-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مبادرة ثانية لجمع التبرعات وترحيب واسع عند الجزائريين

مجمع “الشروق” يحشد للتضامن بالمال لنصرة غزة

وهيبة سليماني
  • 1926
  • 0
مجمع “الشروق” يحشد للتضامن بالمال لنصرة غزة
ح.م

أطلق، الثلاثاء، مجمع “الشروق” للإعلام والنشر عبر قناتيه التلفزيونيتين، الحملة الثانية لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني، بعد نجاح الأولى التي أطلقت شهر أكتوبر الماضي، ولأن الجزائريين مستعدون لنصرة إخوتهم في قطاع غزة بأموالهم وأنفسهم، لقيت المبادرة ترحيبا شعبيا واسعا، وتوالت الاتصالات منذ الساعة السابعة صباحا، على أرقام الهاتف التي وضعت تحت خدمتهم إلى منتصف الليل.
وقال رئيس المنتدى الإسلامي السينغالي محمد سعيد باه، في اتصال هاتفي، إننا نشهد اليوم أشرس معركة، ما يدعونا إلى أن تتجه أنظارنا، اليوم كلها إلى غزة، ونشعر جميعا بهذا الجرح، فهؤلاء الأطفال والثكلى والمرابطون بدون مأوى، يحتّمون علينا أن يكون شعورنا الأول هو ما يحدث في فلسطين، وأن نترجم، يضيف، هذا الشعور إلى عمل وحركات ومبادرات كل في موضعه.
من جهته، قال الشيخ والداعية الجزائري، عبد المالك مبروك للجزائريين “تصدقوا ولو بدينار، فإن 45 مليون جزائري، بإمكانهم أن ينقذوا ما يمكن إنقاذه في غزة”.

استجابة واسعة من أهل الشرف والمال
ولذلك سارع مستثمرون فلاحيون ومستوردون ورجال أعمال وأصحاب مؤسسات إلى التبرع بمبالغ مالية متفاوتة، وندد بعضهم بما يحدث في قطاع غزة، مؤكدين دعمهم للقطاع بالمال، بينهم رئيس فيدرالية مستوردي اللحوم، سفيان بحبو، والحاج جعلاني، رئيس الغرفة الفلاحية لولاية عين الدفلى، الذي أكد أن مجموعة من الفلاحين قرروا التبرع بمبالغ مالية.
وتخلل البث المباشر والمشترك لقناتي “الشروق”، الخاصّ باليوم المفتوح الذي جاء تزامنا مع اليوم الـ48 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، تدخلاتٌ لشخصيات وضيوف متميزين، وتقارير صحفية، ومواقف شجاعة وبطولية لبعض المتبرعين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمدنيين بقطاع غزة على وجه الخصوص.
وحمل اليوم المفتوح لجمع التبرعات، مشاهد النصر والعزة لفلسطين وشهدائها رغم الآلام والأوجاع والهمجية والوحشية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد شعب أعزل، وعبّر الكثير من الجزائريين، عن صدمتهم من تلك المشاهد والصور المؤلمة التي تركت أثرا عميقا في نفوسهم، بينما زارت امرأة مسنّة مقر “الشروق”، وتبرعت بمبلغ مالي كان ممزوجا بالدموع والأحاسيس الصادقة وروح التضامن الذي يعكس الموقف الموحّد للشعب الجزائري.
ولم يتوان الكثير من الجزائريين عن تقديم تبرعاتهم، وكان بعضهم يستفسر عن طرق وكيفية إيصال تبرعاتهم المالية وأيضا المؤونة الغذائية والأفرشة، وقال الصحفي الفلسطيني عماد أبو شاويش، الذي كان من بين ضيوف اليوم المفتوح والبث المباشر، إن الغزاويين أصبحوا متشردين بلا مساكن، ومعذبين في سجن مفتوح محاط بالسياج، وهم يدعون الله أن يتوقف المطر، رغم أن العام الماضي فقط حسبه، كان هناك فرحٌ بهذا المطر!
وعلق عماد أبو شاويش قائلا “الحاجّة التي فاجأت الجميع ودخلت الأستوديو تحمل مشاعر صادقة ونبيلة ليس فيها زيف ومخادعة ولا مجاملة.. هذا هو الشعب الجزائري أجمع”.
وأكد ياسر أبو هلالة، كاتب وإعلامي ومدير سابق لقناة الجزيرة، أن هدف الكيان الصهيوني هو القضاء على المقاومة وإبادة الفلسطينيين، فالموقف الذي أخذته الشعوب العربية والإسلامية وحتى الغربية من خلال مسيرات التضامن مع غزة أمكن، حسبه، من إيصال رسالة قوية لجميع شعوب العالم، مضيفا “لكننا اليوم بحاجة إلى أن تستمر هذه المسيرات وأن تملأ الشوارع العربية والإسلامية بالملايين على مدار الساعات لكي يكون الضغط قويا على أصحاب القرار الدوليين والكيان الصهيوني”.
وقال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، إن ثروات الكثير من المغاربة البسطاء بيعت للكيان الصهيوني، وإن طوفان الأقصى، فرصة للمطبِّعين بأن ينتهزوها لإلغاء كل الاتفاقيات مع هذا الكيان.
واعتبر ناصر حمدادوش، القيادي بحركة مجتمع السلم، أن لطوفان الأقصى مكاسب، فقد أحيى الجهاد في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني في القرن الواحد والعشرين، وهذا الجهاد هو تجهيز أبناء غزة بالمال واللباس والطعام..
وقال النائب، يوسف عجيسة، إن هناك جمعيات استطاعت أن توصل المؤونة إلى غزة تحت القصف، داعيا الشخصيات وأصحاب المؤسسات، إلى المشاركة في مبادرة التحضير لأسطول كسر الحصار، في انتظار تبني الفكرة رسميا، على أن تنطلق السفن من ميناء الجزائر.

