-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مزيد من الثرثرة الفارغة

محمود بلحيمر
  • 10850
  • 10
مزيد من الثرثرة الفارغة

سنة 2010 مرشحة لتكون سنة الرياضة في الجزائر. لكن ما هو مؤكد هو أن المشهد السياسي سيبقى بسذاجته المعهودة، والمشهد الاجتماعي بتوتره واحتقانه المعروف، ولا شيء يؤشر إيجابيا على الاقتصاد، وفيما يخص الأمن هناك عمل كبير ينتظرنا.

  • وفي مطلع العام الجديد لثاني عشرية من القرن الـ 21 لننظر إلى شيئين: أن “الشكارة” هي التي حسمت انتخابات مجلس الأمة، وأن الجزائر سجلت ناقص (-) 35 مليار دولار في مداخيلها مقارنة بسنة 2008 .
  • انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة طغت عليها تحالفات غير طبيعية وكانت “الشكارة” هي الحاسم، كما كتبت الصحافة. لا شيء يثير القلق هاهنا لأن العملية الانتخابية في هذه الهيئة، التي هي جزء من “الصرح المؤسساتي” كما يقال، أريد لها أن تكون عملية روتينية شكلية على نمط الانتخابات السابقة، وأن تكون مطابقة ومنسجمة تماما مع الترتيبات السياسية والشكل الذي هيكلت عليه الحياة السياسية من زمان، مما يعني أن الذي يتحدث عن أفكار وبرامج ورؤى وألوان سياسية جديدة كمن يلمع السراب.
  • وعندما نرى أن عددا كبيرا من أفراد هذه المؤسسة، التي يفترض أنها مؤسسة “الحكماء الكبار”، وصلوا إليها عن طريق الرشوة، يمكن أن نتنبأ ونفهم من الآن نوعية القوانين والسياسة التي سيفرزها مجلس الأمة و”التوجيهات التي سيسديها للأمة”، وأيضا كيف أن المنظومة الرقابية والقضائية في البلاد تقف عاجزة عن الحركة تجاه الرشوة كممارسة بارزة ليس في الأوساط الاقتصادية والمالية ولكن في اللعبة السياسية أيضا. ينبغي أن نذكر أن مجلس الأمة هو الغرفة البرلمانية العليا التي تتمتع بصلاحيات إلغاء ومراقبة القوانين التي يصادق عليهاالغرفة السفلى، أي المجلس الشعبي الوطني. هذا المشهد يعطينا صورة واضحة عما ستكون عليه جزائر 2010 .
  • إقتصاديا، تظهر الجزائر في وضعية مريحة نسبيا على المستوى المالي من حيث أن التوازنات الإقتصادية الكبرى تبدو جيدة، لكن ونحن ندخل سنة 2010 يجب أن ننظر إلى هذا الرقم: مداخيل الجزائر للسنة المنقضية (2009) تراجعت بحوالي 45 بالمائة مقارنة بالسنة التي قبلها 2008 . وبعبارة أخرى خسرت الجزائر في هذه المرة 35 مليار دولار بالمقارنة مع سنة 2008 حيث بلغت مداخيلنا خلالها 75 مليار دولار بينما لم تتجاوز مداخيلنا في ديسمبر الأخير 40 مليار دولار.
  • السبب في ذلك واضح وهو تراجع أسعار المحروقات في الأسواق الدولية والذي يعود أساسا إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية. سعر الذهب الاسود استقر السنة الماضية في حدود 45 دولار كمتوسط وذلك بعدما سجل أقصى ارتفاعا له في جويلية من سنة 2008 حيث بلغ 147.27 دولار للبرميل.
