-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما فائدة الاختبارات الاستدراكية؟!

أوحيدة علي
  • 1309
  • 0
ما فائدة الاختبارات الاستدراكية؟!

إن الهدف من الاختبارات الاستدراكية التي انطلقت في الطورين الابتدائي والثانوي، وتكلمت عنها جريدة الشروق يوم 20 جوان 2022 يرمي إلى انتقال التلاميذ والطلبة من مستوى إلى آخر رغم ضعف مستوياتهم، وهذا القرار سوف يتسبب في تدني مستوياتهم أكثر فأكثر ولا يستطيعون فهم واستيعاب ما هو مقرر للمستويات التي انتقلوا إليها، ثم يخرجون إلى الشارع بعد أن يبلغوا 16 سنة أو تكون معدلاتهم دون المتوسط، معدلات أردناها لهم لنقلص عدد الناجحين إلى الثانوي، ونخفف العبء عن الدولة، في استثمار في التربية على حساب الجيل الصاعد! يا له من استثمار!

كان من الأنسب أن تسمح لهم بالإعادة مهما كانت المبررات أو القرارات الارتجالية، ثم تبحث عن طريقة لرفع مستوياتهم إلى الأحسن والأفضل، طريقة تنقذهم من براثن الجهل، وظلام الأمية، إلى نور العلم والمعرفة ليستفيدوا ويفيدوا مجتمعهم، ولكن الوزارة لم تفعل هذا في الماضي، ولن تفعله الآن في الحاضر، ولن تفكر فيه أبدا، ما دام هدفها ينحصر في تسيير المنظومة التربوية وفق آراء ونظريات الإيديولوجيين السابقين الذين عملوا ويعملون على نشر ثقافتهم ولغتهم ليتمكنوا من السيطرة على البلد الذين احتلوه بأبنائه بعد إعدادهم وتكوينهم لهذا الغرض في المستقبل القريب والبعيد.

إنه أسلوب من أساليب التدجين والتبعية الثقافية واللغوية والفكرية، وإذا لم يكن الأمر هذا، لماذا تلجأ الوزارة إلى اختبارات جُرِّبت في الماضي وأظهرت سلبيات بعيدة عن المنطق، بعيدة عن العلم، بعيدة عن الحقيقة، بل أظهرت غشا وانحرافا يراه الأعمى، ورغم ذلك لم يُسأل أصحاب الميدان، ولم تسأل الوزارة، ولم ينقذه أحد من لهم صلة بمجال التربية والتعليم؟.

إنها فضائح شارك فيها الكل، وتتمثل في أن التلاميذ الذين لم ينجحوا وكانت معدلاتهم 2، 3، 4، من عشرة تحصلوا بعد المشاركة في الاختبارات الاستدراكية التي كانت أصعب من الاختبارات  الأولى على 6، 7، 8، 9 من عشرة! وكأن الوحي نزل على هؤلاء الذين أخفقوا في الاختبارات الأولى مع زملائهم. والسؤال: ما هي الطريقة التربوية العلمية التي اتبعها الأساتذة مع هؤلاء التلاميذ الفاشلين حتى أصبحوا بعد أسبوعين من الممتازين؟!

إنه استهتارٌ وغش من الكل، من الأساتذة، ومن المفتشين، ومن مديريات التربية، ومن الوزارة نفسها، لأنها هي التي أقرت هذا الاختبار وهي تدري أنه آفة من الآفات التي تصيب ميدان التربية والتعليم في الصميم، ولذلك رجعت إليه ما دام الكل يؤيد ويساند، وهي لا تُسأل، ولا تُحاسَب على ما فعلت أو اقترفت في حق الأجيال والمجتمع.

إن الكائنات الصامتة التي ترى وتسمع لكنها لا تنطق، كائنات عبثت بأبنائنا، وخانت الأمانة، والسؤال: هل ننتظر من هؤلاء خيرا؟ هل يتحسن التعليم بأيدي هؤلاء؟ لا أدري، ولا أدري لماذا سكت خبراء التربية والعلماء والمختصون في هذا المجال، أم أن هذا الأمر لا يعنيهم، ولا يهمهم من قريب ولا من بعيد؟ عجبا لهؤلاء!…

إنها مأساة ما بعدها مأساة من أناس ينتسبون إلى بلد المليون ونصف المليون شهيد، ولا نجد من يحاسبهم أو يتابعهم أو يزيحهم ليكونوا عبرة لغيرهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!