الرأي

“مسخ” اسمه داعش!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 3115
  • 20

كم هي صادمة تلك الفضائع التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا باسم الإسلام، وكم هم تافهون أولئك الذين بدؤوا يتحدثون ببعض الاحترام عن هذا التنظيم العدمي الذي لا يعرف سوى سفك الدماء البريئة بطريقة غاية في البشاعة والسادية والوحشية.

لقد نجحت الأنظمة الاستبدادية التي تحكم الدول العربية في خلق وحش غاية في البشاعة اسمه داعش، وخيّرت شعوبها بين هذا الغول الذي يلتهم كل شيئ وبين الرضا بالواقع المرير الذي فرضته هذه الأنظمة بشموليتها وفسادها.

إنّ أيّ عاقل سيقول الآن إن بشار الأسد ونظامه البعثي رغم ما ارتكب من جرائم وآثام في حق السوريين خير بألف مرة من تلك المخلوقات البشعة التي تقاتل في صفوف داعش، والتي تقتل وتذبح وتنكّل وتسبي وتغتصب وتفعل كل الموبقات تحت راية لا إله إلا الله.

ثم هل يعقل أن يحقق هذا التنظيم الدموي كل تلك الانتصارات في سوريا والعراق لو لم تكن هناك أياد خفية وقوى ظلامية تمكن لهذا التنظيم الذي يدّعي الجميع محاربته وإدانة إرهابه همجيته، بينما يمكن له كل هذا التمكين لدرجة تحول إلى واحدة من أقوى الدول في المنطقة العربية.

لقد هبّ العالم أجمع للتصدي لداعش في العراق، وفي المقابل يُضرب جدار من الصمت المطبق على جرائمه في سوريا وآخرها ذبح أكثر من 700 مدني سوري.. لصالح من يعمل هذا التنظيم الغريب الذي يحاول استعارة بعض المصطلحات والسلوكات من التاريخ وإعادة إنتاجها بشكل مشوه وبأسلوب همجي قل ما تذكره كتب التاريخ.

لقد تعددت القراءات والتفسيرات والتحليلات لظهور هذا “المسخ” الذي يسمى داعش، هل هو صناعة أمريكية أنشأته ثم تضربه الآن، كما أنشأت قبله تنظيم القاعدة وحاربته؟ أو هو مولود لقيط جاء ثمرة علاقة غير شرعية بين أنظمة الاستبداد وأجهزة المخابرات الغربية، أم هو انعكاس بشع لقبح الفكر الذي ترعاه المؤسسات الرسمية في العالم العربي؟

ومهما كانت درجة صحة تلك التحليلات والتفسيرات، فإن الظاهرة التي لا يمكن تفسيرها هي هذا النوع الغريب من البشر الذي يقتل ويذبح بدم بارد دون تردد أو تأنيب ضمير، فإذا كان الفقر والحرمان والتهميش تدفع الشباب في العالم العربي إلى التطرف والانتقام من المجتمع، فما الذي يدفع أولئك القادمين من أوروبا وأمريكا للقتال في صفوف هذا التنظيم المسخ!!

مقالات ذات صلة