ما هي المحكمة الجنائية الدولية وما هو اختصاصها ؟

يوجد عدد من المحاكم والهيآت القضائية الدولية. فتوجد محكمة العدل الدولية، وهي الهيأة الرئيسية لمنظمة الأمم المتحدة، المحاكم الجنائية المخصصة التي ينشئها مجلس الأمن لتحقيق العدالة لضحايا الجرائم الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية.

المحكمة الجنائية الدولية، ما هي ؟

هي هيئة قضائية مستقلة يخضع لاختصاصها الأشخاص المتهمون بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. النص المؤسس للمحكمة هو نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية عام2002، ويقع مقرها في لاهاي بهولندا.

المحكمة تهدف إلى محاربة الإفلات من العقاب، ومعاقبة المجرمين والمساهمة في منع تكرار تلك الجرائم. ولذلك تقوم المحكمة بتحقيقات، وفي حالة ثبات وقوع جرائم خطيرة تمس المجتمع الدولي، فإنها تحاكم أولئك المتهمين بارتكابها.

الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة

اختصاص المحكمة الجنائية الدولية وكما هو محدد في معاهدة نظام روما الأساسي للمحكمة، يقتصر على أشد الجرائم خطورة. وقد حصرها نظام روما في أربعة جرائم وهي جريمة الإبادة الجماعية، الجرائم ضد الإنسانية، جرائم الحرب وجريمة العدوان.

وكل جريمة من هذه الجرائم مفصلة في معاهدة روما باستثناء جريمة العدوان، التي لم يتم اعتماد تعريفها حتى عام 2010.

محاكمة. موقع المحكمة.

إحالة المتهمين إلى المحكمة

المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة مستقلة عن منظمة الأمم المتحدة، واختصاصها يسري على الدول المنظمة إلى نظام روما الأساسي للمحكمة.

وعملها لمعالجة قضايا الجرائم يمر بستة مراحل. أولها بحث مكتب المدعي العام عن أدلة كافية لإثبات وجود الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة، ثم إجراء التحقيقات حول الجرائم مع المتهمين وذلك عبر استدعاء للمثول أو أمر دولي بالقبض. بعد ذلك يمثل المتهم أمام ثلاثة قضاة من المحكمة في مرحلة أولية، وبعدها تتم المحاكمة. وبعد المحاكمة وإصدار الحكم يمكن للمتهم الطعن فيه، كي يتم تنفيذ الحكم في الأخير.

المحكمة الجنائية الدولية لا تمتلك شرطة خاصة بها لإيقاف المتهمين واقتيادهم للمحكمة، لذلك تعول على المؤسسات الأمنية للدول المنظمة لاعتقال المتهمين الصادرة في حقهم مذكرات توقيف.

مركز احتجاز المحكمة بلاهاي. موقع المحكمة.

المحكمة بعد عشرين سنة من الوجود

منذ أكثر من عشرين سنة من الوجود، تم اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية في 31 حالة. وأصدر قضاة المحكمة 40 مذكرة اعتقال، تم توقيف 21 شخصا ووضعهم في مراكز احتجاز المحكمة بلاهاي ومثلوا أمام المحكمة. في حين لا يزال 16 شخصا صدرت في حقهم مذكرات توقيف دولية أحرارا.

وتوجه عديد الانتقادات لهذه المحكمة لكون أغلب المدانين هم أفارقة، في حين ترفض كل من إسرائيل والولايات المتحدة مثول مواطنيها أمام هذه المحكمة، ما دفع البعض باتهام المحكمة بممارسة “النيو كولونيالية”.

بل قامت الولايات المتحدة الأمريكية حتى بفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة المشاركين في تحقيقات في قضايا تخص أمريكيين متهمين بارتكاب جرائم حرب بأفغانستان. أما بنيامين نتانياهو فقد سبق له ورفض التعاون مع المحكمة حين أرادت التحقيق في جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية عام 2021. كما هاجم المحكمة واتهمها بمعاداة السامية.

وفي سياق العدوان الأخير على غزة، قال المدعي العام للمحكمة، كريم خان، في ندوة صحفية، عقدها في معبر رفح يوم 29 أكتوبر، أنه يريد الدخول لغزة للتحقيق فيما يقع فيها. كريم خان قال “أريد الذهاب لغزة للقاء الذين يعانون الألم، لنفي بالتزاماتنا لهم فهم يستحقون العدالة مثلهم مثل إي شعب. الظلم مرفوض واضطهاد الحقوق مرفوض“.