-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خطوات استفزازية متسارعة ومريبة

ماكرون يعتذر للأقدام السوداء وهم يردون: نريد أفعالا..!

محمد مسلم
  • 2001
  • 3
ماكرون يعتذر للأقدام السوداء وهم يردون: نريد أفعالا..!

باتت خطوات الرئيس الفرنسي إيمانويل المتسارعة بشأن الماضي الاستعماري لبلاده في الجزائر، محل شبهات بأنها تستهدف استفزاز الطرف الجزائري، ليس لكونها تعالج مسائل فرنسية داخلية بحتة، من قبيل الاعتذار لـ”الحركى” والأقدام السوداء، وإنما بسبب تجاهل مطالب الجزائر بالاعتذار في الوقت ذاته.

ففي يومين متتاليين، تبنى مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع قانون اعتذرت من خلاله “الجمهورية الفرنسية” لـ”الحركى” وأقرت لهم تعويضات جراء الإهمال الذي عانوا منه عقب استقلال الجزائر وهو القانون الذي جاء ترجمة تشريعية لخطاب ألقاه الرئيس الفرنسي في سبتمبر المنصرم.

القضية الثانية والتي تعتبر الأولى من نوعها على صعيد علاقة الدولة الفرنسية بـ”الأقدام السوداء” أو من يسمون في المدونة الجزائرية بـ”الكولون”، فقد اعترف ماكرون بما أسماه “المأساة” التي تعرض لها متظاهرون من الأقدام السوداء في كل من شارع العربي بن مهيدي (إيسلي سابقا) بعد أسبوع من توقيع اتفاقيات إيفيان (26 مارس 1962)، ووهران في 5 جويلية 1962، وهما الحادثتان اللتان وصفهما ماكرون بـ”المجزرة”.

متطرفون طالبوا إيمانويل بسحب إدانته لجريمة الاستعمار في 2017

والأقدام السوداء أو “الكولون” أو “المعمرون”، هم الفرنسيون والأوروبيون (إسبان إيطاليين ألمان سويسريين مالطيين…)، الذين جلبهم جيش الاحتلال الفرنسي في السنوات الأولى للاستعمار، من أجل تغيير نمط التركيبة السكانية للجزائر فيما عرف بـ”الإحلال”، وقد مكنهم الجيش الفرنسي من الأراضي الخصبة بعد ما طرد أصحابها الأصليين (الجزائريين) منها بغير وجه حق.

وأمام حشد من “الكولون” وذويهم وممثلي جمعياتهم، قال ماكرون في خطاب في قصر الإليزيه إن “مجزرة جويلية 1962” في وهران بالجزائر التي ارتكبت قبيل ساعات من إعلان استقلال الجزائر رسمياً والتي راح ضحيتها مئات الأوروبيين، وبالدرجة الأولى فرنسيين، يجب أن “يتم الاعتراف بهذه المأساة”.

ومعلوم أن “الأقدام السوداء” هي أشد فئة من الفرنسيين تعصبا للحلم الضائع، “الجزائر فرنسية”، ودفعها هذا التعصب الأعمى إلى معارضة استقلال الجزائر بالسلاح من خلال إقدام بعض رموزها على إنشاء منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS)، التي قتلت الآلاف من الجزائريين والفرنسيين بتفجيراتها الدموية، وقد هرب أفرادها من الجزائر مباشرة بعد الاستقلال خوفا على حياتهم بسبب جرائمهم بحق الشعب الجزائري.

وأضاف ماكرون: “أقول بكل وضوح إن مجزرة 26 مارس 1962 لا تُغتفر بالنسبة للجمهورية.. كل وثائق الأرشيف الفرنسي حول هذه المأساة يمكن الاطلاع عليها ودراستها بكل حرية”. وشدد على ضرورة “الاعتراف بهذه المجزرة وكشف الحقيقة وسرد روايتها”.

