الرأي

مدن عربية تحت مظلة القصف “الإسرائيلي”

ح.م

هجمات عسكرية جوية، تشنها “إسرائيل” على العراق، دون اعتراف رسمي من الجهة المهاجمة، أو الجهة التي قبلت الهجمة المفاجئة، في إشارة إلى اندلاع حرب إقليمية اختارها بنيامين نتنياهو في نطاق محدود، ستكون ساحاتها اليمن وسوريا ولبنان والعراق، تحت ذرائع “حماية أمن إسرائيل”.

لم ينف رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أو يؤكد التقارير المتداولة حول مسؤولية إسرائيل عن سلسلة من الهجمات على مواقع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق في الأيام الماضية.

بيانات عراقية غير رسمية، تبنتها فصائل مسلحة، اتهمت الجيش الأمريكي بشن تلك الهجمات، في أسلوب يتحاشى اتهام “إسرائيل” التي يدعو اتهامها الرد الحاسم، بما يثير أزمة أمنية إقليمية كبرى.

الحكومة العراقية التي علقت على استهدافها متأخرة، هي في وضع معقد، لا تحسد عليه، جعلها تطيل الصمت، فأي موقف تطلقه، سيزج بها في موقف سياسي وأمني محرج، دولي وإقليمي، فتركت الأمر لميليشيا الحشد الشعبي في مخاطبة الرأي العام بطريقتها.

بنيامين نتنياهو الذي يرى الأجواء الإقليمية والدولية لصالحه دائما، وقف أمام أجهزة الإعلام، متجاوبا مع سؤال يريد توضيح حقيقة ما جرى: فيما إذا كانت القوات الإسرائيلية “تتصرف في المنطقة بأكملها، بما في ذلك العراق، ضد التهديد الإيراني”، فكشفت إجابته أن دولا عربية واقعة تحت مظلة الهجمات الإسرائيلية، حيث قال: “إننا نتصرف في العديد من الساحات ضد بلد يسعى إلى تدميرنا. بالطبع، لقد منحت قوات الأمن حرية التصريح والتعليمات للقيام بما هو ضروري لإحباط هذه الخطط الإيرانية”.

واتهامات رئيس الوزراء الصهيوني، لم تنقطع لإيران بما وصفه: “محاولة إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في إيران نفسها، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن”، وأضاف نتنياهو “أنا لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان”.

إذ التزمت الحكومة العراقية الصمت، تابعت وسائل إعلام عربية وعالمية، حقيقة الهجمات الجوية التي ضربت مواقع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، مؤكدة “إن إسرائيل كانت وراء ثلاث هجمات على الأقل على أهداف إيرانية في العراق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لميلشيات الحشد الشعبي”.

فرغم معرفة ميليشيا الحشد الشعبي لمصدر الهجمات التي ضربت بعض مواقعها في العراق، مارست سلوك إخفاء الحقيقة، ذاهبة نحو الولايات المتحدة، متهمة إياها بالضلوع في تلك الهجمات، وكأنها لا تريد فتح جبهة مع “إسرائيل”، تفرض عليها الرد الأخلاقي في أقل تقدير.

التلاعب الإعلامي في إخفاء حقيقة مفضوحة، جعلنا ندرك أن المواجهة “الإسرائيلية – الإيرانية” المزعومة، هدفها الاستراتيجي الأوحد هو زعزعة الأمن القومي العربي، بحجج لا دخل للدول العربية بها، تضع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمام مسؤوليتها في الدفاع عن أمن وكرامة الشعب العربي، أمام هذا المخطط الخبيث، الذي سيجعل من أربع دول عربية ساحة حرب ندرك سرها بين “إيران وإسرائيل”.

مقالات ذات صلة