-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمعوا التبرعات وباشروا توزيعها على الفقراء

محسنون ومتطوّعون يُحرجون “الأميار” ويحلون محل الجمعيات الخيرية

آمال عيساوي
  • 594
  • 0
محسنون ومتطوّعون يُحرجون “الأميار” ويحلون محل الجمعيات الخيرية
أرشيف

يقوم هذه الأيام عديد المحسنين والمتطوعين على قدم وساق، بجمع التبرعات المادية والمواد الغذائية الخاصة بقفة رمضان استعدادا لتوزيعها على المحتاجين قبل حلول الشهر الفضيل، خاصة وأنه لم يعد يفصلنا عنه سوى بضعة أيام معدودة، وهي العملية التي استحسنتها العائلات المعوزة خاصة بعدما عانت مع قفة رمضان التي تستلمها من عند البلديات في كل عام وغالبا ما تأتيهم متأخرة وأحيانا لا يستلمونها إلا خلال الأيام الأخيرة من شهر الصيام.

انطلق عمل المحسنين منذ فترة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث راحوا ينشطون بأنفسهم دون أي دعم لا من مصالح البلدية ولا حتى من الجمعيات، فهي أيضا تتأخر في توزيع القفة على المحتاجين كما عبر عنه بعض المحسنين في حديثهم مع “الشروق”، حيث ذكروا أنّ عديد العائلات المعوزة تجتاز الأيام الأولى من شهر رمضان في أسوأ حال، وذلك بسبب تأخر “الأميار” وكذا الجمعيات في توزيع القفة، وهو ما دفعهم هذا العام، إلى العمل عليها بأنفسهم وعدم التعاون مع الجمعيات.

وشرع متطوعين في فتح صفحات فايسبوكية، وتسجيل المحتاجين وجمع التبرعات سواء المالية منها أو تلك التي تكون إما على شكل مواد غذائية وإما أفرشة وألبسة وأغطية، حيث يتنقلون بأنفسهم إلى منازل العائلات المعوزة ويتأكدون من وضعهم الاجتماعي، ثم يقومون بتوزيع المساعدات عليهم.

وقد وقفنا على عملية توزيع 50 قفة جمعها متطوعون شباب في العاصمة، وقاموا بتوزيعها على جزأين، الأول ذهب لفئة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة والجزء الثاني خصص للأرامل والفقراء، حيث ذكر في هذا الشأن الشاب زهير صاحب 36 عاما، أنه باشر في جمع التبرعات رفقة مجموعة من أصدقائه، بعضهم أثرياء وبعضهم الآخر قدّموا مساهمات بسيطة، إذ يُحضر كل واحد منهم ولو شيئا بسيطا من منزله على قدر المستطاع، في حين أنّ ميسوري الحال قاموا باقتناء السميد والزيت، وأطلقوا منشورات على مواقع التواصل فيها أرقام هواتفهم، لمن يحتاج مساعدة بأحد المنتجات أو المواد الاستهلاكية سواء المتوفرة أم غير المتوفرة كالخضر والفواكه، يقومون باقتنائها وأخذها إليه بعد التأكد من حالته الاجتماعية، وذلك في سرية تامة ومن دون إحراجهم، عكس بعض الجمعيات التي تقوم بأخذ صور لها وهي توزع التبرعات على المحتاجين ثم تقوم بنشر صورهم عبر مواقع التواصل، فتسبب لهم إحراجا كبيرا، وهو الأمر الذي جعل عديد العائلات الفقيرة ترفض الإعانات المقدمة من قبل الجمعيات، كما ترفض الإفصاح عن نفسها رغم حاجتهم الشديدة للمساعدات المادية..

ومن الجهود الفردية ما تقوم به السيدة ليلى التي تنحدر من ولاية البويرة وبالضبط من سور الغزلان، والتي تقوم رفقة مجموعة من نساء المنطقة بجمع التبرعات طوال العام وليس في رمضان فقط وتوزعها على المحتاجين والفقراء، بدءا من جهاز العروس، إلى الألبسة والأغطية والأفرشة وتكملها قبل الشهر الفضيل، حيث تجمع معونات تتعلق بمادة السميد والزيت وجميع المواد الغذائية الواسعة استهلاك وتوزعها قبل دخول الشهر الفضيل، الأمر الذي جعل عديد الأشخاص يتفاعلون مع هذا النوع من الأعمال الخيرية التي سلبت الكرة من مرمى الجمعيات وأحرجت “الأميار” الذين يأتي دورهم دائما متأخرا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!