اعتذار ماكرون من “الأقدام السوداء” لا يعني أنه لقي تجاوبا من بعض أفراد هذه الفئة، فمباشرة بعد الخطاب خرج ناشطون ومسؤولو جمعيات تمثل “الكولون” بتصريحات نارية، مقللة من وهج هذا الاعتذار، وخاطبوا ماكرون: “نريد أفعالا لا أقوالا”، فيما رحب آخرون بما جاء في الخطاب.

ومن بين المرحبين، يوجد إيف سينسو، رئيس الجمعية الوطنية لفرنسيي شمال إفريقيا وما وراء البحار وأصدقائهم، وهي أقدم جمعية تعود إلى عام 1956 وقد عبر عن “تأثره” باعتذار ماكرون. فيما نقلت صحيفة “لوفيغارو” عن نيكول فراندي رئيسة جمعية ضحايا 26 مارس 1962 قولها: “كان هناك خطاب قوي، كنا ننتظره لفترة طويلة، وقد قيلت الأشياء”.

أما برنار كول، رئيس جمعية شباب الأقدام السوداء فقد أسف لما جاء في خطاب ماكرون، لكون هذا الأخير لم يتخذ موقفًا أكثر تطرفًا: “الرئيس نطق بكلمات واعتراف بحقائق مثبتة: إنها تفاهة تاريخية”. وسبب هذا الهجوم على ماكرون راجع لتصريحات سابقة للرئيس الفرنسي: “هذا الخطاب بالنسبة للكثيرين لا يمحو عبارات الاعتذار التي أدلى بها رئيس الدولة خلال رحلته إلى الجزائر العاصمة في فبراير 2017″، وفق نيكول فيراندي: “لقد ذهب إيمانويل ماكرون بعيدًا في هذه الإيماءات وكلماته”.

الدوائر الأكثر تطرفا من الأقدام السوداء (Le Cercle Algérianiste) وصل بها الأمر حد رفض الاستجابة لدعوة ماكرون إلى قصر الإليزيه، إلا في حالة واحدة، وهي سحبه وصف الاستعمار بـ”جريمة ضد الإنسانية”، وقالت سوزي سيمون نيكيز: “لقد أرسلنا له خطابًا مفتوحًا نطلب فيه كشرط مسبق لمشاركتنا سحب هذه الملاحظات”.

وأضافت: “نحن نعتبر أنه إذا كانت هناك جريمة ضد الإنسانية، فإن أجدادنا وأنفسنا يعتبرون عملاء للجريمة”، وكشفت أنه تم رفع شكوى ضد إيمانويل ماكرون، غير أنه تم إيقاف هذه الدعوى بعد ما أصبح رئيسا لفرنسا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • مواطن

    ولماذا لا يقولون الحقيقة و يتركون الكذب . ان الحرب في الجزاءر كانت فرنسية فرنسية..يعني لما سقكت باريز امام النازية الفرنسيين في الجزاءر بدؤوا بالخروج عن طاعة باريز..بعد انهزام الالمان كل المستعمرات اصبحت تغلي..مشكلتنا ان الجزاءر دخلت الحرب العالمية الثانية دون ارادتها. يعني حروب بين الاوبيين صدروها على ارض الجزاءر..اكل بعضهم البعض هو السبب في المأسات..لاكن بعض الدواءر تستغل الكذب من اجل ضرب الجزاءريين بالفرنسيين و المغاربة و بالفرنسيين بالفرنسيين..اخرجوا الحقاءق الدواءر سوف تنطفأ..

  • جزائري ق21

    ليس ماكرون وحده من رفض الاعتذار للجزائريين بل رؤساء فرنسا من ديقول الى ماكرون مرورا بجيسكار وشيراك وميترون وساركوزي وهولند ...... الخ وعلى العكس من ذلك يعتبر ماكرون الرئيس الوحيد الذي اعترف بجرائم فرنسا في الجزائر وهو الوحيد أيضا الذي امر بفتح أرشيف الفترة الاستعمارية قبل 15 سنة من الموعد المقرر لذلك ... الخ

  • احمد

    وفي الجزائر برلمان الحفافات عاجز عن تمرير قانون تجريم الاستعمار و مطالبة فرنسا الرسمية بالاعتذار والتعويض