-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زيادة اهتمام الجزائريين بتربية الحيوانات تنعش تجارتها

محلات بيع مستلزمات القطط والكلاب تنافس “السوبرماركت”!

وهيبة سليماني
  • 1708
  • 0
محلات بيع مستلزمات القطط والكلاب تنافس “السوبرماركت”!

انتعشت سوق الأغذية والمستلزمات والإكسسوارات المتعلقة بالقطط والكلاب، والعصافير، وغيرها من الحيوانات الأليفة، بشكل ملفت للانتباه، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، بتلاشي فيروس كورونا. فشغف بعض الجزائريين بتربية الحيوانات زاد من حيوية هذه التجارة.

ولم تعد المحلات الخاصة بلوازم الحيوانات الأليفة، تقتصر على الأغذية والأدوات المستعملة لتقديمها للقطط أو الكلاب عامة، فقد تعدت إلى مواد التنظيف، والرعاية، والعلاج، وحتى أدوات تحسين مظهر الحيوان، وقص شعره وأظافره، وإكسسوارات تعلق في رقبته، وألبسة وأغطية أقرب إلى تلك التي تستعمل في تربية الرضع!

جزائريون يدفعون الملايين لعلاج حيوانات غريبة عند البيطري

وارتقت تربية الحيوانات في البيوت الجزائرية، إلى مستوى الرفاهية، و”الدلال”، فقد يخسر البعض، بحسب تأكيد بعض البياطرة، على علاجها فقط خلال الشهر الواحد مليون سنتيم أو أكثر، في حين اكتشف باعة أغذيتها، أن البعض ينفقون 5 ملايين سنتيم شهريا، على تربية كلاب أو قطط في منازلهم.

انتعاش بيع مستلزمات تربية الحيوانات مع تراجع الاستيراد

وحول هذا الموضوع، أكد رئيس منتدى التصدير والاستيراد، والتجارة الدولية، محمد حساني، لـ”الشروق”، أن مستلزمات تربية وعلاج الحيوانات الألفية، تعرف إقبالا ملحوظا في الآونة الأخيرة، وأصبحت تنافس المساحات التجارية الكبرى “سويبرات” في الأهمية، ومن ناحية التنوع في السلع والديكور وحتى الزبائن.

وقال إن عمليات الاستيراد تراجعت مقارنة بالسنوات الماضية، وهي تمس أيضا مستلزمات تربية وعلاج الحيوانات، حيث يمكن أن يشهد هذا السوق مع زيادة الاهتمام بتربية الحيوانات ندرة بعض السلع الخاصة وأغلبها تتمثل في الأغذية، والأدوية والفيتامينات.

الإدمان على تربية حيوانات أليفة سببه العزلة الاجتماعية

وبحسب جولة استطلاعية، قادت “الشروق”، إلى بعض محلات بيع مستلزمات تربية الحيوانات، رصدنا تواجد زبائن داخلها بشكل مستمر.

وإقبال هؤلاء لا يقتصر فقط على شراء الأغذية، حيث اعتمد باعة هذه المستلزمات على تخصيص أجنحة، بحسب طبيعة سلعهم، التي تباينت لتشكل ديكورا جميلا يسر كل من يدخل محلات انتشرت مؤخرا بانتشار ثقافة تربية الكلاب والقطط بعد أن كانت العصافير والطيور تأخذ حيزا واسعا في هذه التجارة.

ومن الأغذية المحلية والمستوردة، إلى مستلزمات غسل وتنظيف الحيوانات والاعتناء بها، وعلاج تساقط شعرها، وقتل البراغيث والجراثيم العالقة بها، وتقليم الأظافر، المجففات والأغطية والأواني الخاصة بها، والبيوت الصغيرة مخصصة لنومها إلى حقائب وأقفاص حملها، وإكسسوارات لتزين القطط والكلاب، وربطات عنق طاردة للفيروسات، وأخرى للتزيين، كلها تتواجد في السوق العادية والإلكترونية.