  • هذا الوضع أعاد إثارة المخاوف بشأن قدرة الجزائر على ضمان تمويل منتظم للمشاريع التنموية التي سطرتها الحكومة، وأيضا الخوف من عودة البلاد لحالة مشابهة للوضعية المالية الخانقة التي عشناها في خلال عشرية التسعينيات سيما وأن الصادرات خارج المحروقات هي في حدود 2 بالمائة. ومن جانب ثاني ورغم أن احتياطي الصرف بلغ 140 مليار دولار (أي حوالي 3 سنوات استيراد) لكن الرقم القياسي الذي وصلته الواردات، التي بلغت قرابة 40 مليار دولار في سنة 2008، كل ذلك يثير مخاوف حول استمرار هشاشة الوضعية المالية للبلد مهما ارتفعت أسعار النفط لأن المقررين الإقتصاديين لم يفلحوا في بلورة سياسة اقتصادية تخفض تدريجيا الاعتماد الكلي على المحروقات وتقلص من الاستيراد، رغم أن هذه السنة سجل تراجع في حجم الواردات بفعل بعض التقييدات التي أدخلتها الحكومة في قانون المالية والقانون التكميلي، لكن تعثر الإقتصاد المنتج في الداخل يبقى المشكل من دون حل..
  • من جانب آخر، تتحدث الحكومة عن برنامج إنمائي خماسي (2010 / 2014) بأكثر من 150 مليار دولار (نقلت بعض الصحف عن وزير المالية قوله أن البرنامج الخماسي قد يستهلك 280 مليار دولار). وهذا يعني أن الحكومة ماضية في نفس سياسة الإنفاق العمومي الضخم على مشاريع في البنى التحتية يظهر جليا أن مردودها الاجتماعي، وحتى الاقتصادي، يبقى غير ملموس، زيادة على أن الموارد المسخرة كانت عرضة للرشوة والنهب (مثال رشاوى الطريق السيار) في ظل الشلل الذي تعيشه المنظومة الرقابية، كما أن نوعية وجدوى المشاريع التي يجري الحديث عنها تبقى مثارة للاستفهام.. والاستفهام الآخر هو كيف يمكن الحديث من الآن عن تسخير ميزانية للخماسية المقبلة تتجاوز 150 مليار دولار علما أن سعر النفط خلال السنة المنقضية كان في حدود الـ 45 دولار للبرميل؟ ما يمكن تصوره، في حالة تقهقر أسعار النفط أو حتى بقائها كما هي، هو أن الحكومة لن تقدر على استكمال البرنامج وإلا ستخل بالتوازنات المالية للبلد..
  • وهذا يفيد أن الجزائر لم تستفد من الوفرة المالية الاستثنائية التي عرفتها منذ الارتفاع التدريجي لأسعار النفط بداية من سنة 1999 . والآن نفهم كيف أن وزراء مثل طمار وخليل وبن اشنهو ظلوا يثرثرون منذ 10 سنوات بأنهم يملكون عصى موسى لحل مشاكل اقتصاد مريض وبأنهم سيكسبون رهان الانتاج وخلق الثروة لكن استهلكنا كل الثروة من دون أن نبني الاقتصاد وهم ماضون في ثرثرتهم!  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • hadj aissa

