-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعضها يصل مراكز الشرطة وأخرى تحل وديّا

مشاجرات بين المصلين بسبب عبث الأطفال في المساجد

كريمة خلاص
  • 2532
  • 0
مشاجرات بين المصلين بسبب عبث الأطفال في المساجد
أرشيف

يلاقي الأطفال الصغار في المساجد معاملة فضّة من قبل بعض المصلين الكبار الذين ينهرونهم ويوبخونهم وأحيانا أخرى يعنفونهم بالضرب والصفع بسبب ما يحدثونه من تشويش وركض بين الصفوف سواء في صلاة الجمعة أم في صلاة التراويح، وهو الأمر الذي يشعل فتيل الفتنة في بيت الله بين الكبار الذين يتدخلون مستنكرين ما تعرض له الطفل ويحاولون التهدئة ما أمكن..
ورغم أن الأمر مقلق في بعض الأحيان، إلاّ أنّه يتطلب صبرا ولينا في التعامل مع رواد بيت الله الصغار الذين لم لا يدركون قدسية المكان ولا آدابه، وهي مهمة تقع على عاتق الآباء والأمهات الذين يستوجب عليهم إرشادهم إلى الطرق الصحيحة، خاصة أنّ بعض الحالات امتدت تأثيراتها إلى خارج المسجد وتسبب في عراك بين الكبار ومنها ما بلغ مراكز الشرطة، نظرا للأضرار التي خلفتها، نفسيا ومعنويا.
ومثل هذه السلوكات تنفر الأطفال من المسجد وإن كانوا على خطأ وتجعلهم ينحرفون، لذا ينصح جميع المختصين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع وحتى الأئمة باحتواء سلوكات الأطفال المشوشة على المصلين بطريقة هادئة ورزينة تجعلهم يتراجعون عن تصرفاتهم ويخجلون منها.
ويستند هؤلاء في رأيهم إلى العناية التي أولاها الإسلام للأطفال، وأنّه أمر الآباء والأولياء بأن يعلّموا أبناءهم الصلاة وهم أبناء سبع سنين وأن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وقراءة القرآن وأحكام التجويد وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد..
وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور محمد بلغيث، أستاذ جامعي في العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر وإمام خطيب، في تصريح لـ”الشروق”، ظاهرة طرد الأطفال من المساجد خطأ تربويا فادحا ذلك أنّ المساجد مثل المستشفيات والمدارس تستقبل الأطفال من كل الفئات قليلي الأخلاق والمرضى نفسيا لتعالجهم وتعدّل سلوكاتهم.
وأكد المتحدث أنّه من المنصوح به إحضار الأطفال للمساجد ليتعلموا ويقتدوا بالكبار ويتعلموا مجالستهم والاستماع إلى الإمام والعالم والمربي والناصح، فطردهم يعني تعريضهم للخروج للشارع واكتساب أخلاق الشارع من سب للدين وانحرافات خطيرة قد تؤدي بهم إلى تعلم التدخين وكل ما هو موجود في الشارع فيتميعوا وينحرفوا بدل أن يتعلموا الانضباط والاحترام والأخلاق..
ويضيف الدكتور بلغيث أنّ التربية هي محاكاة الطفل للكبار، إذ يقتدي بهم ويقلّدهم فإذا اصطحبناهم إلى المساجد نكون قد خطونا خطوات كبيرة جدا في إصلاحهم وتنشئهم وإعدادهم.
ويرى المتحدث أنّ هؤلاء الأطفال هم الورثة وقوة الإسلام تكمن في وجود شريحة كبيرة من الأطفال في المساجد فالكبار يورثون القيم والدين للأطفال من خلال الاحتكاك بهم واصطحابهم والصبر عليهم، عندما يغفلون ويقومون بسلوكات غير لائقة ولو كان ذلك داخل بيت الله.
وقال بلغيث: “الرفق واللين في تربية الجيل يحتاج إلى صبر.. هؤلاء هم أولادنا إن لم نتحملهم ولم نصبر عليهم فمن يفعل ذلك ومن يتولى مهمة إصلاحهم هل سيأتي المسيحيون لتعليم أطفالنا ويستوعبونهم وينشئونهم كما يريدون، الأفضل ألا نعرض أطفالنا لمثل هذه الدعوات الهدامة وهذه الحركات فطردهم يكون تصرفا يؤدي إلى نتائج وخيمة جدا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!