الجزائر
"الشروق" ترافق درك الجزائر وتنقل كواليس التلاعب بالأرواح

متابعات قضائية وسحب رخص الاستغلال لكل سائق حافلة لا يحوز علبة إسعافات

نوارة باشوش
  • 2883
  • 9
ح.م

علب إسعافات فارغة، وأخرى تتضمن مواد صيدلانية منتهية الصلاحية.. وسائقون ينقلون مئات المسافرين يوميا.. ولمسافات بعيدة، لكن مركباتهم غير مجهزة بهذه العلب ليتعرضوا في الأخير لعقوبات صارمة تصل إلى حد المتابعات القضائية مع سحب رخصة الاستغلال.

“الشروق” رافقت مصالح الدرك بالعاصمة، في جولة قام بها عناصر سرية أمن الطرقات لزرالدة، على شكل حملة تحسيسية بعيدا عن العقاب تحت شعار “علبة إسعافات أولية لكل مركبة يعني إنقاذ حياة”، هو شعار أطلقه رجال الدرك الذين خرجوا عن المألوف في تعاملهم مع سائقي نقل المسافرين، سواء النقل البري المشترك، سيارات الأجرة، نقل حضري أو نقل ما بين الولايات، وهذا من خلال توزيع علب الإسعافات الأولية على هؤلاء.

المشهد الذي وقفت عليه “الشروق” وهي ترافق الملازم إكرام بن قيطون رئيسة خلية الاتصال والعلاقات بالمجموعة الإقليمية للدرك الجزائر العاصمة، إلى جانب الرائد سمير هني، قائد سرية أمن الطرقات لزرالدة  مع مختلف التشكيلات التابعة له، إلى جانب مصالح الحماية المدنية التي كانت حاضرة في العملية، التي تمت بالحاجز الأمني الثابت بـ”بوشاوي”، كشف أن العديد من أصحاب المركبات المعنية بتطبيق القرار الوزاري المشترك للنظام النموذجي لاستغلال رخص نقل المسافرين والخاص بإجبارية حمل علبة الإسعافات، لم يعيروا له انتباها رغم خطورة عدم الحيازة عليه في حالة وقوع حادث مرور على الطريق.

والأخطر من ذلك هو ما اكتشفناه خلال عملية التفتيش التي قام بها عناصر الدرك، وهو أن بعض أصحاب مركبات النقل الجماعي للمسافرين أو سائقي سيارات الأجرة،  يحملون علب إسعافات أولية شبه فارغة، أو فارغة تماما، أو أنها تحتوي على مواد صيدلانية منتهية الصلاحية، الأمر الذي ينجم عنه تحرير محاضر قضائية ترسل نسختين، الأولى لوكيل الجمهورية لمحكمة الاختصاص، والثانية لمديرية النقل للولاية التابعة لولاية السائق المخالف، إلا أن الحملة التحسيسية، تجعل المعني يستفيد من علبة تتضمن 11 مادة صيدلانية ضرورية بقيمة تفوق 3 آلاف دينار جزائري مجانا.

..وبينما كنا في حاجز الدرك لبوشاوي، وقفنا على مشاهد التهور والقلق والجنون وتحديا للقانون من طرف عدد لا يستهان به من السائقين المتهورين الذين يتذرعون بعلل وحجج واهية للهروب والإفلات من العقوبة، وهو ما كشف عنه الرائد سمير هني الذي أكد أن القرار الوزاري المشترك للنظام النموذجي لاستغلال رخص نقل المسافرين يجبر السائق على حمل العتاد الضروري في مركبته والمتمثل في مثلث الإشارات “التنبيه”، مطفأة صالحة للاستعمال، وعلبة إسعافات أولية تتضمن مقصا وشريطا ماسكا وعلبة دواء “بتادين أو إيوزين” وقارورة ماء الأكسجين بكثافة 10 درجات، وعلبة ضمادات معقمة، وعلبة شريط غازي، وزوجين من القفاز معقمة، وشريط لاصق وهو نفس الشيء تقره المادة 9 من القانون المتضمن تحديد مبادئ والقواعد العامة التي تحكم نشاط النقل البري للأشخاص والبضائع.

وأكد الرائد سمير هني قائد سرية أمن الطرقات لزرالدة، لـ”الشروق”، أنه في إطار استراتيجية قيادة الدرك، الهادفة إلى حماية مستعملي الطريق والتقليل من حوادث المرور، تم تنظيم هذه الحملة التحسيسية التوعوية تحت شعار “علبة إسعافات أولية لكل مركبة يعني إنقاذ خياة”، تزامنا مع حلول فصل الشتاء وتهدف هذه الحملة – يضيف الرائد هني – إلى تخفيض حوادث المرور عبر الطرقات من خلال مضاعفة العمل الوقائي والتوعوي إلى جانب الإجراءات الردعية، وذلك بإشراك الشركاء الفاعلين في ميدان السلامة المرورية.

مقالات ذات صلة