فنانون وكتّاب يشيدون بمبادرة “الشروق”
من جهته، قال الفنان محمد يابدري، إن حمل القضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر الأعمال الفنية والمسرح والسينما، مؤيدا بذلك قول المخرجة الفلسطينية، نجوى النجار، التي تحدثت على المباشر من مصر، إن انتفاضة الفلسطينيين عبر الأفلام والقصص بلغت مستوى لا بأس به، وظل الفنان يناضل وسيبقى يناضل، حسبها، بعد أن أصبحت أفلام فلسطينية تشارك في مهرجان “كان” الدولي.
وأشاد فنانون وكتاب بمبادرة مجمع “الشروق”، بينهم الكاتب المرموق، أمين الزاوي، والممثلة مفيدة عداس، كما أكدوا دورهم في تعبئة الرأي العام الدولي ومساندة غزة وطوفان الأقصى، إذ قال موح ميلانو، إن للفنان واجبا اليوم عليه أن يؤديه في نصرة القضية الفلسطينية.

ندوة دولية في الجزائر
ومن خلال اليوم المفتوح والمبادرة الإنسانية التي قامت بها قناتا “الشروق”، ندّد الأستاذ إبراهيم طايري، رئيس الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين الجزائريين، بما يحدث في غزة، مؤكدا أن الاتحاد، منذ بدء العدوان على القطاع، نظم وقفات احتجاجية، وعقد جمعية عامة، شارك فيها 65 ألف محامي وذلك يوم 14 أكتوبر.
وقال إن الحرب القانونية لها تأثيرٌ جد هامّ في نصرة القضية الفلسطيني، موضحا أن ندوة يوم 30 نوفمبر الجاري بقصر المؤتمرات والتي ستليها ورشاتٌ مفتوحة، هي ندوة دولية سيشارك فيها محامون من فرنسا ودول عربية وإسلامية، وأيضا من فلسطين، إضافة إلى نقيب وزارة العدل الفلسطيني، ونقيب محامي الأردن، مضيفا أن 30 محاميًّا أكدوا المشاركة في الندوة، ولجمع التوقيعات تحضيرا للخروج بمسودة دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني، وضد بنيامين نتنياهو، ووزير التراث عميحاي إلياهو الذي دعا إلى ضرب غزة بقنبلة نووية، والمسؤولين في الكيان الصهيوني، وأشار طايري، إلى مسألة إيداع شكوى أمام محكمة العدل الدولية مستبعدٌ لأنها تحت سيطرة الدول التي تملك حق الفيتو، المساند أغلبها للكيان الصهيوني، ولا يمكن التعويل عليها، ويرى أن اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، هو الحال الأفضل الذي يمكن أن يعطي نتيجة، لكن هذه الأخيرة تدين أفرادا وليس دولا، وعلى هذا الأساس، يتم التركيز على توفير الأدلة المادية وفيديوهات وتصريحات للمسؤولين الصهاينة في مقدمتهم نتنياهو، والتي تدينهم بالوقوف وراء الجرائم البشعة المرتكَبة بحق المدنيين بغزة.
وأشار الأستاذ إبراهيم طايري، إلى أن الندوة سيشارك فيها قضاة، وأساتذة جامعيون إلى جانب المحامين، وسيتم الخروج بزبدة هذا اللقاء، المتمثلة في الدعوى القضائية ضد مجرمي الحرب الصهاينة.

