-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مالي صفيح ساخن بنار الانقلابات

مالي صفيح ساخن بنار الانقلابات

جمهورية مالي أزمة اشتعل فتيلها عقب انهيار النظام الليبي، حيث تندرت القوى المتطرفة لاستغلال حدث لم يكن متوقعا على حين غفلة من الزمن، فاتجهت جنوبا محملة بأخطر أنواع الأسلحة وحقائب المال المنهوب، تغذي صراعها مطالبة باستقلال أو حكم ذاتي، وتحالفات مع قوى الإرهاب المتطرف.

صراع بين الشمال والجنوب في مالي لم يكن حديث العهد، ما كان ليشتعل بهذه الذروة، لولا امتداد الأحداث الناجمة عن سقوط نظام العقيد معمر القذافي، وفتح أبواب الساحل الإفريقي لظهور الميليشيات المسلحة.

انقلاب شهدته مالي في 2012، كان النتيجة الطبيعية لما شهده الشمال من أحداث تمرد، انقلاب شنه جنود متمردون بدورهم أطلقوا على أنفسهم ” اللجنة الوطنية لاستعادة الديمقراطية والدولة”، عطلوا الدستور وألغوا كل القوانين المدنية المعمول بها.

التنظيمات الإرهابية، كانت في قلب الحدث وفرضت حضورها عبر تحالفات، مع بعض الانفصاليين، لكن دون القبول بفرض تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى صراع مسلح بين الطرفين، انتهى بسيطرة تنظيمات إرهابية على المنطقة، قبل طردهم.

مظاهر الحرب الأهلية ظلت قائمة في البلاد، والهجمات الإرهابية التي يشنها المتمردون لم تتوقف، وتوالى فشل حكومة مالي في تثبيت اتفاقيات سلام مع هؤلاء المتمردين.

جمهورية مالي لن تعرف الاستقرار، وانقلاب يعلن ضد انقلاب، وجماعات المتمردين والتطرف الأصولي طليقة في الشمال أو الجنوب، والجيش لم ير مثالا حاكما يضمن هيمنته المطلقة على المؤسسات التشريعية والدستورية، فيرى الانقلاب خياره المناسب لفرض إرادته رغم الرفض الدولي الأوروبي لنظام عسكري يعطل العمل بالدستور.

أوضاع تزداد تعقيدا، والأمر يكاد يخرج عن سيطرة فرنسا، في ظل ظهور قوى دولية أكدت حضورها في قلب الحدث، وتسعى لتعزيز حضورها في مالي، وفئات شعبية تتحرك على مستوى الشارع تدعو لاستبدال الجيش الفرنسي بالجيش الروسي في حفظ أمن جمهورية مالي من زحف التنظيمات الإرهابية.

تهديد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، بسحب قواته العسكرية من مالي، هو تهديد موجه للجيش الانقلابي غير القادر على ضبط الأوضاع الأمنية والسياسية، ونوع من الضغط لضبط برنامج زمني لعودة النظام الدستوري على قاعدة ديمقراطية.

فرنسا لن تتخلى عن مالي المفتقرة لمستلزمات اقتصاد وطني، هو الأساس في ضمان أمن وطني، فهي المدركة إن انسحابها يعني فتح الباب لقوى دولية أخرى يمكنها فرض الانفراد بوجودها، سواء روسيا المالكة لفئات شعبية تنادي بحضورها، أو الولايات المتحدة الأمريكية المتأهبة لقيادة تحالف دولي ينهي الوجود التقليدي الفرنسي في إفريقيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عمار بن زكرياء

    ان فرنسا الاستظمارية الارهابية النازية الماكرة الخبيثة هي من يحرك الفتن والحروب الاهلية والاغتيالات والانقلابات بافريقيا خدمة لمصالحها العليا والاستراتيجية بواسطة عملائها هناك وخدامها وجواسيسها واستخبارتها DGSE. بدون افريقيا وخيرات افرييقيا وثروات افريقيا وشعوب افريقيا المستعبدة فرنسا تنتهي الي الصفر