مجلس علمي للذكاء الاصطناعي لتطوير التخصص

شرعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إنشاء المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي والذي سيرى النور قريبا، ليتولى مهمة الدفع بعجلة التطوير الذكاء الاصطناعي في الجزائر، وإدخال مادة الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات العلمية والأدبية معا.
وفي السياق، التقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري الثلاثاء بمقر الوزارة بخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعات دولية، ويتعلق الأمر بالدكتور محمد سنوسي أستاذ باحث بجامعة الدانمارك، ورياض بغدادي أستاذ باحث بجامعة نيويورك بأبوظبي، والدكتور مروان دباح، إذ أكد الوزير الحرص الشديد الذي توليه قيادة البلاد للنخب بالداخل والخارج.
وذكر بداري في هذا الإطار بمجهودات الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي والرياضيات من خلال استحداث مدرستي الرياضيات والذكاء الاصطناعي، وكذا رقمنة القطاع بوضع مخطط رئيسي للرقمنة.
وخلال اللقاء تم التطرق لمشروع إنشاء المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي ومدى إسهامات النخب الجزائرية المتواجدة في الخارج في تطوير الذكاء الاصطناعي بالجزائر ومجالات عدة، حيث أبدى الأساتذة الباحثون استعدادهم التام للمساهمة الفعالة في المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي، والذي سوف يكون لهم فرصة العمل ووضع إستراتيجية فعالة تتماشى والأولويات الوطنية لتحقيق قفزة نوعية في عدة مجالات.
ومن جهته، أكد شريط جمال الدين، الأستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، لـ”الشروق” على أهمية المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي، لاسيما أن العالم اليوم يعرف ثورة كبيرة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وكان لابد للجزائر -حسبه- أن تلحق بركب الدول المتقدمة في المجال، وهو ما دفع الوزارة ومن خلال نظرة استشرافية للقطاع إلى الاهتمام الخاص بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم اقتراح سنة 2023 سنة للذكاء الاصطناعي وتنظيم أسبوع وطني تصادف مع الاحتفال بيوم العلم 16 أفريل.
وأوضح شريط بأن الوزير بداري كان قد أعلن بمناسبة الأسبوع الوطني للذكاء الاصطناعي إنشاء مجلس وطني يضم أساتذة وباحثين ومتخصصين جزائريين في الداخل والخارج مهمته الدفع بعجلة التطوير الذكاء الاصطناعي في الجزائر انطلاقا من الجامعة، مشيرا إلى أنه يهتم بثلاث محاور وهي التعلم والتعليم والابتكار، وستوكل له أيضا مهمة إدخال مقياس الذكاء الاصطناعي في كل التخصصات سواء علمية أو أدبية في الطب والتجارة وغيرها من التخصصات.
وأفاد ذات المتحدث بأن المجلس سيتولى مهمة حث الطلبة على استغلال الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيقاته في المجال الاقتصادي أو المعرفة، خاصة أننا اليوم نتحدث عن اقتصاد المعرفة، ونحن في ثورة الجيل الرابع والخامس وتحديات الأمن السيبراني، وكل هذه المستجدات -يقول- هي حتمية تتطلب من الجامعة الجزائرية مواكبتها، حيث استقبل الوزير ثلاث مختصين ينشطون في جامعات أجنبية من أجل التعاون مع الباحثين الجزائريين للانطلاق في عمل المجلس قريبا.
وفي السياق، حذر شريط من خطورة الذكاء الاصطناعي والتي تتطلب من المجلس أخلقة استخدامه، خاصة بعد ظهور منصات مثل “شات جي بي تي” إذ أن كثيرا من البلدان لجأت لحظرها، على غرار إيطاليا، وهذا لمساهمتها في تدهور المنظومة التعليمية بعد استغلالها في الغش، ومن أجل ذلك -يضيف- سيتولى المجلس مهمة أخلقة استعمال الذكاء الاصطناعي ودفع الطلبة نحو اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي.