-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجموعة مسلحة مجهولة في الصحراء الغربية لتبرير الحل الأمريكي

الشروق أونلاين
  • 3229
  • 0
مجموعة مسلحة مجهولة في الصحراء الغربية لتبرير الحل الأمريكي

طرح ظهور ما يعرف بـ “تنظيم أنصار الإسلام في منطقة الصحراء المسلمة”، الذي يتخذ من أراضي الصحراء الغربية مركزا لنشاطاته حسب ما برز في أول شريط فيديو يوزعه التنظيم المسلح، تسلمت “الشروق اليومي” نسخة منه، ألغازا جديدة وتساؤلات جادة، حول خلفيات ظهور هذا المولود غير المرغوب فيه في هذا الوقت، وفي هذه المنطقة، التي لم يسبق لها وأن شهدت أية عملية إرهابية، حتى في عز تنامي هذه الظاهرة.فالمولود الجديد، الذي اقتبس تسميته من تنظيم أنصار الإسلام، الذي ينشط في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال العراق، يبدو حسب ما هو ظاهر من طبيعة لباس عناصره، ولكنة خطيبه اللغوية، كما جاء في شريط الفيديو الذي بث على شبكة الإنترنيت، أنه من المغرب، غير أن مكمن التساؤل، هو في خصوصية الأحداث التي تعيشها هذه المنطقة الموجودة في خاصرة المغرب العربي، وكذا في الوقت الذي ظهر فيه هذا التنظيم الإرهابي، الذي لم يتوان في توزيع تهديداته على جميع الفاعلين في المنطقة.

فاختيار التوقيت يثير الكثير من الشكوك سيما وأنه يأتي في عز مفاوضات حادة بين المغاربة وجبهة بوليزاريو التي يبحث عن الانعتاق من الوصاية المغربية ويطالب بتقرير مصيره، بحيث جاء ليزيد من حجم التساؤلات المشروعة، حول الكيفية التي سيتعاطى بها المجتمع الدولي مع قضية الصحراء الغربية، التي تعرف مخاضا جديدا، يميزه دخول الطرفين المتصارعين في مفاوضات مباشرة بين الحكومة المغربية وجبهة البوليزاريو، تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة ودول الجوار ممثلة في الجزائر وموريتانيا بصفتهما مراقبين.

واللافت في هذه الخرجة الجديدة أن ظهور ما يعرف بـ” تنظيم أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة”، جاء ليصب في خانة ما سبق لحكومة المملكة المغربية أن روجته من تحذيرات مفادها أن الصحراء الغربية تحولت إلى ملاذ آمن للإرهابيين، بالرغم من أن التقارير السنوية التي ما انفكت تصدرها الأمم المتحدة، باعتبار أن أصحاب القبعات الزرق، هم من يراقب الوضع في المنطقة المتنازع عليها، لم تشر ولو مرة واحدة إلى صحة ما تعمل على ترويجه سلطات المملكة المغربية من حين إلى آخر، بدليل أن المنطقة لم تعرف يوما حادثة يمكن تكييفها على أنها إرهابية، الأمر الذي يدعو المتتبع للتمعن بشيء من الواقعية، في حيثيات ظهور هذا التنظيم الإرهابي في هذا الوقت بالذات، ومن المستفيد من ذلك.

لعل الشيء الذي يبدو في حكم المؤكد هو أن تصريحات زعيم “أنصار الإسلام” لم تزد الوضع إلا تعقيدا، في وقت يحضر الطرفان المفاوضان للقاء ثان بعد شهرين من اللقاء الأول الذي جرى بضواحي مدينة نيويورك الأمريكية، وفي ذلك رسالة مفادها أن الصحراء الغربية مرشحة لتكون ملاذا جديدا للظاهرة الإرهابية المتنامية، وهو طرح يصب في خانة أن قيام حكومة فتية في المنطقة لا يمكنها مواجهة الخطر الذي يحاربه الجميع، وفي ذلك فائدة لا تقدر بثمن للطرف المغربي الذي يبحث عن دعم أمني أمريكي واضح وهو ما يفسر إقتصار زيارة كل من مدير المخابرات الأمريكي “السي.أي.أي” الأسبوع الماضي إلى المغرب دون غيره من بلدان المنطقة وهي الزيارة التي أتبعت لاحقا بزيارة نائب الرجل الأول في الأمن الفدرالي الجمعة الماضي إلى المغرب أيضا في أهم “إنزال” أمني أمريكي إلى المغرب.

محمد مسلم

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!