وعن الأسعار، فإن الأغذية الخاصة بالقطط والكلاب، هي أكثر مستلزمات هذه الحيوانات التي ينفق عليها البعض مبالغ مالية، تضاف إلى المصاريف اليومية لديهم، خاصة الكيلوغرام من “الكروكات” المستورد الخاص بالقطط يبلغ سعره 1200دج، والمستورد من ألمانيا، لا يقل عن 900دج، بينما المحلي، لا يقل عن 500دج، وأما المعلبات الخاصة بأنواع اللحم الموجه لتغذية الكلاب والقطط، وهي تزن في الغالب رطلا، فإن أسعارها تتراوح ما بين 200دج و400دج، وهي مستوردة من إيطاليا وفرنسا وبعض الدول الأسيوية.

حيوانات أليفة جديدة ترفع بورصة البياطرة والتجار

والغريب في الأمر، أن تجارة مستلزمات الحيوانات، توسعت لتضم أخرى خاصة بالفئران، والسلاحف، والسناجب، والأرانب، والقردة، والخنزير الهندي والطيور النادرة، كالأقفاص، وأدوات رعايتها، وأغذيتها، ولم يعد البياطرة يستقبلون فقط حيوانات المزرعة، أو القطط والكلاب والعصافير التي يربيها البعض، حيث أكد المفتش البيطري الجهوي، دحمان نجيب، لـ”الشروق”، أن من بين أغرب الحيوانات الأليفة التي بدأ يدمن على تربيتها بعض الجزائريين، فأرة “الهامستر”، التي تحتاج لرعاية خاصة.

وكشف نجيب دحمان، لـ”الشروق”، عن ولع بعض الجزائريين الذين يقبلون على عيادته، ببعض الحيوانات الأليفة إلى درجة أنهم يدفعون أموالا طائلة للحصول عليها، خاصة السلالات النادرة، كما أنهم يخسرون مبالغ لمتابعة علاجها بانتظام.

وأرجع المتحدث ذلك إلى تغير نمط الحياة في الجزائر، وتأثير التكنولوجيا والوسائط الرقمية، مشيرا إلى أن تطور تربية الكلاب والقطط والطيور، رفع بورصة البياطرة الذين انتعش نشاطهم، واضطر بعضهم إلى البحث والاهتمام أكثر بأدق التفاصيل حول طبيعة وحياة بعض السلالات من الحيوانات الأليفة وحتى المفترسة.

زيادة الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة للربح من تجارتها

وأوضح البيطري نجيب دحمان، أن انتعاش تجارة مستلزمات الحيوانات الأليفة، يرجع أيضا إلى تربية هذه الأخيرة من طرف أشخاص يريدون “البزنسة” في بيعها والربح من ورائها مع غلاء المعيشة، والرغبة في الغنى السريع، إلى درجة أن بعض هؤلاء، بحسب ذات المتحدث، استغلوا الحدائق الجهوية الصغيرة لكراء مساحات يمكن تربية الكلاب والقطط والقوارض والعصافير، وبعض الحيوانات المفترسة والنادرة لإعادة بيعها.

وأكد دحمان نجيب، أن الطلبات المتزايدة على أنواع من الحيوانات الأليفة تؤدي إلى رفع أسعارها، حيث إن أحد المواطنين في مدينة داخلية، بحسبه، غير سيارة بعصفور “مقنين” من النوع النادر، قائلا إن بعض القطط وصل سعرها إلى 6 ملايين سنتيم، فيما تجاوز سعر بعض الكلاب 100 مليون سنتيم.

العزلة الاجتماعية تفسح المجال لتربية الحيوانات في البيوت

وفي سياق هذا الموضوع، قالت المختصة في علم الاجتماع، صليحة بوماجن، إن تربية الحيوانات الأليفة أصبحت سلوكيات جديدة في المجتمع الجزائري، بعد أن كان الأمر يقتصر على تربية الطيور، وذلك بحسبها، لعدة عوامل أهمها التطور التكنولوجي، وانفتاح المجتمعات العربية على المجتمعات الأوروبية، وتغير طبيعة الحياة بين العائلات والأسر الجزائرية.

وأكدت بوماجن أن العزلة الاجتماعية التي ساهمت فيها الهواتف النقالة، ومواقع التواصل الاجتماعي الرقمية، جعلت بعض الجزائريين يلجؤون إلى تربية الحيوانات للاستئناس بها وملء الفراغ العاطفي والهروب من الوحدة.

وترى صليحة بوماجن، بأنّ تراجع العلاقات بين الأفراد وفقدان الثقة في روابط الصداقة، سبب عزلة، عوضها البعض بتربية الحيوانات والاستئناس بها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!