-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس تبون نبه للمخطط الذي يتم تنفيذه

مؤامرة على تونس والجزائر أكبر مستهدف

عبد السلام سكية
  • 11847
  • 0
مؤامرة على تونس والجزائر أكبر مستهدف
أرشيف
الرئيس التونسي قيس سعيد

“هنالك مؤامرة تحاك حاليا ضد تونس من قبل عدة أطراف، والأمور تأزمت أكثر بعد استقبالها لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إبراهيم غالي”، هذا جزء من تصريحات الرئيس عبد المجيد لتبون لقناة “الجزيرة” القطرية، عن الأزمة المتزايدة التي تعرفها الجارة الشرقية منذ أشهر، وأحدثت التصريحات “رجة” كبيرة لدى السياسيين والمحللين والمتابعين داخل تونس وخارجها، نظرا لتوقيتها والجهة التي صدرت منها.
وقدم الرئيس تبون وصفا دقيقا للوضع الذي تعيشه تونس، وقال “هنالك مؤامرة تحاك ضدها من قبل عدة أطراف”، وتحدث الرئيس عن عامل إضافي ساهم في تعقيد الوضع السياسي والذي رمى بثقله على الشأن الاقتصادي، ويتعلق الأمر بالاستقبال الذي خُص به الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي في تونس، من طرف الرئيس قيس سعيد، على هامش “قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” (تيكاد 8)، التي عُقدت في تونس الصائفة الماضية.
والمغرب الدولة الوحيدة التي عارضت حضور الرئيس غالي بتونس، بل ذهبت لحد مقاطعة القمة، وأصدرت بيانات تهجمت فيها على الموقف التونسي، تحت ذريعة “استمرار المواقف العدائية لتونس وتصرفاتها السلبية التي تضاعفت مؤخرا بشكل صارخ تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”، كما قررت المملكة استدعاء سفيرها من تونس.
هذه الأخيرة قامت بخطوة مماثلة وقامت باستدعاء سفيرها من الرباط، وردت على الاتهامات التي طالتها من المملكة وعبّرت فيها عن “استغرابها الشديد ممّا ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية ومغالطات بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا”، لتؤكد أنها “حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية التزاما بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع. كما تَلتزم تونس بقرارات الأمم المتحدة، فإنّها مُلتزمة أيضا بقرارات الاتحاد الإفريقي التي تعدّ بلادنا أحد مؤسّسيه”.
وبالعودة للموقف الذي عبّر عنه الرئيس تبون حيال ما تتعرض له تونس، إذ أكد أن “الجزائر لن تتخلى عن تونس أحب من أحب وكره من كره”.
وترجم موقف الرئيس تبون على أرض الواقع بدعم الجزائر لتونس في مفاوضاتها مع المؤسسات المالية الدولية، وقال بيان لمصالح الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، “أطلعت رئيسة الحكومة التونسية، الوزير الأول على آخر المستجدات ذات الصلة بالمفاوضات الجارية بين تونس وصندوق النقد الدولي بخصوص الاتفاق المالي في إطار آلية تسهيل الصندوق الممدد، والرامي إلى دعم السياسات الاقتصادية في تونس”.
كما أبرز البيان أنه و”انطلاقا من علاقات الأخوة والتضامن التاريخية والوطيدة التي تربط الجزائر وتونس وشعبيهما الشقيقين، وبتوجيهات سامية من رئيس الجمهورية، أعرب الوزير الأول عن تضامن الجزائر التام مع الشقيقة تونس في إطار مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي”.
وفي تعليقه على تصريحات الرئيس تبون، أكد الباحث التونسي في الشؤون الاستراتيجية، رضا بلحاج، “وجود مخطط تآمري فرنسي صهيوني، وغاية المخطط ألا تبقى الجزائر سيدة على قراراتها وثرواتها وقوتها، وإنما يتم استدرجها ومحاولة اختراقها، كما حصل مع العراق”.
ويقول بلحاج إن “المخطط الذي يهدف لإضعاف الجزائر تم الاستعانة خلاله بقوة عربية، وكان في البداية يعتمد على مخطط إرهابي أو شبه انفصال وعندما فشل المخطط الأول، والتنبه له، تم العمل على مخطط المرحلة الانتقالية عبر الطابور الخامس والاستعانة بالجمعيات الصهيونية والماسونية، إضافة إلى التوتر مع المغرب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يضع مشاريع تآمرية بعيدا عن العلاقات الدبلوماسية الاعتيادية”.
ويشير المتحدث إلى إنه بعد “الفشل في إركاع الجزائر عبر الخطط السابقة، تم الشروع في تنفيذ المخطط البديل والذي يعتمد على خلق التوترات في تونس وإيجاد بؤرة ملتهبة على الحدود الجزائرية، حيث يتم في تونس توظيف شخصيات فرانكفونية جاهزة، ومتعاونة مع جهات أجنبية ترفض السيادة الوطنية للدول”.
ويتابع بلحاج: “تونس تم اضعافها في العقد الماضي، الأمر الذي أفرز اختراقا كبيرا للسيادة الوطنية، ومكّن من انتشار القوى الاستعمارية التي وأدت النتائج التي كانت مرجوة من ثورة الشعب”.
ويعتقد الباحث التونسي أن المطلوب “من الجزائر بصحوتها السياسية التي فاجأت الجميع، أن تكون السند لتونس في هذا التوقيت الحساس، مع اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!