-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مستقبلُ الغرب يبدأ من الشرق

عمار يزلي
  • 511
  • 0
مستقبلُ الغرب يبدأ من الشرق

ثلاثةُ تحديات عالمية اليوم، على العالم أن يتهيأ لها لما لها من أهمية مصيرية للبشرية قاطبة:

التحدي الأول، هو مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والتي يُعتقد أنها تمثل مفتاح غلق أو فتح للعلاقات الدولية بداية من سنة 2025 وقبل 2027.

هذا التحدي يزداد ضراوة مع تقدُّم القوات الروسية وبداية تضعضع القوات الأوكرانية أمام نفاد مخازن السلاح والإمدادات من دول الناتو وأمريكا بالأخصّ، خاصة مع انفجار الوضع في الشرق الأوسط مع “طوفان الأقصى”.

لقد بدأنا منذ فترة غير طويلة نسمع نبرات تهديد ووعيد من كلا المحورين: المحور الأوكراني الأمريكي الأوروبي، والمحور الروسي.

الغرب، وفرنسا بالذات بدأت تتحدث عن إرسال قوات من دول الناتو إلى أوكرانيا لتحارب التمدد الروسي، فيما تحدثت أوساط في البنتاغون على خطر نشوب نزاع بين روسيا والغرب في حال فوز روسيا في هذه المواجهة. بالمقابل، روسيا تستعرض عضلاتها النووية وتهدد باستعمال النووي في حالة تعرّض البلاد إلى خطر وجودي، وتهدد باستهداف كل قوة أو سلاح يدخل إلى أوكرانيا. كما أشارت أكثر من مرة وعلى أعلى المستويات، إلى أن تمدد الناتو شرقا باتجاه روسيا ونشر سلاح نووي أمريكي بهذه البلدان التي دخلت الناتو مؤخرا أو دول سابقا، ستكون أول استهداف في حال نشوب نزاع إثر انفلات العقال في المسألة الأوكرانية.

هذا التحدي، هو أكبر معضلة يواجهها العالم والإنسانية عامة، كون أن أي حرب تقليدية بين روسيا والغرب سيدفع إلى استعمال سلاح الدمار الشامل الذي يعني في النهاية، نهاية عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، عبر حرب عالمية أخيرة.

هذا أسوأ سيناريو محتمل، غير أنه يمكن أن يحدث شبهُ تعايش من جديد، ولكن هذه المرة على أسس وقواعد جديدة تكون روسيا المحور القوي مع دول أخرى كالصين وحتى إيران والدول المجاورة سواء من دول البريكس أو تجمع شنغهاي أو غيرهما من القوى التي تمثل اقتصاديات منطقة آسيا الصغرى والكبرى وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. في هذه الحالة، وفي مثل هذا السيناريو الأقل سوءًا، سيكون العالم متجها نحو توازن أكبر سيؤثر على كثير من مجريات الأمور في العالم كله.

التحدي الثاني، هو المعضلة الفلسطينية التي ينبغي أن تجد حلا سريعا قبل أن تؤجج المنطقة والعالم. هذا التحدي مرتبط هو الآخر بالتحدي الأول: كلما ضعف الكيانُ الصهيوني متأثرا بضعف الغرب وأمريكا أمام تحديات الصين وروسيا والاقتصاديات الناشئة كالهند والبرازيل، وتكتل بريكس، سيكون على أمريكا أن تغيِّر تعاملها مع باقي الدول ومنها روسيا والصين والدول العربية في الشرق الأوسط ومن الكيان الصهيوني الذي لن يبقى إلى الأبد محمية أمريكية غربية، خاصة مع بداية تآكل المجتمع الصهيوني من الداخل والخارج، نتيجة ملحمة “طوفان الأقصى” وتخريب الصورة النمطية للديمقراطية الغربية والأمريكية والصهيونية أمام الفظائع وجرائم الإبادة المروِّعة في غزة والقطاع. هذا التحدي، مرتبطٌ ومرهون بتطورات العالم في النقطتين الساخنتين: الأولى، كما أشرنا إلى ذلك سابقا، الحرب الروسية الأوكرانية ونتائجها في المستقبل القريب والمتوسط، والثانية في الصين والمسألة التايوانية، لأنها ستكون قريبا “تحدِّيا حقيقيا أمام الأمن والاستقرار العالمي”، خاصة وأن الولايات المتحدية، سواء مع الحزب الديمقراطي أو الجمهوري وفي كل الحالات، سيكون النزاع مع الصين رقم واحد ما بعد 2025، أي بعد حل نهاية المسألة الأوكرانية وبداية حل القضية الفلسطينية.

الشرق الأوسط وفلسطين وغزة وأوكرانيا وتايوان هي مفاتيح الحل والغلق والسلام والانفجار في العالم ما بعد 2025.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!