-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مؤشرات هزيمة صهيونية تلوح في الأفق

مؤشرات هزيمة صهيونية تلوح في الأفق

رغم الدَّمَار الشامل الذي تركته الآلة الحربية الصهيونية الجبانة على قطاع غزة المُحَاصَر، ورغم القتل الجبان والاضطهاد المستمر للعزّل الأبرياء والزج بهم في المعتقلات والسجون في الضفة الغربية وفي كل فلسطين، تؤكد كافة المؤشرات الميدانية أن الكيان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى من هزيمة لم يعرفها منذ اغتصابه لفلسطين سنة 1948…
ـ أما المؤشر الأول، فإنه بعد أكثر من 3 أشهر من العدوان واستخدامه لكافة قدراته العسكرية التدميرية، وأرقى ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية من وسائل رصد وتجسس واستعلام وقتل، لم يستطع تحقيق أيٍّ من أهدافه المُحدَّدة سلفا:
ـ لا هو حرَّر رهينة واحدة من رهائنه بقوة السلاح..
ـ ولا هو قضى على القدرات العسكرية للمقاومة..
ـ ولا هو استطاع تهجير الغزاويين إلى خارج القطاع.
كل ما تَمَكَّن من فعله هو إبادة جماعية للأبرياء العُزَّل وتَحطيم كلي لجميع مظاهر الحياة والعمران بالقطاع… وهذه لعمري أكبر هزيمة لم يكن يتوقعها الصهاينة، وباتوا اليوم يعترفون بها، ويتصارعون فيما بينهم بسببها، وتنكشف نقاط ضعفهم الداخلية من خلالها عسكريا وأمنيا وسياسيا، بل تبرز علنًا للعالم أجمع على شاشات التلفزيون في شكل شجارات واتهامات بين الوزراء وضباط الجيش وبين العسكريين أنفسهم، ومن المتوقع أن تزداد حدته إلى غاية الانفجار.
ـ أما المؤشّر الثاني، فما تعلق بحدوث عكس ما تم التخطيط له، بدل تهجير الفلسطينيين من أرضهم هَجَّر الكيانُ مُستوطِنيه من شمال فلسطين وجنوبها.. لأول مرة في تاريخ احتلالهم، يُضطَرّ الصَّهاينة إلى ترك الأرض ومغادرتها إلى حيث لا يعلمون. مَنَعَتْ عنهم معركة “طوفان الأقصى” البقاء في جنوب فلسطين ووسطها واضطرتهم إلى العودة من حيث أتوا، ومنهم من غادر إلى غير رجعة بعد أن أدرك أن لا مستقبل له في هذا الكيان الغاصب.. وفي الجهة الشمالية، فرَّ فزعا ما بين 150 ألف و200 ألف من مستوطنيهم، بسبب الضربات الدقيقة والمُحكَمَة للمقاومة في جنوب لبنان بقيادة “حزب الله”.. وهكذا لم تعد أرض “الميعاد” آمنة كما كانوا يصورونها لجلب الهجرة إليها من الخارج، وبات واضحا أنه لن يغامر أي أحد بعد اليوم للعودة إليها أو يحلم بتحقيق الحلم المفقود بها. لقد تم إنهاء كل دافع لهجرة جديدة أو استيطان جديد. إن الطوفان الذي حدث في 7 أكتوبر جنوبا، قد يتكرر في أيِّ لحظة شمالا…
أما المؤشر الثالث، فيتعلق بانكشاف النفاق الغربي في دعم الكيان بعد أن باتت الهزيمة على الأبواب، لا الأمريكان ولا الفرنسيون ولا الإنجليز أصبحوا اليوم يعتقدون بإمكانية النصر ويجهرون بالمشاركة في الحرب أمَلاً في تحقيق بعض المكاسب. لقد أدرك جميعهم أن الهزيمة تنتظر حليفهم، فبدأوا يُعيدون حساباتهم ويَسعون للحفاظ على بعض ما بَقِي من صورة إيجابية عنهم في المنطقة وفي العالم، ويكفي هذا دليلا على هزيمة الكيان. في كل حروب المنطقة السابقة، كانت تحالفات القوى الغربية ومَن والاها في المنطقة تُعلَن وتحت غطاء القيادة الأمريكية يتم تقاسم الغنائم، أما اليوم، فقد اختلف الأمر، التحالف ضد اليمنيين لم تشارك فيه أكبر دولة في المنطقة المملكة العربية السعودية، والكيان وبريطانيا والولايات المتحدة لم يستطيعوا إخفاء ما لحق بهم من خسائر نتيجة الموقف اليمني الشجاع في البحر الأحمر لنصرة غزة رغم قلة الإمكانات لدى أنصار الله…
أخيرا، يُنتظر أن تأتي ضربةٌ أخرى قاصمة للكيان من محكمة العدل الدولية بعد أيام من الآن تُدين الكيان بجريمة الإبادة الجماعية، والتَّهجير القسري وجرائم الحرب، ومن خلاله تدين حلفاءَه الذين زَيَّنوا له عدوانه في اليوم الأول، وعندها لن يبقى لنا حديثٌ سوى عن مرحلة مختلفة عن ما سبقها في المنطقة…
في هذه المرحلة، لن يبقى الكيان كما كان، ولن تبقى مشاريع التطبيع كما كانت، ولا القواعد العسكرية الأمريكية تبقى تقوم بذات الدور. إن تبُّدلًا حقيقيًّا سيحدث في المنطقة يُعيد الأمل في عودة فلسطين إلى أصحابها الشرعيين، ويضع حدا لعقود من الهزيمة ألَمَّتْ بأمتنا، ويؤكد بما لا يُبقي مجالا للشك أن معركة “طوفان الأقصى” كانت بالفعل طوفانا ومن أجل الأقصى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزاءري

    اسراءيل لم تكن يوما شيءا مهما . أهمية اسراءيل جاءت من تخاذل العرب . عندما يقرر العرب او حتى جماعة فقط منهم التحرك فإن حقيقة اسراءيل تبدو واضحة وضوح الشمس !

  • Sbaa Belkacem

    من لم يرى بعد خسارة الكيان الصهيوني لمعرفة طوفان الأقصى فإنه أعمى لا يرى الشمس من خلال الغربال على كل نبارك للمقاومة الإنتصار لهذه الجولة من الصراع مع الكيان و نأمل بالنصر النهائي عليه في أقرب وقت ممكن و لا عزاء لصهاينة من عرب وعجم