    الفريق الوطني الجزائري في المونديال شئتم ام ابيتنم يا المصريين انتم تريدون ان تصنعو جدار فولاذي بينكم وبين فلسطين لو كنتم حقا مسلمين لما تركتوهذا يحصل يا المنافقين

  • حيداوي

    المشكلة وراء كل هدا وذاك ياسيدي هي الغياب المريب للمعارضة الفعالة التي توجه النظام وتنتقدة حتى صحفنا المسكينة والتي طلما وجهت النقد للبرامج الحكومية تحولت الى صحف رياضية 100%

  • هانى

    كدابييييييييييييييييين

  • عارف

    هذه ثرثرة ايضا فارغة من "صحفي" اجوف

  • halal

    يا وفاء من مصر
    الشكاره معناها الكيس الكيييييييييير جدا الذي سيملأ بالفلوووووووس

  • Karim

    Hello Si Mahmoud. Well done but i dont get it at all what about everything you said, you know me and I know you very well and you are totaly out of order.

    Any way good luck in the future.

    karim

  • bilal saidi

    sa3di babni ya mahmode ci bilal wlide 3amtake zobida bey hahahah

  • جلول

    اذا كانت عشرية كاملة مرت هكذا مرور الكرام بدون تحقيق و لا هدف مسطر من طرف السلطة . فما المعجزة الخارقة التي تؤدي لتحقق تلك الاهداف المؤجلة في سنة 2010
    فالسياسة الاقتصادية سيطرت عليها الديماغوجية و البريكولاج و المصالح الفردية و بعض اللوبيات الخطيرة القريبة جدا من مركز القرار . اما الشق السياسي سيطرت عليه تلك المسرحيات المسخرة التي تؤديها فرقة التخالف الرئاسي والتي يدور موضوعها اجور عالية و ارائك فخمة و بطون منتفخة وغازات حارقة ومنومة و مخدرة تجعل من رفع الايادي بفعل لا ارادي . و ما زاد الطين بلة ذالك المجلس الذي اصبح يصلح لكل شيئ ما عدا مناقشة امور الامة . وحل ذالك المجلس الذي اضحي عالة و اضحي من مخرجي المتقاعدين بالمعاشات الضخمة جدا مما افقد صندوق المعاشات توازنة و اثر بشكل عالي علي دفع المعاشات بانتظام لؤلاءك الزوالية و البسطاء .
    اما في قطاع السكن مازال الطلب علي السكن يتزايد ويتراكم في ظل البطء الشديد في الانجاز و غياب العدالة في التوزيع و احتكار بعض الفيئات المحضوضة للاستفادة من السكن بكل الصيغ وكذا سيطرة مافيا السماسرة علي القطاع . وخير دليل هاهم المواطنين الذين منحتهم وكالة عدل الموافقة سنة 2001 لم يستفيدوا بعد اي عشرة سنوات كاملة و لم يستفيدوا . الان وزارة السكن في ورطة حقيقية . وماذا نقول عن الصيغ الاخري لان هؤلاء المواطنين ليس لهم دليل محرج لوزارة السكن كالذي يملكه اصحاب ملفات عدل غير ذالك الوصل اي وصل ايداع طلب السكن .
    فمازال البور و الانبور و الايروبور (- الميناء و الاستراد و المطار - ) هو الشغل الشاغل لمحتكري السياسة و الاقتصاد . و كل الافكار التي يبشروننا بها تتمحور حول هذا الثلاثي الرهيب الذي جعل الاقتصاد الوطني يدور في حلقة مفرغة و خطيرة و هذا منذ عقود اي بعد نهاية السبعنيات . و لم تحقق تلك الافكار و لو جزءا يسيرا في حركة النمو الاقتصادي . و لا نعرف ان كان ذالك الفشل يتمثل في سوء انتقاء الافكار الجيدة ام ان الاتجاه العام هو افشال الافكار مهما كانت جودتها لحاجة في نفس يعقوب .
    لقد تم تفكيك وتجزئة كل المنجزات الوطنية الرائدة خلال بدية الثمنينيات الي اجزاء صغيرة و مجهرية حيث تم تقسيم تلك الوحدات الاقتصادية الكبري و تلك المزارع الفلاحية اجزاء صغيرة و مصغرة . وربما كانت تلك الوحدات بحاجة للتحديث و التطوير و الي مسييرين ذوي كفاءة عالية و لا الي اؤلاء الذين كانت تعينهم السلطة من المتقاعدين من اسلاك اخري .
    ان عزوف الدولة عن انشاء و اقامة المشاريع الكبري الاقتصادية لا مبرر له و لا يخدم الاقتصاد الوطني . ولن تتخلص الجزائر من هيمنة البترول علي الاقتصاد بهذا العزوف الغير مبرر . و لن يكون ذالك التوجه العام لانشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة هو الحل بل هو جزء بسيط من الحل يمكن ان يقلص جزءا يسيرا من البطالة .
    و لا يمكن بحال من الاحوال الاعتماد كلية علي المؤسسة الصغيرة في زيادة النمو خارج المحروقات . و ليس تحميص القهوة او بيع القرنطيطا هو الاقتصاد البديل للنفط . الا اذا كان الهدف من ذالك بقاء الاستراد و هذا يدخل في نهج اللوبي المسيطر علي الاستراد من سكر وحبوب و زيت و حبوب جافة وكل المواد الاخري التي لدينا فيها عجز كبير وذات الاستهلاك الواسع .
    و العالم اليوم يتجه بسرعة فائقة نحو الطاقة البديلة . ولن تمر الا سنوات قليلة وسيكون مصير النفط و الغاز كمصير الفحم والحطب .
    و علي السلطة انتهاج سياسة اقتصادية اكثر جراة . فالاحتياطي الذي تملكه اليوم يمكن استغلال جزء منه في انشاء مزارع فلاحية كبري عمومية لانتاج المواد الفلاحية بمختلف انواعها واقامة صناعة تمتلك الجزائر مقوماتها . و السوق الجزائرية عذراء تحتاج الي عشرات المئات من المزارع الكبري كما ان ربحيتها الاقتصادية مضمونة 1000 /100 . ان الدينار المستثمر اليوم ما هو الا شرط امان لغد نجهل ما الذي يخبئه لنا . و نتمي للفريق الوطني النجاح . وحاجة الحكومة اليوم لمدرب حكيم و قدير كالشيخ سعدان وفقه الله .

  • وفاء

    يعني ايه الشكارة

  • أم الخير

    أين المعلم ؟؟؟