إعلاميون: “طوفان الأقصى كوّن رأيا عالميا جديدا حول القضية”
ومن جانبه، قال مدني عامر، الإعلامي الجزائري المعروف، إن قصف مستشفى “المعمداني”، كشف سيناريو الصهاينة، ودعايتهم الكاذبة، مضيفا: “نحن في مجابهة إعلامية غربية هي رأس الحربة، فإشاعة أن إسرائيل مظلومة، وأنها تعرّضت إلى كارثة لم يسبق لها أن حدثت، لم يغير الحقيقة، لأن هناك قاعدة في الإعلام تقول إنك تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت وليس كل الوقت”.
وأوضح أن شعار المرحلة، أي الحرب على قطاع غزة، هو الفبركة والأكاذيب، ويعتقد أن الحرب الإعلامية التي أرادها الكيان الصهيوني، والتي يقودها الغرب بامتياز بدأت تفضح أمام الرأي العام العالمي، وما يشاع في الإعلام الغربي، من أن “الإعلام العربي كاذب وإرهابي ومنحاز”، اصطدم بقضية الأطفال مقطوعي الرؤوس واضطرار إحدى الوسائل الأمريكية للاعتذار عن هذه الكذبة.
وقال إن المعركة التي خاضها الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي، رغم التقييد، كشفت أن ما جاءت به وسائل الإعلام الغربي، مجرد روايات، وإن خروج الملايين عبر العالم في مسيرات لنصرة فلسطين، شكّل رأيا عاما عالميا جديدا حول القضية الفلسطينية، وعن أصلها وتاريخها.
وفي السياق، أكد الإعلامي والمنشط الرياضي، حفيظ دراجي، أن مساندة الجزائريين لفلسطين هو واجب، وأن موقف كل وسائل الإعلام العربية والإسلامية يجب أن يكون موحّدا ومستمرا لتشكيل الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية.
وأشاد عبد القادر بن خالد، صحفي جزائري مقيم في قطر، بمبادرة “الشروق” التي فتحت باب التبرُّعات، قائلا: “هذا ليس غريبا على قناة الشروق وعلى الجزائر وشعبها”، مشيرا إلى أن المدارس الغربية التي كنا نستقي منها أبجديات الصحافة سقطت في الخطأ، راحت تعاقب الداعمين للقضية الفلسطينية الذين ينشرون أفكارهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي المقابل، تدعم السردية الصهيونية.

شهادات لأطباء عن تجاوزات في حق الإنسانية
وحول الوضع في قطاع غزة دائما، قال إلياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إن أصدقاء من الأطباء العاملين في مستشفيات غزة، أكدوا له أن هناك عمليات قيصرية لنساء حوامل أجريت دون تخدير.
وأشار إلى أن نقابة الأطباء ساهمت بتبرعات من خلال الحسابات البنكية، وأن طواقم طبية جزائرية أبدت، منذ بداية العدوان على غزة، رغبتها في التطوع والتبرع بالمال والأدوية، كما شاركت النقابة في رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني.

