-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا لو استثمرنا فيهم عوض استغلالهم؟

حفيظ دراجي
  • 8622
  • 0
ماذا لو استثمرنا فيهم عوض استغلالهم؟

حتى ولو كانت مجرد ألعاب متوسطية وإفريقية؛ لم تعد ذات قيمة فنية ورياضية لدى كثير من البلدان التي تشارك فيها برياضيين هواة وصغار في السن، إلا أن النتائج التي حققها رياضيونا في بيسكارا، ويحققونها في الكونغو برازافيل بجيل جديد من الرياضيين، تؤكد أن الجزائر تملك طاقات شبانية كبيرة قادرة على رفع تحديات الألعاب الأولمبية ومختلف البطولات العالمية لو حظيت بالاهتمام اللازم من طرف السلطات العمومية، ولو توفرت لها المرافق والكادر الفني والإداري المتمكن، ولو رافقناها بصدق واحترافية!

تابعت في بيشكارا جيلًا صاعدًا من الرياضيين في الجمباز والسباحة والكاراتي ورفع الأثقال، تألقوا أيضًا في كونغو برازافيل، في انتظار تألق زملائهم في ألعاب القوى والجيدو والملاكمة، وتأكيدهم أن الجزائر تملك خزانًا كبيرًا من الطاقات لم نحسن الاستثمار فيها، ولا نقدر على مرافقتها لبلوغ العالمية وتحقيق بطولات وألقاب أخرى لأننا ما زلنا نعتبر كرة القدم هي كل شيء، وباقي الرياضات مجرد لهو ولعب، وما زلنا نعتمد استراتيجيات وسياسات تجاوزها الزمن.

الشبان المشاركون في دورة بيسكارا لألعاب البحر الأبيض المتوسط لم يجدوا حتى العتاد الرياضي والبدلات الرياضية الكافية قبل سفرهم لولا مساهمة اتحادية كرة القدم التي تكفلت بتوفير الملابس الرياضية للبعثة الجزائرية، كما أن تحضيرات بعض الرياضيين لم ترقَ إلى مستوى الحدثين، وكانت سببًا في إخفاق كثير من الشبان الذين لم تكفهم مهاراتهم العالية وإرادتهم الكبيرة للتويج بالميداليات، من دون أن ننسى الفضيحة التي كادت تحدث مع مصارعي منتخب الجيدو الذين رفضوا التنقل إلى الكونغو في آخر لحظة تضامنًا مع مدربهم الذي أُقيل عشية السفر في سابقة لا تحدث إلا عندنا!   

هؤلاء الشبان المتألقون رغم الصعاب لم يحظوا للأسف بتغطية إعلامية لازمة حتى من طرف وسائل الإعلام العمومية، في وقت تعددت وتنوعت القنوات التلفزيونية والصحف اليومية التي راحت كلها تخوض في خرجة منتخب كرة القدم في اللوزوتو بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، والصحيحة والكاذبة، خاصة تلك التي تحدثت عن إقالة المدرب الوطني بعد فوز المنتخب بالثلاثية!

قليلة هي وسائل الإعلام التي رافقت هؤلاء الشبان، وثمنت نتائجهم ومجهوداتهم في هذه الألعاب، وسلطت الضوء على انشغالاتهم، وشجعتهم على مزيد من التألق، وحتى التلفزيون العمومي تخلى عن مهمة الخدمة العمومية التي تفرض عليه مرافقة ممثلي الجزائر في كل المحافل!

عند انتهاء الألعاب الإفريقية وعودة هؤلاء الشبان “المتألقين” إلى أرض الوطن؛ سيتهافت الوزراء على استقبالهم والتسويق لمجهودات الدولة، ويقيم على شرفهم وزير القطاع حفلًا ليمنحهم مكافآت منصوصا عليها في القانون، ويلتقط معهم صورًا تلفزيونية وفوتوغرافية تبث على شاشات التلفزيون، وتنشر على مختلف الصحف، وبعد ذلك نتخلى عنهم ونتركهم عرضة لمتاعب ومشاكل فنية وإدارية ولوجيستية، وتتجسد كل معاني الاستغلال لجهود الشبان عوض الاستثمار فيهم وفي نتائجهم ومرافقتهم تحضيرًا للألعاب الأولمبية الصيفية بعد أقل من سنة من الآن.

حتى تقييم المشاركة للوقوف عند السلبيات والإيجابيات لا يحدث لدى كثير من الاتحاديات التي تعاني بدورها قلة الإمكانات والموارد ونقص التأطير الفني والإداري، وتتخبط في مشاكل لا تعد ولا تحصى، ولا يهتم بها أحد ما دام منتخب كرة القدم بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة بنتائجه وأدائه وتعلق الجماهير به!  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الشيخ الفاعوص

    ما ادري ابكي و لا اضحك بارد دمك فضيع

  • عزيز

    للأسف المسؤولية في بلادنا تعطى عن طريق العلاقات مع اللأشخاص

  • جثة

    اين انتم ؟