-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لخضر بن يوسف يصدر كتابه ويؤكد

“مسار الحقيقة”.. مشروع ثقافي ذو أبعاد اجتماعية وإنسانية

إبراهيم جزار
  • 232
  • 0
“مسار الحقيقة”.. مشروع ثقافي ذو أبعاد اجتماعية وإنسانية
أرشيف

ينتظر أن تستقبل المكتبات، خلال الأيام القليلة القادمة، الكتاب الجديد للشاعر بن يوسف لخضر، الموسوم بـ “مسار الحقيقة الدائر بين رحى الواقع – العقل…الرؤية”. وهو الإصدار الرابع له بعد كل من” ومضات حوارية مع أقلام شعرية واعــدة”، 22 فيفري، وقمنا نسطر مجدا، بين وقع وصدى حار فكري.

العمل الجديد، صدر عن دار ساجد للنشر والتوزيع ببسكرة، يحوي 230 صفحة، تندرج ضمنها مجموعة من النصوص والمقالات، تمازجت بين الشق الإبداعي والتفاعل مع الواقع، خطت بمداد قلم شاب، يحاول التأسيس من خلال هذا المشروع الثقافي الإبداعي لفكر قيمي ذي أبعاد اجتماعية وإنسانية.. كتابات ونصوص تعالج أسئلة كثيرة موجعة تنكأ جراحات الواقع وتفتح نافذة الألمِ، والإجابة عنها أشد إيلاما، فالعين الراصدة لانكفاء مجتمعاتنا وتدهور أحوالنا المعيشية تجد أن الكثير من الظواهر السلبية بدأت تتنامى، وتأخذ شكل سمات مميزة.

وقال لخضر لـ”الشروق” إنّ الكتابة هي فرصة قد تتاح مرّة واحدة في العمر، للانتصار لهذه الذات التي مرّت عبر تجارب حياتيّة فيها من الجمال والجنون والقسوة واليأس ما يستدعي تدوينها، لكنّها لا تشكّل أبدًا درسًا نموذجيًّا للآخرين، هي في النهاية انتساب إلى الحبّ والنور والسلام، واختبار مدى استحقاقنا لحياة ليست دائمًا سهلة أو متاحة، امتحان قاسٍ، لكنّه شديد البهاء، يستحقّ أن نعيشه ونصابَ بآلامه ونتفاءل بآماله.

وعن هذا الكتاب الجديد، قال بن يوسف لخضر: “المقالات والآراء والقضايا هي حصيلة الكتابة الأسبوعية لأكثر من سنة في مختلف المواقع والفضاءات الإعلامية والصحفية، وهي في مجملها تتطرق إلى الظروف والمتغيرات على أكثر من مستوى ومؤسسة تارة، وتارة أخرى إلى الفكر وتشعباته وصلاته أو قضايا وأزمات اللحظة الراهنة، يفرضها في مجمل الأحوال الالتزام الأسبوعي في الكتابة. لكنها لا تعدم من جانب آخر القدرة على لملمة الخيوط، ومن ثم جعل الكتاب يفصح عما يود قوله من أفكار حول جملة القضايا المطروحة، حتى لو لم تكن المسارات متشابهة، سواء على مستوى المواضيع أم التناول والإجراء، وما تراكم من قراءات واطلاعات حتى جاء الوقت الذي سفحت فيه مياهها في تلك المقالات كيفما اتفق وفي تفاعل مع الكتابة كيفما اتفق أيضا”.

وأضاف: “لم نكن نقيم في عالم وردي قبل إطلالة “كورونا”، والصحفي دفتر آلام في الأيام العادية، فكيف حين تجتمع النوائب. ولم يكن العقد الماضي بسيطاً ولا سهلاً ولا لذيذاً. ولطالما شعرت بأنني أمارس في الصحافة دور حفّار قبور، إذ كنت أتدخّل في غالب الأيام لأعثر على مكان في الصفحة الأولى لمذبحة جديدة أو مقتلة واسعة”.
ليضيف محدثنا قائلا: “2020 سنة الوباء، سنة القاتل المتسلسل، سنة الحرب العالمية الثالثة، لا أسف عليها، لا تستحق دمعة ولا تلويحة منديل، سنحتفل بموتها بعدما احتفلت بموتنا، ولن ننسى أن نشكر الكتاب والصحفيين والممثلين والعازفين، وكل من ساعدنا على مقارعة الوقت والإقامة سنة كاملة في هذا المعتقل الكبير الذي نسميه العالم. سنرميها إلى غير رجعة كجوارب متسخة بالغدر والدم، ذهبت فلتذهب. فإصداري يجمع بين الشق الإبداعي والتفاعل مع الواقع والمستجدات التي يمر بها البلد ووضعية العباد، وقد طرحت في هذا الكتاب أسئلة فتحت من خلالها فضاء كبيرا للتنفيس عن آرائي وتصوّراتي وتوجهاتي الفكرية وخلفياتي الثقافية، وهذا بما يمكن أن يخدم الثقافة والفكر، ويثري المشهد الثقافي والمكتبة الوطنية لإعداد المذكرات والأطروحات، وتسليط الضوء على مواضيع الراهن والمستجدات والمتغيرات اللحظية”..

وعن فكرة تأليف هذا الكتاب، قال محدثنا: “فكرة تأليف هذا الكتاب، جاءتني لأنني متأكد وعلى يقين بأنه ستكون لي عديد الاستنتاجات في المستقبل، لأن الحياة متغيرة والتجارب مستمرة والاستنتاجات متواصلة. في الكتاب تطرقت في الحديث عمَّا أكدته الجائحة عن حاجة الشعوب الملحة إلى حكومات تتسم بالكفاءة والنزاهة وإدارة عقلانية للموارد، وبناء مؤسسات صحية وإنقاذية متطوّرة، حكومات تستعد للكوارث البيئية ولأي جائحة مقبلة”.

وتابع: “يتطلب متن الكتاب التأمل في الحركة على مستويي الرّاهن والتاريخي للخروج برؤية تخدم مسار الحقيقة، وهذا من خلال حضور المثقف كشرط أولي لما ستتأثث به المشهدية الواقعية، سواء في راهنها أم في مستقبلها، ذلك أنّ العقل والحرية لا ينفصلان فهو يحمل بين ثناياه مجموعة من النصوص التي تحمل فلسفتي الخاصة في الحياة، بحيث جاءت على شكل ملخص شامل لبعض القراءات والاستنتاجات ورؤية مستقبلية لما يجب أن يكون موجها لكل قارئ”.

وأشار المتحدث إلى أنه يجب الاهتمام بالمكتبات البلدية أو التابعة لوزارة الثقافة فهي تمثل فعلا منبعا ينهل منه مختلف أفراد المجتمع للعلم، مع ضرورة الاستفادة من خبرات المهنيين والأكاديميين الذين يعملون في المجال، ووضع خارطة طريق يمكن إتباعها على المدى القريب والمتوسط وحتى البعيد، شريطة إسناد الوظائف المتعلقة بالمكتبات إلى ذوي الاختصاص خاصة في مكتبات مؤسسات قطاع التربية والمتواجدة أيضا على مستوى البلديات، التي أصبحت ملحقة للمكتبات الرئيسة للمطالعة العمومية، حتى يتم الاستفادة من تكوينهم الأكاديمي من أجل النهوض بهذا القطاع، أمة تقرأ أمة لا تجوع”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!