فتوى بجهاد المال
وشارك الشيخ علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، من خلال اليوم المفتوح للتبرعات حول قنوات “الشروق”، بمداخلة عن بُعد، أكد خلالها أن هناك مشروعا عالميا يتمثل في مراسلة بعض الرؤساء، بهدف توصيل 50 سفينة محمّلة بالأدوية، موضحا أن الوضع في غزة يستدعي تكوين ملف إنساني دولي، وقد بدأ الاتحاد بمراسلة رؤساء كالرئيس الصيني والرئيس الروسي، وسيراسل أيضا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وحكام دول إسلامية فاعلة للتحرك من أجل غزة.
وتأسّف المتحدث لـ”وجود جمعيات وحركات دينية، علماؤها من صنيعة المخابرات، يقفون مع الحكام المعادين لفلسطين وقضيتها، وينتقدون حماس وغزة”، موضحا أن ما عدا هؤلاء العلماء المرتزقة وأمناء السلطة، كل بقية العلماء متفقون على وجوب نصرة أهل غزة.
من جهته، أكد عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن المدنيين في غزة يعيشون كل أشكال العذاب من برد ورعب وخوف وجوع وعطش، والشيء الذي لا يمكن السكوت عنه هو وضع الأطفال، وحديثي الولادة الذين لم يتوفر لهم الأوكسجين، والمسلمين عبر العالم يمكنهم أن يتحدوا ويشكّلوا قوة ضد كيان طاغ.

فلسطينيون: “الجزائريون يودعون الأموال في حسابات لبلادنا منذ السبعينيات”
ويرى جهاد طه، الناطق باسم حركة “حماس” في لبنان، أن الاحتلال لم يستطع تحقيق إنجازات على أرض الواقع رغم ارتقاء آلاف الشهداء، قائلا: “إنها حرب غير متكافئة ولكنها ستدرَّس في العالم، ولا شك أن الشعب الفلسطيني في أصله مشروع مقاومة، ولكن المقاومة في مواجهة الجرائم الصهيونية التي انتهكت ممتلكاتها وشعبها وأراضيها”.
وأكد أن ما يحدث في قطاع غزة وصمة عار على جبين القانون الدولي ومجلس حقوق الإنسان، الذي صاغ القوانين الإنسانية وتناقض معها في الحرب على غزة.
وأما جمال صافي، مكلف بالعلاقات الخارجية بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الذي تحدث في استيديو “الشروق”، فقال إن الشعب الذي وُلدت أول سفارة فلسطينية عنده، لا يتأخر عن المساعدات والتبرعات لأجل غزة، موضحا أن سفارة فلسطين كانت عبارة عن مكتب مقاومة، حين كان الجزائريون على تواصل مستمر مع هذه المقاومة العملية، وكانوا خلال السبعينيات يفتحون حسابات بنكية للشعب الفلسطيني.

رشيد فضيل: “أموال التبرعات ستصل غزة عن طريق جمعية البركة”
وأكد رشيد فضيل، المدير العامّ لمجمع “الشروق”، أن كل الأموال التي تم التبرع بها خلال اليوم المفتوح لهذا العمل الخيري، ستصل غزة بعد فتح معبر رفح، عن طريق جمعية “البركة”، قائلا إن مجمع “الشروق” يثمِّن دور إعلام المقاومة، ويستنكر تلك الأفكار التي يحملها إعلام سمّاه “إعلام التيهوديت”، وهو ينتمي إلى بعض الدول العربية، أو الغربية، الذي يقف إلى جانب الكيان الصهيوني ويسعى إلى تشويه المقاومة الفلسطينية.
من جانبه، أكد رئيس جمعية “البركة”، أحمد إبراهيمي، أن العمل الخيري وعمليات التطوع من طرف ممثلي الجمعية في قطاع غزة ليس أمرا سهلا، فهو بمثابة جهاد، مشيرا إلى استشهاد 18 متطوعا، ويوجد اثنان منهم في وضع مجهول بعد اختفائهم داخل القطاع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!