترشحين للخسارة
وقالت في السياق، المختصة في علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، إن خيبة الأمل لبعض المرشحين جاءت بعد ثقة زائدة واهتمام بالغ بوضعهم في المحيط الاجتماعي، وإن النتائج المؤقتة تبقى دائما، محل خوف لدى البعض وأمل لدى البعض الآخر.
وقالت التيجاني إن القناعة العنيفة بالفوز، والتظاهر بالثقة خلال الحملات الانتخابية، يجعل من الخسارة أمرا مرا لا يمكن تقبله، كما النجاح حسبها.
ولأن النتائج في الانتخابات المحلية تبقى غير محسومة، فإن حالة الترقب، حسب الدكتورة التيجاني، تحرق الأعصاب، وقد تصيب البعض بحالة نفسية قلقة، ومضطربة، وتكون نتائجها أمراضا عضوية.
وأكثر المصابين بخيبة الأمل، والحزن، أيضا، هم الأشخاص الذين خسروا أموالا طائلة من اجل كسب الاصوات، وهذا ما شهدته بعض المناطق عبر القطر الجزائري، أين كان بعض المرشحين، يقومون بولائم شواء وأخرى للفقراء والمساكين لربح الأصوات.
وبعضهم في ولاية تيبازة وصل به الأمر لدفع تكاليف أطباق السمك والشواء لبعض الأشخاص الذين جندوهم لمهمة إقناع بعض المنتخبين بالتصويت لصالحهم، ودفع أموال أيضا للشباب البطال، وفي النهاية تفاجأوا بحصدهم أصوات أقل من طرف المنتخبين.

مكاتب المناوبات.. سهر إلى الصباح تحت الأعصاب
والتزم بعض المترشحين وممثلي الأحزاب مكاتب المندوبيات التابعة لبعض الأحزاب، والمتواجدة في بعض الأحياء، البقاء في هذه المندوبيات، منذ البدء بفرز الأصوات، إلى غاية الأمس صباحا، وهم في حالة ترقب و”سيسبانس” لمعرفة المزيد من الأخبار، خاصة أن نتائج الانتخابات المحلية تعتبر غير محسومة في أولها، كونها تختلف عن نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث يتم رصد بعض المفاجآت التي قد تحدث، وهذا ما جعل البعض يقضون وقتهم في هذه المكاتب، وحولوها إلى أشبه بأبراج رصد ومراقبة.

مرشحون أحسنوا استغلال منصات التواصل الاجتماعي
وتفاعلت منصّات التواصل الاجتماعي منذ بدأ فرز الأصوات عبر البلديات والولايات، وأصبح للبعض منصات التواصل ذات الطابع المحلي، أي التي تعنى بأخبار كل بلدية أو كل ولاية، عددا هائلا من المتصفحين، حيث كانت تنشر النسب ونتائج صناديق الاقتراع لكل منطقة وعرش مباشرة وخطوة بخطوة.
وساعدت هذه المنصات في الاطلاع على أخبار الفرز الخاص بالانتخابات المحلية، ومعرفة الحزب الذي حصد اكبر عدد أصوات في كل بلدية وحتى في كل منطقة تابعة للبلدية، وهذا ما زاد من حدة الترقب والحيرة وشغف معرفة المزيد من النتائج.
وظهرت حالة المشاحنة بين ممثلي الأحزاب في عديد البلديات من خلال نشر النسب والتي كانت في بعض الأحيان مجرد تضليل، أو وسيلة لزرع القلق والتشويش وخداع النفس والآخرين.
وفي السياق، قال الدكتور عثمان عبد اللوش، إن المرشحين الأحرار وبعض الأحزاب الصغيرة عرفوا كيف يوظفون منصات التواصل الاجتماعي في حملاتهم الانتخابية، واستطاعوا أن يستمروا في التأثير على رواد هذه المنصات حتى بعد عمليات الفرز.
في حين حسبه، أن أحزابا كبيرة لم تجعل من الفايسبوك سلاحا لها ولم تعرف كيف تؤثر على الشباب من خلال تطوير حملاتها الرقمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!