-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما يومُ سلمى بِسرّ

عمار يزلي
  • 1376
  • 0
ما يومُ سلمى بِسرّ

بعد أسبوع من موعده وبروتوكوله التقليدي، ظهر أخيرا جلالته وهو يلقي خطاب العرش. أسبوع من التكهنات بما حصل للعاهل المغربي من غير كورونا، ومن غير سبب واضح وهذا للمرة الثالثة بحسب المتتبعين.

خرج أخيرا وظهر على الشاشة وهو يقرأ ما كُتب له بصوت متعَب وصورة شاحبة يبدو من خلالها أن صحته معتلة وليس في أحسن ما يرام.

هذه الصورة لازمت العاهل المغربي منذ مدة، فالكل يعلم أن الرجل مريض يعاني صحيا بعد عدة عمليات جراحية ومتاعب صحية لم يفصح عنها القصر الملكي كلها وبات كوفيد 19 هو المتهم الأول كل مرة.

السبب في تأخير خطاب العرش وإلغاء الاحتفالات المخلِّدة لذلك، كما جرت العادة قبل نحو ثلاث سنوات أو أكثر، ليس الخوف من تفشي الجائحة بقدر ما هو الخوف من تفشي جائحة تزييف الصورة الملكية أي كشف حقيقتها للعيان وفضح السر الذي بات الكل يعرفه ويعلمه، وهو انفصاله عن زوجته قبل نحو أربع سنوات، وما صاحب ذلك من تكهنات وإشاعات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، لم يردّ عليها ولم يُنكرها ولم يفنّدها القصر إلى اليوم، وبقي ساكتا صامتا أخرس تجاه هذا الحدث الذي يعدّ داخليا مهمّا للعرش ومكسِّرا للأعراف والتقاليد إذ كان الملك في كل احتفال بعد التنصيب الذي هو عيد العرش والذي يصادف 23 جويلية لدى محمد السادس، كان الملك يلقي الخطاب بجوار وليِّ عهده وزوجته وأخيه الأكبر مولاي رشيد. ولأنّ هذا لم يعد ممكنا في ظل الانفصال الثنائي الملكي، لم يكن ممكنا الظهور أمام الشعب بصورة غير متعوِّد عليها، صورة قد تهز الثقة في العرش وفي النظام، خاصة أنه لم يعلن ذلك صراحة وجعل القضية تستشري شعبيا لتصبح قضية أمة مسكوتا عنها، طابوه سياسيا، لا يجرؤ الملك اليوم على فضحه علنا بالظهور فريدا وكسر البروتوكول والتقاليد المليكة الموروثة أبا عن جد، حتى ولو غيَّر محمد السادس قليلا في العرف بظهوره مع زوجته خلافا لظهور أبيه مع بناته.

الخوف على صورة الأسرة الملكية والعرش الملكي تقول بعض الأوساط الإعلامية أنه هو السبب في عدم الاحتفال بعيد العرش، وهو السبب في إلغاء بمرسوم، احتفالات الملك بعيد ميلاده في القصر الملكي، لأن هذه الاحتفالات كانت احتفالات كل الأسرة الملكية أصلا، وكان من الضروري أن يحضرها ويظهر فيها الجميع بمن فيهم الملكة الغائبة التي زادت الإشاعات في إذكاء تفاصيلها عن عودتها مؤخرا إلى القصر لرعاية ابنها وليّ العهد الحسن، ذي 17 سنة، والذي يُهيأ لخلافة والده في حالة الوفاة، هذا جنبا إلى جنب مع إشاعة محاولات تصفية وليِّ العهد ومقتل سائقه واختفاء مولاي رشيد إلى غير ذلك من الإشاعات التي قد لا تكون كلها ملفقة، فلا دخان بلا نار.

هكذا ظهر أخيرا وهكذا بدا خطابه؛ خطابٌ لم يتغير طعمه ولا مضمونه منذ أكثر من 4 سنوات خاصة فيما يتعلق بالجانب المتعلق بالجزائر: خطابٌ منفصل عن الواقع الجديد الذي فرضه النظامُ المغربي هو بنفسه بالتآمر على الجزائر في كل المحافل ومع كل الأعداء التقليديين وصولا إلى التعاون العسكري على أعلى مستوى مع الصهاينة.. وتوقيع اتفاقيات وتحالفات استراتيجية بينهما تفوق حتى التطبيع التقليدي. لم نسمع هذا في خطاب العرش، وكل ما سمعناه كلام معسول يقطر تلفيقا وإنكارا لواقع هو من وقعه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!