-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

محمود عباس: إذا لم تلتزموا لن نلتزم..

محمود عباس: إذا لم تلتزموا لن نلتزم..
محمود عباس

استمعتُ مساء يوم الخميس الماضي على المباشر إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر السفارة الفلسطينية بالجزائر، بحضور السفير الفلسطيني والجالية الفلسطينية فضلا عن كثير من الجزائريين الذين لبَّوا الدعوة لحضور هذه المناسبة تضامنا مع الشقيقة فلسطين. وقد لفتت انتباهي في هذا الخطاب مسألة رأيت أنه من الأهمية بمكان الإشارة إليها في هذه المساحة من الرأي، وهي قدرة الرئيس الفلسطيني على الربط بين مسألتي السلام والإصرار على استعادة الحق المغتصَب؛ فالسلام بالنسبة إليه ليس إطلاق يد الاسرائيليين ليفعلوا ما شاؤوا في هذه الأرض المباركة، إنما هو رهن بتحقيق 05 أمور على الأقل:

 الأول إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة ضمن حدود 04 جوان 1967، والثاني أن تكون عاصمتها القدس الشرقية وليس في القدس الشرقية كما أوضح، أي ليس في مكانٍ من القدس الشرقية كمنطقة “أبو ديس” أو غيرها مثلا. والثالث أن تكون لدولة فلسطين حدودٌ واضحة مُعترَف بها، والرابع أن يبقى حق العودة قائما لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني وليس 40 ألفا كما يدّعي الأمريكيون، والخامس أن يلتزم الإسرائيليون بقرارات الشرعية الدولية، مُذكِّرا العالم بأن الأمم المتحدة أصدرت 705 قرار لم يقبل منها الاسرائيليون ولا قرارا واحدا، ومجلس الأمن أصدر 86 قرارا لم يقبلوا منها أيضا ولا قرارا واحدا. فكيف بالمجتمع الدولي أن يعتبر هؤلاء دعاة سلام أو راغبين في السلام؟ فضلا عن هذا فقد ذَكَّر الرئيس الفلسطيني بأن الكونغرس الأمريكي مازال يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية “منظمة إرهابية” كما ذكّر أن الولايات المتحدة نقضت كل اتفاقاتها مع الفلسطينيين كما نقضها الإسرائيليون متسائلا: إذا لم يحترموا هذه الاتفاقيات فكيف نحترمها نحن؟ مشددا: إذا لم يحترموها ولم يلتزموا بها، لن نلتزم وليكن ما يكون..

وقد كانت حجج الرئيس الفلسطيني واضحة ومُقنعة والمطالب التي رفعها باسم الشعب الفلسطيني مشروعة وعادلة، وضرورة إدانة المجتمع الدولي للإسرائيليين ووضع حدٍّ لعدوانيتهم وغطرستهم لا تحتاج إلى نقاش، إلا أن الأسئلة المطروحة هي: لماذا لا يستمع قادة العالم المسمى “حرا” والقيادة الأمريكية بالتحديد إلى صوت الحق والعدل والسلام؟ لماذا يُفضِّلون الوقوف إلى جانب صاحب القوة والسلاح وممارسة القتل والإرهاب؟ أم إنهم يرغبون في دفع المنطقة إلى حرب جديدة؟

يبدو أن هذا هو المنفذ الوحيد الذي يريد الإسرائيليون والأمريكيون الدفع باتجاهه وَهْمًا منهم أنهم سيغتصبون مزيدا من الأرض ويبيعون مزيدا من السلاح، ناسين أن موازين القوة قد بدأت تتبدل في ظل توازنات إقليمية جديدة، وفي ظل المقاومة الشعبية المتصاعدة يوما بعد يوم، وأن المجلس الوطني الفلسطيني قد فوَّض الرئيس محمود عباس لأن يُعلِّق الاعتراف بإسرائيل وإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة مع الحكومة الإسرائيلية، وبعده سيكون لكل حدث حديث.. أليس في هذا عودة للأمل؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ابن الجزائر

    مصخرة وشئ مضحك ،من أتى بمحمود عباس ؟ وقالها نايف حواتمة عنه هل بات في مغارة ولوليلة واحدة؟ أنا لست فلسطينيا أكثر من الفلسطنين ،وما أخد بالقو لا يسترجع الا بالقوة ،لكن يجب تحضير هده القوة ؟ مادا تريد من الغرب أن يقدم للفلسطنين أدا تخل عنهم أخوتهم في الخليج وعلى رأسهم مملكة الخير وتمن عليهم بما قدمته من أموال وهي في الحقيقة مساعدة الأسرائلين وليس الفلسطنين .أنظر مادا تفعل البحرين والأمارات والأردن ومصر ،على الفلسطنين تغيير سياستهم وفلسفتهم من العربان لأنهم خدلوهم وهم من أوصلهم الى هدا ؟العيش بكرامة أو الموت أفضل من الدل والأهانة .خودوا المثال من أيران أصبحت تجرب أسلحتها في سوريا؟

  • الطيب

    نكرر يا أستاذ سليم ...الفلسطينيون يعيشون مرحلة شبيهة بمرحلة أربعينيات القرن الماضي للجزائريين أي أنّ الإشكال في القضية الفلسطينية هو فلسطيني بالدرجة الأولى و على الفلسطنيين الأحرار أن يتجاوزوا العبث الذي اطلق عليه ظلمًا و عدوانًا و تغليطًا و مغالطات اسم السلام ، و يتجاوزوا هؤلاء الذين يظنون أنّ فلسطين ملكهم يفعلون بها ما يشاؤون بالتنسيق مع اليهود و الأمريكان ثم يعلنوها مدوية في السماء الله أكبر تحيا فلسطين تمامًا مثلما فعل الجزائريون في 1 نوفمبر 1954.أما غير هذا فسيفعل بهم الصهاينة الأفاعيل التي لم يروها من قبل ..