الرأي

“مباشر” مع ولد عباس!

قادة بن عمار
  • 4791
  • 12

الأداء الهزلي لعدد من السياسيين ورؤساء الأحزاب بمناسبة اللقاءات الثنائية التي تتم هذه الأيام، يؤكد مرة أخرى إفلاسهم الشديد، وعدم اهتمامهم بعملية التسويق السياسي أو الماركتينغ الذي من شأنه توصيل الفكرة للرأي العام ببساطة وبشكل مناسب ولا ضرر فيه!
أكبر مثال على حالة التمييع التي تشهدها الساحة السياسة هذه الأيام، أداء الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس حيث باتت خرجاته محط أنظار الجميع، خصوصا بعدما أجاب على إحدى الصحفيات التي نقلت له تصريحات قيادي سابق مكلف بالإعلام في الحزب العتيد يتهم فيها ولد عباس بدعم الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال بالقول إن ذلك القيادي يقول كلاما فارغا أو “معّمر راسو”!
وقبل يومين وعلى هامش لقاء الأفلان بالتحالف الوطني الجمهوري، قال ولد عباس في رده على صحفية أخرى سألته عن عمارة بن يونس بالاستفسار متهكما: “شكون هذا عمارة بن يونس؟؟ رانا نهدرو على الرئيس بوتفليقة انعلي الشيطان”!
جميع من يشاهد ولد عباس وهو يجالس رؤساء أحزاب الموالاة، سيلاحظ ابتساماته غير البريئة وأحيانا ضحكه المفضوح من تصريحات زملائه الذين يحاولون مجاراته في تأييد الرئيس بوتفليقة وإظهار دعمهم له، وكأنه يقول: لا أحد بإمكانه مجاراتي في الشعبوية والتنكيت!
حالة سياسية شاذة مثل هذه، يتم نقلها عبر التلفزيونات الخاصة بشكل مباشر ومستمر، وهي تقدّم صورة سيئة تماما عن البلاد، فالنقل التلفزيوني الفضائي، من شأنه أن يجعل الجزائر محطة تنكيت وسخرية من جميع البلدان الأخرى، وليس غريبا أن بعض تصريحات ولد عباس يتم تناقلها عبر وسائل إعلام عالمية، كقوله يوما إنه درس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والمؤسف أن الأمين العام للأفلان يعتقد أن نقل مثل تلك الخطابات عالميا يمثل “ظاهرة صحية كما يظهر تأثيرا كبيرا لشخصه وللحزب الذي يتزعمه”، في الوقت الذي يعرف الجميع أن الأمر عكس ذلك تماما فهي صورة سيئة واستهداف مباشر لسمعة البلاد والعباد في انتظار أن يتدخل من جاؤوا به لوضع حد للمهزلة السياسية، الحزبية والتلفزيونية!

مقالات ذات صلة