-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يسبب جفاف الجسم.. الفشل الكلوي وارتفاع السكري

مختصون يحذّرون من إهمال شرب الماء في فصل الشتاء

مريم زكري
  • 726
  • 0
مختصون يحذّرون من إهمال شرب الماء في فصل الشتاء
أرشيف

 “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.. الماء منبع الحياة لما له من أهمية كبيرة في سلامة الوظائف الحيوية للجسم وهو ما يهمله ويتغافل عنه الكثيرون، خاصة في فصل الشتاء، أين يقل استهلاكه بسبب انعدام الشعور بالعطش، وهو ما يسبّب، حسب المختصين، مضاعفات صحية خطيرة.
أكد الدكتور فتحي بن أشنهو، مختص في الصحة العمومية، أنه من الخطأ إهمال شرب الماء بالمعدل المطلوب خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى الاعتقاد الخاطئ الذي ترسخ لدى الكثيرين بأن الماء عنصر يستهلك في فقط خلال الشعور بالعطش، أو مضاعفة الكمية خلال الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة، في حين يعتقد البعض الآخر أن الحاجة إلى شرب الماء تكون خلال الصيف أكثر من الشتاء فيهملون شربه طيلة اليوم، مضيفا أن الشعور بالعطش هو بمثابة تنبيه وتحذير من قبل الدماغ بأن الجسم في “خطر” وتعرض لفقدان كمية معتبرة من الماء.

هذا ما يحتاجه جسم الإنسان من الماء
وحذّر بن أشنهو في تصريح لـ”الشروق”، من تناول الماء في حالة العطش فقط أو أثناء الشعور برغبة في ذلك خلال ارتفاع درجة الحرارة، قائلا إن العطش يعطي أوامر للدماغ بوجود نقص في كمية الماء، والتي من المفترض أن يتراوح معدل استهلاكه ما بين 1.5 لتر إلى 2 لتر يوميا بالنسبة للشخص العادي، كما يجب أن تتناول المرأة الحامل ومرضى السكري ما معدله 4 لترات خلال 24 ساعة حتى لا تتضرر بعض أجهزة الجسم.
وأضاف بن أشنهو، أن جسم الإنسان يتكون من 70 في المائة من الماء، “ولهذا السبب، نحتاج لشرب الماء طوال العام للحفاظ على رطوبة الجسم وصحته الجيّدة”، ومن ناحية أخرى، فإن استهلاك الماء -حسب المتحدث- مرتبط ببقاء الإنسان على قيد الحياة، قائلا إن أجهزة الجسم ووظائفه الحيوية تتطلب الماء بقوة وفي حال إهمال شرب الماء تتأثر جميع الوظائف الحيوية للجسم.

هذا ما يسبّبه عدم شرب الماء على صحة الجسم
وقال بن أشنهو، إن التهاون في عدم شرب المياه لفترة طويلة، يتسبّب في مشاكل صحية عويصة مع مرور الوقت، أخطرها إصابة وظائف الكلى بالعجز والفشل وكذا حدوث التهاب بالمسالك البولية، إلى جانب تأثير ذلك على جميع الوظائف الحيوية الأخرى، ونوه بن أشنهو إلى أن عدم أخذ كمية كافية من الماء يوميا يؤدي إلى جفاف البشرة وتعرض الجلد للتجاعيد المبكرة، كما أنها قد تكون في بعض الأحيان سببا في انخفاض القدرة على التفكير بطريقة سليمة نظرا تأثير نقص الماء على بنية الدماغ والناقلات العصبية، ويؤدي نقص الماء الشديد في الجسم، يقول المتحدث، إلى حدوث هبوط حاد في ضغط الدم، وبالتالي نقص كمية الأكسجين الواصلة لأنحاء الجسم وارتفاع السكري.

هذه أضرار شرب الماء البارد
من جهة أخرى، حذّر المتحدث من استهلاك المياه المثلجة أو الباردة جدا، والتي قد تكون سببا في الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة أو الذبحة الصدرية، ومن بين السلبيات المتعلقة بالمياه المثلجة يقول المختص إن ذلك يتسبب في اضطربات المعدة وآلام البطن والإمساك، كما نصح في نفس الوقت بشرب الماء الدافئ، والذي يعتبر من العادات الصحية المفروض إتباعها في حياتنا اليومية.
ومن الأخطاء الشائعة التي حذّر منها الدكتور، هي استبدال الماء بالعصائر والمشروبات الغازية، قائلا أن العصائر وغيرها لا تعوض الماء الذي يعتبر عنصرا حيويا وضروريا لجسم الإنسان الذي يشكّل ما نسبته 70 بالماء من وزن الإنسان وكذا 60 بالماء من مكون الجلد.
وتأسف الدكتور بن أشنهو من غياب التربية الصحية لدى المواطن الجزائري الذي تكلفه الكثير أحيانا، كما دعا إلى ضرورة التنوير والتنبيه من قبل مختلف وسائل التواصل والإعلام، لغرس الوعي الصحي لدى المواطن، وإتباع العادات السليمة التي تحميه من مختلف الأمراض أو المضاعفات الصحية.

تحذيرات من الإصابة بالفشل الكلوي
بالمقابل، يرى رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، أن الكثير من الجزائريين يغفلون عن شرب الماء خلال فصل الشتاء، نظرا لعدم وجود إحساس بالحاجة لذلك، وهو أمر خطير حسب المتحدث وقد يتسبّب في الإصابة بالفشل الكلوي نتيجة تجمع السموم التي تطرح عادة عن طريق التعرق والتبول.
ونوّه المتحدث إلى وجود ما يقارب 25 نوعا وعلامة تجارية للمياه المعدنية بالسوق الوطنية، أغلبها عبارة عن مياه ينابيع وليست معدنية كما يتم الترويج لها، وأضاف المتحدث أن المياه المعبأة من المفترضأن تكون معالجة مخبريا وتخضع لشروط خاصة ودراسات قبل تسويقها للمستهلك، مضيفا أن تسويق المياه المعدنية لابد أن يكون وفق معايير خاصة ولدواعي علاجية حتى يتمكن المستهلك من اقتنائها حسب احتياجاته ومتطلباته، قائلا أن المياه المعبأة لابد أن تكون غنية بالمعادن، على غرار عنصر المغنيزيوم الذي يعالج حالات القلق ويقلل من الشعور بالتوتر نتيجة الضغوطات اليومية.

ضرورة استعمال الفخار وتجنّب البلاستيك
وفي سياق آخر، لمح حريز إلى بعض السلوكيات الخطيرة على الصحة العمومية، التي تقع فيها الكثير من ربات البيوت بعد استعمال قارورة المياه المعدنية لأكثر من مرتين أو ثلاثة، أو استخدامها لاحقا لتعبئة سوائل غذائية أخرى غير متطابقة لنوعية البلاستيك التي صنعت لأجله، كما حذر في السياق ذاته من تعرض قارورات المياه المعدنية للحرارة، والتي تتفاعل كيميائيا مع مادة البلاستيك وقد ينتج عن ذلك التفاعل تحلل مواد مسرطنة بالماء الخاص بالشرب، وهو ما يخلّف، حسب المتحدث، أضرارا صحية كثيرة، ومقابل ذلك، يقول حريز، هناك طرقا مختلفة لاستهلاك المياه، فمثلا، “يعتبر شرب الماء من وعاء فخاري ممارسة تقليدية ورثناه عن أجدادنا لما له من فوائد صحية، والتي تتمتّع بخصائص تبريد طبيعية والحفاظ على درجة حرارة الماء، وهو أمر غير ممكن في الحاويات البلاستيكية أو المعدنية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!