ماد إين ألجيريا !
قارئ وفيّ لـ”حق الرّد”، وهو مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، أكد في رسالة له، أنه يعرف دكاترة وباحثين وإطارات يُريدون العودة إلى الجزائر بعد ما هجروها مضطرين غير مخيّرين، إلاّ أنهم متخوّفون من الرجوع نتيجة العوائق والمشاكل التي تحرّضهم على عدم العودة، وهو حال دكاترة وباحثين ” هربوا ” إلى أمريكا وكندا وقطر والإمارات .
- هي رغبة جماعية تحاول تصحيح آثار “الهربة” أو الهجرة الجماعية التي أحدثت عدّة فراغات عادت بالمشاكل على الجزائر التي فقدت العديد من أبنائها الذين غادروها في ظروف غير عادية مكرهين، نتيجة ضربات متتالية، كان بعضها موجعا وقاصما، حرّض عشرات الكوادر والأكفاء على مغادرة هذا البلد الآمن .
- رغم نداءات رئيس الجمهورية والحكومة ومختلف الوزراء، ورغم “المآدب” التي يقيمها السفراء والقناصلة، لإقناع الهاربين بضرورة وجدوى العودة، لكن رغم تلك المحاولات، يستمرّ الفرار والإعتكاف ببلدان تضمن الإمتيازات والإغراءات، لكنها لم توفّر “ريحة البلاد”، وهو ما يدفع بعشرات الفارين إلى إخراج مكبوتاتهم، لكن بألم وإحباط !.
- نعم، المسؤولية واضحة ومحدّدة، فوضى وعشوائية وتحريض على الفرار، من خلال بيروقراطية ومنظومة أخلاقية وشبكة أجور وعلاقات مهنية، لم ترق إلى القدرة على منع كوادر الجزائر من البحث عن “لقمة العيش” بعيدا عن ترابها الذي يستحقّ التقبيل والتبجيل.
- مهما بعدت المسافات وتوفرت الإمتيازات والضروريات والكماليات، يستحيل العثور على جزائر ثانية، وصدق من قال: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة، وقومي وإن ظنّوا عليّا كرام، لكن هذا لا يُعطي الحق لأفراد وجماعات، في ممارسة “الحڤرة” والتهميش والإقصاء وعدم تقدير الكفاءات والحفاظ على ” منتوج بلادي ” !.
- لقد صنعت الجزائر إطارات وكفاءات وأصوات قوية، لن تجد لها مثيلا في مختلف بقاع العالم، وهذا هو السبب الذي يجعل أمريكا وكندا والخليج وأوروبا، يمسكون بصناعة “ماد إين ألجيريا”، إعترافا بنجاعتها وجدارتها وقدرتها على المنافسة وفق قانون العرض والطلب وفي إطار التنافس النظيف والشريف !.
- الجزائري جزائري حتى وإن طار إلى القمر والمريخ، أو رحل وارتحل وصال وجال في بقاع العالم، لكنه يبقى جزائري في تفكيره وعاداته وتقاليده وأخلاقه وتربيته و”تغنانته”، وهذا هو الجزائري، يشتري ولا يبيع، يعيش بـ “النيف والخسارة” وعندما يستدعي الأمر “يخسر ويفارق”!.
- من الضروري ردّ الإعتبار لتلك “الطيور المهاجرة” التي تطير ولا تنسى الأصل والشجرة التي حطّت فوقها ولا العشّ الذي ترعرعت فيه، وهذا هو الجزائري مثل “الطير الحرّ”، والأكيد أن شعرة معاوية مازالت مربوطة بين الجزائر وأبنائها الهاربين من “الرداءة” والباحثين عن “الكفاءة ” ، لكنهم في قرارة نفسهم يقولون : نار بلادي ولا جنة الأعادي !.
- الأكيد أن الجماعة الهاربة من الإطارات، لا ترفض الحوار و”التصالح” من أجل العودة، لكن توفير إرادة حقيقية متبادلة، بوسعها القضاء على تداعيات “الحبّ من جانب واحد”، وبقدرتها تشجيع وإقناع الهاربين بالعودة، لكن ذلك يستدعي توفير “ضمانات”، وإن كانت أحضان الأم وحنانها هو أحسن ضمانة، وهو الحنان والأمان الذي أقنع “حراڤة” بالعودة إلى بلادهم بعد ما ضاقوا ويلات الجحيم، فهل تتضافر الجهود لإجلاء أبناء الجزائر المتردّدين والراغبين في الرجوع، وصدق من قال: كلّ خنفوس عند يمّاه غزال!.