-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يُلحّون ويستعطفون وأحيانا يضربون

متسولون “يغزون” الترامواي ومسافرون متذمرون

نادية سليماني
  • 4849
  • 4
متسولون “يغزون” الترامواي ومسافرون متذمرون
أرشيف

اهتدى الكثير من المتسولين الى حيلة بيع أغراض بسيطة أو تقديم خدمات داخل مختلف وسائل النقل وخاصة الترامواي، بعدما بات المواطنون “يتأفّفون” من تصرفاتهم وإلحاحهم على التسوّل وادّعاء المرض والحاجة، فأصبحوا لا يمدّونهم بالمال، بل أحيانا يتطوّر الأمر الى شجارات بين المواطنين والمتسوّلين “اللّحوحين”.
أصبحت ظاهرة مدّ اليد مزعجة للمواطنين، بسبب زيادة أعداد المتسوّلين في الطرقات والسّاحات العمومية وداخل وسائل النقل، لدرجة بات الجزائري يرفض منح المال لمن هبّ ودبّ، متّهما المتسوّلين بالكسل والكذب وإزعاج الغير.
فمثلا، داخل عربات الترامواي المزدحمة بمختلف شرائح المجتمع على مدار اليوم بولاية الجزائر العاصمة، ولأنّ وسيلة النقل هذه تستغرق قرابة الساعتين من الزمن انطلاقا من محطة المعدومين بالعناصر وصولا الى محطة درقانة ببلدية برج الكيفان بشرق الجزائر العاصمة، يتوالى صعود المتسوّلين ومن مختلف الفئات عبر المحطّات، فمن أطفال اللاجئين الأفارقة وصولا الى نساء جزائريات وأخريات سوريات ومسنون وشباب في مقتبل العمر.. الجميع يمدّ يده للمسافرين مدّعيا الحاجة والمرض والعوز، رغم وجود لافتة كبيرة معلقة داخل عربات الترامواي تمنع الكثير من التصرفات داخله، ومنها ظاهرة التسول، ولكن ولكثرة المحطات والمسافرين، لا يمكن مراقبة المتسوّلين.

متسولون يتفنّنون في مصطلحات التسوّل العامية
فأطفال اللاجئين الأفارقة باتوا يتقنون اللهجة الجزائرية، تجدهم يستعطفون المسافرين بكلمات مثل “يرحم باباك، ربي يرزقك جنة الفردوس، ربي يرزقك عمرة..”، واللاّفت مؤخرا أن كبار السن من الأفارقة صاروا يتفادون التسول بسبب امتناع المواطنين عن مدهم بالأموال، فيرسلون أطفالهم ابتداء من عمر 4 سنوات للتسوّل.
وشباب يظهر من هيئتهم بأنهم من مدمني المخدّرات، حوّلوا الترامواي لوسيلة استرزاق، بعدما يدّعون بأنهم يعانون من أمراض أو يعيلون أسرهم الفقيرة والمريضة أو أنهم جاءوا من ولايات بعيدة وسرقت أموالهم..!.

كبار السن.. “حوامل” وصغار يتسوّلون بالترامواي
وفي محطّات أخرى، يصعد كبار السن نساء ورجالا، يروحون ويجئيون بين المحطات لتحصيل أموال من التسول، ثم تصعد نساء حوامل أو مدّعيات الحمل لمدّ أيديهن.
وجميع هذه الفئات، لا تنال ما تريده إلا في حالات قليلة، لأن الجزائرييّن لم تعد تؤثر فيهم كلمات المتسولين، بعد اكتشاف حقيقة ابتزازهم للأموال، لدرجة بتنا نشهد مشاجرات يومية بين المسافرين وأطفال الأفارقة المتسولين خصوصا “اللحوحين جدا والعنيفين”، ورصدنا عدة حوادث ضرب متبادل بين أفارقة صغار ومسافرين داخل الترامواي.

بيع المناديل والمياه.. “تسوّل مقنّع”
ولأن “التسول” لم يعد مهنة مربحة مؤخرا، اهتدى المتسولون لحيلة أخرى، وهي بيع أشياء بسيطة مع استعمال نفس مصطلحات الاستعطاف، فتجدهم يبيعون قارورات الماء والمناديل الورقية خصوصا.. وهذا أفضل من التسوّل المباشر، حسب تعليق مواطنين، رغم أن هذه الظاهرة وكأنها “تسوّل مقنع” لأنه غالبا ما يخجل المشتري من أخذ الغرض الذي اشتراه إذا كانت تبيعه امرأة مسنّة، فتأخذ الأخيرة المال وتستردّ بضاعتها.
بينما اهتدى الأفارقة لفكرة تنظيف زجاج السيارات خلال الزحمة المرورية ولو بالقوة، رغم أن الكثير من السائقين باتوا ينزعجون من هذه الظاهرة، لما فيها من عرقلة لحركة المرور، بعد هجوم مجموعة من الأطفال على المركبات لغسل زجاجها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • محمد

    يجب توفير القوة العمومية لردع هذه التصرفات مثل ما عوممل. به اصحاب الباركيق العشوائي

  • احمد

    للاسف هذه الظاهرة الاجتماعية باتت في كل مكان من ربوع الوطن ولبس في العاصمة فقط ،وفي ولايات جنوبية تكاد لا تستطيع ان تاكل او تغتني شيء من الخارج بدون ان تقدم منه للمتسول فقد اصبحو يطلبون شراء الاكل واللباس وكل شيء !؟!؟

  • خليفة

    على السلطات المعنية ترحيب الافارقة الى ديارهم حتى تختفي تلك الظواهر و المشاكل التي يتسببون فيها للمواطنين.

  • nermal

    علينا أن نضعهم في القارب ونودعهم