-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد صيف استثنائي بالموجة الثالثة لكورونا والحرائق وارتفاع الأسعار

مختصون: هكذا يتم تحضير الأطفال للدخول المدرسي

نادية سليماني
  • 1028
  • 0
مختصون: هكذا يتم تحضير الأطفال للدخول المدرسي
أرشيف

قلق ورهبة وصعوبة تأقلم وخوف غير طبيعي.. هي بعض الأعراض التي يواجهها التلاميذ، بعد عودتهم لمقاعد الدراسة. وتتفاوت هذه المشاعر من تلميذ لآخر حسب المحيط الدائر به، وبالخصوص خلال جائحة كورونا.

والظاهرة جعلت المختصين يشدّدون على ضرورة التأهيل النفسي للأطفال، بهدف تشجيعهم على الذهاب إلى المدرسة والاندماج فيها دون خوف.

يحتاج التلاميذ مع اقتراب الدخول المدرسي، وبعد فترة الانقطاع الطويلة عن الدراسة بسبب جائحة كورونا، إلى تهيئة نفسية ومعنوية، لاستقبال العام الدراسي في جوّ من الطمأنينة والراحة..خاصّة وأن كثيرا من الأولياء يُبالغون في إظهار توترهم وقلقهم مع اقتراب عودة أبنائهم لمقاعد الدراسة. كما أن للمدرسة، دور في تهيئة الأبناء نفسيا، من خلال تجنب الإكثار من القوانين والإجراءات الاحترازية، للوقاية من فيروس كورونا، خاصة لتلاميذ الطور الابتدائي.

أطفال التحضيري والمتوسط أكثر الفئات صعبة التأقلم
وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور في علم النفس، أحمد قوراية في تصريح لـ “الشروق”، بأن درجة حماس العودة للدراسة، تتفاوت من تلميذ لآخر، وهو ما يتطلب تأهيلا نفسيا، لمساعدتهم على التخلص من مشاعر القلق أو الخوف أو الرهبة من الدراسة والأساتذة.
ويرى، بأن الفزع من فيروس كورونا، لم يصب غالبية الأطفال، على اعتبار أنهم يعيشون في عالمهم “البريء” والخاص بهم، فقلة منهم فقط، من يتأثرون بما يجري حولهم من أحداث اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية. فيما عدا أولئك الذين فقدوا أحدا من عائلتهم أو أفرادا بسبب الوباء، “فهؤلاء يكون تأثرهم أكبر وظاهرا، ولذلك على الطاقم الإداري بالمدرسة، عدم المبالغة في الإجراءات الاحترازية من كورونا، ما يخلق جوا من الرعب داخل الأقسام”.
وأكثر الفئات التي تتأثر بالدراسة، هم تلاميذ التحضيري، المتعلقين جدا بأوليائهم، والذين سيمضون ساعات ولأول مرة بعيدا عن أوليائهم، فعملية تأقلمهم صعبة جدا، وتحتاج لصبر طويل ومجهود كبير، تليها فئة المراهقين، والتي نجدها في الصفين المتوسط والثانوي..فبعض تلاميذ هذا الطور، يكونون في مرحلة بداية المراهقة أو ما يعرف بسن التمرد، فالأطفال في هذه السن لا يتقبلون نصح الأهالي، وعملية إقناعهم، تحتاج لنفهم مفاتيح شخصياتهم.

صائفة 2021 الاستثنائية أصابت بعض الأطفال بصدمات نفسية
وأكد محدثنا أن دور الأسرة مُهمّ جدا، لتأهيل التلاميذ للدراسة، عن طريق الحوار مع الطفل، وتحسيسه بأهميته في المنزل. أما دور الأساتذة، فيتمثل في التعامل وفق أسلوب ما يعرف بـ “التعليم التفاعلي النشط البنائي للشخصية”، من خلال اكتشاف مهارات التلاميذ، وتنمية حب المدرسة والزملاء داخلهم”.
وينصح محدثنا العائلة، بتجنب نقل مشاعر القلق إلى أطفالهم، والتحلي بالهدوء والثقة أثناء تحضيرهم للعام الدراسي الجديد. وتجنب الحديث عن الصعوبات، التي سيواجهها الأطفال خلال هذا العام الدراسي. مع رفع حماسة أطفالهم للعودة إلى المدارس، “عن طريق تعداد جوانب المدرسة الإيجابية، ومنها ملاقاة الأصدقاء والمعلمين، واكتساب معارف جديد”.
وخلص قوراية، إلى ضرورة تأهيل التلاميذ المقبلين على الدخول المدرسي، بالمنظور التربوي الذي يتناسب مع طبيعة تفكيرهم وذهنيتهم، وقال “هذه الصائفة، عشنا ظروفا استثنائية، من موجة كورونا الثالثة وما خلفته من وفيات، واندلاع الحرائق عبر أكثر من 20 ولاية، والجريمة البشعة لجمال بن اسماعيل.. وهذا كله قد يكون تسبب في صدمات نفسية مفاجئة للتلاميذ، من رعب وخوف، وبالتالي على الأولياء التحاور مع أطفالهم قبل الدخول المدرسي، بحديث متوازن، بعيدا عن السوداوية، حتى يحافظ التلميذ على توازنه النفسي والعقلي والسلوكي، ويهتم لرسالته التعليمية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!