مجهولون يعتدون على الحرس البلدي و10 أعوان يهددون بالانتحار
شهد اعتصام أعوان الحرس البلدي بساحة الشهداء حالة استثنائية، جراء استهدافهم من طرف مجهولين، بواسطة قارورات الخمر والحجارة والمفرقعات، ما أدى إلى إصابة 11 عونا بجروح متفاوتة الخطورة، تخللتها محاولة انتحار جماعية لعشرة آخرين، عن طريق الحرق بالبنزين، نتيجة اليأس والوضع النفسي الذي يعيشونه بعد أربعة أيام من التجاهل المقصود والتهديدات الصادرة عن وزارة الداخلية.
-
قضى أعوان الحرس البلدي ليلة سوداء بساحة الشهداء، حيث تعرضوا لاستفزازات من طرف مجموعة قصر، وبالرغم من عدم استجابة المعتصمين لاستفزازات هؤلاء، إلا أن ذلك قوبل بتمادي “المعتدين” في ممارساتهم، حيث اعتدوا عليهم، في حدود منتصف الليل، بواسطة الحجارة والمفرقعات، وقارورات الخمر، ونقلا عن المنسق الوطني لأعوان الحرس البلدي شعيب حكيم، في لقاء مع “الشروق” أمس، فإن أعدادا من مجهولين تجمهروا حول الساحة وقاموا برشق المعتصمين بالحجارة، وقارورات الخمر، والمفرقعات ذات الحجم الكبير، مما أوقع 11 إصابة متفاوتة الخطورة في صفوف الأعوان، تم نقلهم إلى المستشفى، مشيرا إلى تهديد 10 أعوان آخرين بانتحار جماعي، عن طريق الحرق بالبنزين، في حالة عدم استجابة السلطات الوصية لمطالبهم المرفوعة.
-
وأكد شهود عيان من أعوان الحرس البلدي أن أعوان مكافحة الشغب، حاولوا صبيحة أمس في حدود الساعة التاسعة والنصف، نزع الحواجز الحديدية المحيطة بمكان اعتصامهم، وطلبوا من الأعوان إخلاء ساحة الشهداء، بحجة مرور وفد أجنبي بعين المكان، إلا أن الأعوان وقفوا دون ذلك.
-
وقال المعتصمون في حديثهم لـ”الشروق” ردا على تهديدات وزير الداخلية: “إذا كان أعوان الحرس البلدي يطالبون بحقوقهم، فهم خارجون عن القانون كما يقول سي ولد قابليه، فماذا عن الأطباء، وماذا عن الطلبة في الجامعات، وهل كل من يطالب بحقوقه يعتبر خارجا عن القانون يا سي ولد قابليه؟”، وبخصوص 99 بالمائة من الأعوان وافقوا على حلول الوزارة، قال شعيب: “إن الواقع يثبت عدم صدق ولد قابلية، حيث أن 98 بالمائة من الأعوان استجابوا للحركة الاحتجاجية سواء في ساحة الشهداء أو من خلال الاعتصامات أمام مقرات ولايات الجمهورية”، وقال المعتصمون “نحن واقفون وسنظل واقفين، لن تخيفنا تهديدات وزير الداخلية، لأننا أصحاب حق مهضوم وسنأخذ حقنا بالطرق السلمية والحضارية”، مناشدين الرئيس بوتفليقة للتدخل.